فنانة النحت المعدني “سيدة خليل” تحكي قصصا إنسانية بخامة البرونز

١٢ يناير ٢٠١٢

الفنانة “سيدة خليل” هي أول مصرية تستخدم ضوء الليزر في أعمالها الفنية عام٢٠٠٠، كذلك هي أول من قدم تجربة مصرية في فن التصوير ثلاثي الأبعاد “الهيلوجرافى”. تركز الفنانة على الجوانب الإنسانية في أعمالها مبتعدة عن الأفكار التقليدية. وتنشغل بالتعبير عن علاقة المرأة والرجل بصور متعددة داخل منحوتاتها، وقد أختارت النحت للتعبير عن أفكارها ورؤياها للحياة. فأعمالها لا ترتبط بالقواعد التشكيلية والكلاسيكية في النحت، فالأشكال الآدمية لديها مسطحة إلى حدما وأكثر نحافة، أشبة بأشكال هيكلية أوكهفية تعود إلى العصور الأولى.

ولدت الفنانة سيدة خليل عام ١٩٧٠ ، تخرجت في كلية التربية الفنية جامعة حلوان عام ١٩٩٤ تخصص نحت. وأهتمت في دارستها بعد التخرج بعلاقة العلم والتكنولوجيا بالنحت. حصلت على درجتي الماجستير والدكتوراه من نفس الجامعة في قسم التعبير المجسم تخصص النحت عام ٢٠٠٦.  وقدمت العديد من الأبحاث والدارسات حول مفاهيم النحت في مجال التربية الفنية ، وتدرجت في عديد من الدرجات العلمية، وتعمل أستاذا للنحت بكلية التربية الفنية جامعة حلوان. تستخدم الفنانة  أنواع متعددة من الخامات في أعمالها كالبرونز والأكريليك وكذلك الخشب وقد تدمج خامتين معًا في عمل واحد وذلك بسبب تجريبها المستمر وبحثها الدائم في كل خامة على حدى.

شاركت في العديد من ورش العمل المحلية والدولية والمعارض والمسابقات الفنية، كما وقد حصلت على العديد من الجوائز العلمية والفنية في مجال النحت بمصر عن أعماليا الفنية والبحثية، ولها مقتنيات لدى متحف الفن الحديث بمصر وبعض المؤسسات الخاصة وبعض الافراد بمصر والخارج.

قدمت “سيدة خليل” في بداية مشوارها الفني أعمالا نحتية بأساليب متعددة اهتمت فيها بالتجريب في العديد من الخامات واكتشاف امكانياتها في النحت والتي اكسبتها خبرات  ممارسة متعددة في مشوارىا الفني . اهتمت منذ عام ١٩٩٥ بدارسة الضوء وعلاقاته بالخامات المختلفة ووسائل انتشاره وتحريكه في الفراغ، فقدمت أول تجربة فنية لاستخدام ضوء الليزر laser light في أعمال النحت المصري المعاصر والتي عرضت في صالون الشباب الثاني عشر عام ٢٠٠٠، كما قدمت أول تجربة للتصوير الهولوجرافي white light volume ( holography hologram ) في مصر بالمشاركة مع المعهد القومي لعلوم الليزر بالقاهرة، وعرضت كتجهيز في الفراغ  في صالون الشباب الثالث عشر عام ٢٠٠١ ، كما شاركت في بعض الاعمال الجماعية التي اهتمت بتوظيف الميديا في الاعمال الفنية.

وفي الفترة من عام ٢٠٠٣ الي ٢٠١٠ أهتمت “سيده خليل” بالتركيبات الفراغية، والخامات الشفافة وذلك لإدراكها بأهمية الفراغ في العمل النحتي وأن تلك العناصر الشفافة بتكراراتها وظلالها انعكاساتها تصنع عالما أثيريا من الاشكال والظلال في الفراغ، فاهتمت بتقنيات وأساليب تركيب هذه العناصر وتجميعها واستخدام العدسات المكبرة والمشوهة للصورة المعكوسة .

في العشر السنوات الاخيرة ركزت “سيده خليل” على الاهتمام بشكل خاص بالعلاقات والقضايا الانسانية والتجريب المتعدد لتحصل على منحوتات تحمل بعض من المعاني الانسانية في حياتنا، واعتبرت هذا المفهوم هو الاساس الذي تقوم عليه  أفكارها النحتية، فلم ترتبط أعمالها بالقواعد الكلاسيكية أو بالتجريد في النحت، بل نهجت مدخًلا مختلفا في التشكيل النحتي أعتبرت فيه منحوتاتها رسوم مجسمة دينامية في الفراغ.

ونظرا لأن الأعمال الفنية المعدنية نادرة ضمن الإنتاج الثقافي في مصر، تعمل سيدة خليل علي إحياء هذا الفن من خلال تنظيم ورش سكراب الحديد، وكانت هي أول من قام بتنظيمها،  والآن أصبح هناك فنانون متخصصون في إقامة هذه الورش بشكل دوري في عدد من محافظات مصر.


وأيضا كونها أستاذًا ومدرسًا للنحت، فهي تحاول قدر الإمكان تزويد طلاب الفنون بالمعرفة والخبرة بممارسات النحت بأساليبها العديدة، بالإضافة إلى إطلاع الطلاب على أهم التجارب الدولية، وكذلك التركيز معهم على عمل بعض الممارسات البسيطة في حدود وقدرات الورش الفنية المتوفرة في الجامعة. بالإضافة إلى تشجيع الطلاب الذين يهتمون بالأعمال المعدنية لوضع أفكارهم موضع التنفيذ، ومحاولة تطويرها خارج الإطار الأكاديمي، لايمانها أن هذا له صدى في بعض التجارب التقنية والتي سيكون لها تأثير في السنوات القادمة علي نهضة هذا الفن في مصر.

إذا أعجبتك هذه المقالة، أشترك في المجلة لتصلك مقالاتنا في بريدك الالكتروني **

أضف تعليق