العقد الثالث و إعادة ترتيب الاولويات

الجمعة، ١٧ مارس ٢٠١٧
كتبت أماني زايد

Juggling-Mom1

العقد الثالث في حياة المرأة هو بمثابة ناقوس خطر. تنتابها نوبة من القلق أيا كان شكل حياتها:

” الم يأتي الاوان لأصبح اما”
” لقد ظهرت بعض الشعيرات البيضا برأسي!”
” تري هل فاتني قطر الزواج”
“هل اخطات بقرار زواجي المبكر”
” متي سانتهي من رسالة الماجستير”
” متي سأحصل علي الترقيه؟”
” لقد مللت من العمل في هذه الوظيفه!”
” لقد زاد وزني كثيرا في السنوات الماضيه!”

…الكثير من التساؤلات والأفكار تجول في عقل المرأة في هذه المرحلة العمريه وكلها تتلخص في شيء واحد، هو ضرورة الوقفة مع النفس لإعادة ترتيب أولوياتها ومكانة الأشخاص المهمة في حياتها، وحساب الوقت الذي ضاع والوقت الذي تخاف ان يضيع منها…

في هذه المرحلة العمرية تعيش المرأة مرحلة نضوج فكري وعاطفي، حيث تنتهي الحياة العفوية التي كانت تعيشها وهي في مقتبل حياتها، لتبدأ حياه جديدة أكثر انشغالا، تزيد فيها المسؤوليات، ويضيق فيها الوقت، تتغير الظروف من حولها حين تتوالى الضغوط وتبدأ في محاولة حل المعادلة الصعبة عن كيفية الحصول علي حياه سعيدة.

3a45e415b33a9d197037f6679982d003_juggling-mom-juggling-mom-clipart_300-291في هذا السن تكون المرأة قد تخطت اولى مراحل حياتها، وهي المرحلة التي يطلق عليها مرحلة المسلمات، والتي يكون الانسان فيها قليل الخبرة، متأثرا بمن حوله وبما يفرضه عليه المجتمع من تعليم وثقافة وعادات. السيدة في هذه السن تكون قد أنهت تعليمها الجامعي وغالبا ما تكون قد ارتبطت، مرة او أكثر (سواءا بشكل رسمي او لا)، وربما قد تكون قد فشلت في بعض من علاقاتها أيضا، وفي نهاية الامر تجدها بحاجة الي خطه جديدة مناسبة للمرحلة المقبلة من حياتها.

في هذه المرحلة الجديدة، تتجه المرأة الي العقلانية في التفكير، وتتساءل عما ستكون سعادتها المقبلة تتمثل في حياه أسرية مستقرة، ام حياه مهنية ناجحة، ام حياه اجتماعيه نشيطة؟  هل من الاهم أن تستغل اوقات فراغها في السعي للحصول على الجسم المثالي والصحة الأمثل ام ان ان تحيي الجزء الروحاني وتحافظ على صلتها بالدِّين
والعبادات؟

الإجابة ببساطه هي انها تريد كل ذلك في آن واحد، قد تختلف الأوليات من امرأة لآخري ولكن في نهاية الامر تجد المرأة مفتاح سعادتها في الموازنه بين كل أولويات حياتها، وهنا يظهر التحدي…

juggle-career

تتحول المرأة الي كائن متعدد المهام بمحض ارادتها، فتري امرأة ترضع طفلها وهي تكتب رسالة ماجستير، واخري تكتب قائمة بطلبات المنزل أثناء اجتماع عمل، وثالثة تُمارس الرياضة في النادي وهي تدفع عربة طفلها، وغيرها من المشاهد الطريفة التي قد نصادفها مع اخت او صديقه او زميلة متزوجة.

4f22923d8e3281f330cf1dacce28dfc9_working20mother20clip20art-juggling-mom-clipart_567-800وعلى الجانب الاخر نجد امراه اخري لم تتزوج ولكن حياتها مزدحمة بعملها ودراستها وأعمالها الخيرية والاهتمام بوالديها المسنين وغيره… ويظهر السؤال المعتاد لكل نموذج من هؤلاء النساء ” ما الذي تفعلينه في حياتك؟!”

والإجابة ببساطة هي “انها تحاول ان تحل المعادلة الصعبة، وهي الموازنة بين القيام بواجباتها مع الاحتفاظ برضاها عن نفسها وتحقيق ذاتها وأحلامها”

أليست هذه المجهودات المبذوله جديرة بالاحترام والتقدير؟  بالقطع أي كان نمط حياة المرأة، فهي دائما بحاجه لمن يقدر قيامها بهذه الاعمال ويشيد بها من حين لآخر.  ولطالما انتظرت ذلك من كل من حولها: زوجها، أصدقاءها، ابناءها، رؤساءها في العمل ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه!

إذا لم تجد المرأة التقدير من الاخرين فعليها أن تقدر هي نفسها ومجهوداتها، تكافئ نفسها كلما اتيحت لها الفرصة، تحب نفسها وتهتم بها، تستقطع جزء من يومها ليكون لها وحدها، تفعل فيه شيء تحبه او تجتمع مع أصدقاءها القدامى، تمارس الرياضة او اي هواية تحرر افكارها، تقرأ كتاب، تذهب للتسوق أو حتى تأخذ حمامها المفضل وتنام…

easyjugglingعزيزتي المرأة،
التقدم في العمر جزء من سنة الحياه و لكن الاحتفاظ بشباب الروح و القلب اختيارك انتي اختاري ان تبداي بحب نفسك، ابحثي عما يشعرك بلذة الحياه وافعليه، ابحثي عن عمل تتقنيه و انشغلي به لتتركي بصمه في حياة من حولك. انشغلي بالمستقبل وكوني واعيه ان لا شىء يعيد الماضي فلا تتوقفي عنده، وانما يمكنك ان تعتبريه مرجع تتعلمي منه وصندوق ذكريات قد تحنين اليه من وقت لاخر…

وإذا تمكنت من تحقيق هذا، هنا فقط ستشعرين بالرضا والسلام الداخلي وستشعرين بالفخرو القوة كامرأة تستمر نجاحاتها بعد سن الثلاثين!

أضف تعليق