ماذا لو تحققت رغبة أغلب الرجال، وتخلت المرأة عن خروجها للعمل؟! | كتبت رضوى حسني

ماذا لو تحققت رغبة أغلب الرجال، وتخلت المرأة عن خروجها للعمل؟!

ربما قد تستنكر الفكرة غالبية النساء فيما قد تروق للغالبية من الرجال في مجتمعاتنا الشرقية، وعلى هذا الأساس تمحورت قصة فيلم ” الاتحاد النسائي” الذي سلط الضوء على معاناة المرأة المصرية في الثمانينيات من القرن الماضي بداية من داخل بيتها مرورًا بالشارع وما يدور به انتهاءً بميدان عملها، وهو بالمناسبة لم يختلف كثيرًا عما تعيشه الآن، وبعد مرور أكثر من ثلاثين عامّا كاملة.

صوّر الفيلم واقع المرأة المصرية العاملة من خلال مناقشة ثلاث قصص مختلفة لثلاث سيدات جمعهن مقر عمل واحد.

فالأولى هي د. منى الأستاذة، والباحثة في الكيمياء، وواحدة من الخبراء في مجال عملها؛ ومع ذلك حُرمت من رئاسة وفد مصري مبعوث للخارج فقط لكونها امرأة، والوفد يحتاج لشخص أكثر وقارًا لقيادته – على حد تعبير رئيسها في العمل –

كما أنه قد يبدو للمشاهد مدى التفاهم الكبير بين د. منى وزوجها أستاذ الفلسفة إلا أنها مع الوقت تتقين من حقيقة أنه كغيره من الرجال الشرقيين رغم ظاهره الغربي؛ لا يؤمن بكفاءة المرأة، وقدرتها على الموازنة بين نجاحها كامرأة عاملة، وكأم في الوقت ذاته؛ ولهذا يطلب منها عدم الإنجاب، والتفرغ التام لنجاحها المهني.

والثانية هي كريمة تلك المرأة التي تمثل الشريحة الكبرى من النساء المصريات العاملات حيث يقع على عاتقها كل ما يتعلق بإدارة شئون بيتها الداخلية باعتبارها ربة منزل، بالإضافة إلى دورها كموظفة حكومية تسعى كزوجها تمامًا؛ لكسب لقمة العيش، وتوفير حاجيات صغارها ناهيك عما تتعرض له من مضايقات ذكورية في الشارع، وعدم تقدير ملحوظ لما تبذله من جهد شاق سواء من قبل زوجها، أو حتى زملائها في العمل الذين يتعرضون لها بالسخرية.

أما الثالثة فهي أم سيد عاملة البوفية بالمصلحة الحكومية ذاتها، والتي لا يختلف واقعها عن شبيهاتها من هذه الفئة البسيطة. فبعد سنين طويلة من العمل الدؤوب ساندت خلالها زوجها، واشترت له سيارة أجرة، وأنفقت فيها على زيجات أبنائها انتهى بها الحال وحيدة بعد ما تخلى عنها أبنائها، وزوجها الذي تزوج عليها سرًا من أخرى تصغره بسنوات.

ورغم اختلاف القصص الثلاث؛ إلا أن صاحباتها جمعتهن المعاناة ذاتها من المجتمع الذكوري الذي يرفض خروجهن للعمل، ولا يجد قيمة فيما يقدمونه للمجتمع؛ لتقرر الثلاث نساء تكوين اتحاد نسائي يعربن من خلاله على رفضهن للتهميش الذكوري لأدوارهن مقررات ألا يخرجن للعمل مرة أخرى حتى يلقن الرجال درسًا عمليًّا بعد خوض كل واحدة منهن نضال نظري للتعريف بأهمية دورها في المجتمع.

*إذا أعجبتك هذه المقالة أشترك في المجلة لتصلك مقالاتنا في بريدك الالكتروني

أضف تعليق