حوار مع الإعلامية مها محمود: كبيرة مذيعين إذاعة الإسكندرية

الاربعاء ١٨ أكتوبر ٢٠١٧

radio_studios_banner

ومن وراء ميكروفوناتهم، يتواصل المذيعين والمذيعات مع جمهورهم العريض، وتخترق أصواتهم قلوب المستمعين ليثبتوا مقولة بشار بن برد،” الاذن تعشق قبل العين أحيانا.”

وكان لسيدات من مصر لقاء مع الأستاذة مها محمود، كبيرة المذيعين بإذاعة الإسكندرية لتعرفنا على هذا العالم الساحر وراء الميكرفون

22554722_1571590609546294_3705813018155819754_nمها محمود حاصلة على بكالوريوس علوم قسم كيمياء حيوية من كل العلوم جامعة الإسكندرية عام ١٩٨٨. وبدأت العمل في الإذاعة عام ١٩٩١ بعد عامين من حصولها على شهادة إعداد باحث طبي من معهد البحوث الطبية جامعة الإسكندرية.

عملت في بداية مشوارها المهني في الإذاعة كمندوبة ومحررة أخبار، بعدها، ترقت في المناصب على مدار عدة سنوات، نجحت خلالها في اختبارات المذيعين ومقدمي البرامج المختلفة، وكان ترتيب مها الثالث علي مستوي الجمهورية في أخر اختبار تقدمت فيه، والتي كان يرأس لجنة الاختبار الشاعر والإعلامي فاروق شوشة والذي كان يشغل وقتها منصب رئيس الإذاعة المصرية.

وبالرغم من انضمامها الي الإذاعة، الا انها استطاعت ان تحصل على دبلوم دراسات عليا في الصحة العامة وتخصص التثقيف الصحي والعلوم السلوكية من المعهد العالي للصحة العامة جامعة الإسكندرية عام ١٩٩٩

أزاي حصلتي على العمل في الإذاعة؟
طريقة التحاقي بالإذاعة كانت بالصدفة البحتة. إحدى زميلاتي قرأت إعلان بإحدى الصحف يطلب مذيعين ومقدمي برامج بإذاعة الإسكندرية، فاتصلت بي وقالت لي ايه رأيك؟ فقلت لها بصي، هو احنا كده كده ماعندناش واسطة، فمش حنتقبل، لكن تعالى نروح ونخوض التجربة، ونشوف امتحاناتهم شكلها ايه.

وبالفعل قدمنا احنا الاثنين، وسبحان الله، انا ربنا وفقني ونجحت وهي ماكانش لها نصيب تشتغل في الاذاعة. واختبارات القبول كانت جزئيين، الاول تحريري في اسكندرية، والتاني كان اختبار صوت ومقابلة شخصية بمبنى ماسبيرو بالقاهرة.

22523687_286255131892431_1891266267_nمتى بدأ اهتمامك بالعمل الإذاعي؟
في المرحلة الابتدائية كنت بأعرف أقرأ بشكل جيد، وتم اختياري للمشاركة في تقديم الإذاعة المدرسية، لكن وقتها لم أكن اتطلع للعمل الإذاعي، ولم يخطر لي على بال نهائي، لأني كنت أتمنى أدخل كلية الطب، وحاجة غريبة وقتها إني كنت عضو رئيسي في الاذاعة المدرسية، وايضا كنت عضو رئيسي في الجمعية الصحية التي كانت ترضى ميولي العلمية.

هل كان لديك اهتمامات بالعمل الإذاعي قبل التخرج او قبل التقدم للوظيفة؟
لم يكن لدى أي اهتمامات بالعمل الإذاعي حتى قبل التقدم للوظيفة، لكن انا كنت وقتها باشتغل إعلام طبي بطريق غير مباشر، ولم يكن لي نية بالعمل في الإذاعة لأني كنت شغوفة جدا بالمعلومات الطبية والبحث العلمي ومتابعة كل ما هو جديد في مجال الطب.

ايه المؤهلات المطلوبة للعمل الإذاعي؟
على ايامنا كان لازم مؤهل عالي بتقدير عام جيد على الأقل، لكن دلوقت أصبح المطلوب مؤهل بكالوريوس إعلام، بس غير الشهادة، في سمات شخصية لابد تكون متوفرة لدي المذيع، وهي انه لابد وان تكون لديه مصداقية، اولا بينه وبين نفسه وده حيبان قوى فيم يقدمه، ثانيا لابد يكون عنده شخصية قوية ولديه جرأة. كمان لازم المذيع يبقى دائم الاطلاع بيذاكر على طول في كل المجالات، ويكون عنده القدرة على التعامل بدبلوماسية وبذكاء أثناء الحوار، ده غير حسن التصرف وسرعة البديهة وطبعا الثقة بالنفس.

هل من السهل الحصول على عمل في الاذاعة؟
اعتقد انه من السهل الحصول على عمل في الاذاعة خاصة بعد زيادة عدد القنوات الاذاعية الخاصة.

ايه التدريبات اللي حصلتي عليها بعد التعيين للتأهيل للعمل كمذيعة؟
اول ما اشتغلت كنت محررة اخبار، ولم أكن اعلم وقتها ان هذا يعنى أنى لم انجح في اختبارات الصوت، وسمعني الاستاذ نبيل عاطف مدير عام إذاعة الاسكندرية الأسبق الله يرحمه، وكان بيشغل منصب مدير إدارة البرامج الثقافية، ولما سمعني قال لى انتى كان لازم تبقى مذيعة، انا سأتولى تدريبك. وبالفعل بذل معايا مجهود غير عادى لأني وقتها كانت دراستي كلها باللغة الإنجليزية، وكنت تقريبا نسيت النحو تماما، وكانت التدريبات وقتها إزاى أقرأ لغويا صح، وضبط طبقة الصوت والوقوف امام الميكروفون، وطريقة الالقاء، ده طبعا غير حضور الدورات التدريبية التي كان ينظمها معهد الاذاعة والتليفزيون في مختلف المجالات. والحمد لله ربنا سبحانه وتعالى توج مجهودى بالنجاح، وبابقى مبسوطة قوى لما اقابل حد بالصدفة ويقول لي انه متابع حاجة من برامجي او من فترات الهواء اللي بقدمها، ويمدح فيها من غير ما يعرف انه انا اللي بقدمها.

ايه البرامج اللي قدمتيها وبتقدميها؟
انا قدمت فترات إخبارية على الهواء وفترات مفتوحة ناقشت فيها موضوعات طبية واجتماعية وعلمية وثقافية وسياسية ورياضية، وقدمت افكار جميلة لشباب طلبة الجامعة، وكمان عملت سلسلة حلقات طبية حول هشاشة العظام، وحاليا بأقدم برنامج اسمه خواطر امرأة مصرية وبرنامج جدد حياتك، وباشارك مع زمايلى فى اعداد وتقديم بعض البرامج زى الجامعة والمجتمع ومااقدرش انسى ، وفترة مفتوحة على الهواء اسمها (هو وهى)  ، وباقدم برنامج اسمه نجوم على هوانا واخيرا باقدم برنامج اسمه قصة مسلسل.

ايه اكتر برامجك قريبة الى قلبك؟
اكتر برنامج قريب لقلبي هو خواطر امرأة مصرية، وجدد حياتك، والجامعة والمجتمع، الثلاث برامج دول من أحب البرامج بالنسبة لي بالرغم من صعوبتهم.

كمسؤولة عن كل هذه البرامج، كم عدد ساعات عملك اليومية؟
عدد ساعات عملي اليومية تقريبا ١٢ ساعة او اكتر، بين تسجيل المواد الاذاعية وعمل مونتاج لها وحضور المؤتمرات او الندوات هذا بالطبع بالإضافة الى الوقت المخصص للقراءة وكتابة الاسكريبتات الخاصة بالبرامج.

ما النصيحة التى توجهيها لمن تريد العمل فى هذا المجال؟
النصيحة التي اوجهها لمن يريد العمل في هذا المجال انه يكون بمثابة الترمومتر الذي يسجل كل حاجة بيقيسها بدون مبالغة او نقص، وانه لازم يبقى مدرك ان اهل البيت بضغطهم على زر تشغيل الراديو بيسمحوا له يدخل بيتهم، وكضيف فهو عليه التزامات كتيره، اولها انه يحترم عقلهم وبالتالي يقدم لهم مادة اعلامية صحيحة ومتوازنة.

كيف توازني بين حياتك العملية والشخصية؟
الموازنة بين حياتي العملية والشخصية صعبة جدا لأني ايضا على المستوى الشخصي انا محبة جدا للعلم، والتحق بعدد من الدورات التدريبية لتطوير نفسي واكتساب مهارات جديدة يوما بعد يوم، هذا بالإضافة إلى أنى أم وأبنائي لهم حق واجب لتربيتهم ورعايتهم ومتابعتهم والتحدث معهم.

ماذا تفعلين بعد الانتهاء من يومك العملي؟
بعد الانتهاء من يومي العملي باحاول جاهدة أصقل مهاراتي، فمثلا تعلمت الخياطة والكروشيه والتريكو، او ممكن أمارس رياضة المشي، وفى النص كده لو لقيت فرصة اتعلم حاجة جديدة مش بتأخر.

على مدار سنوات عملك، من هي أكثر شخصيتين او ثلاثة شخصيات استضافتيهم في برامجك وتركوا علامة مميزة في حياتك؟
من الشخصيات التي سعدت جدا باستضافتها كان العالم المصري الاستاذ الدكتور مصطفى السيد عالم النانوتكنولوجى بالولايات المتحدة الامريكية، أثناء تواجده في افتتاح مؤتمر نظمته جامعة الاسكندرية ولفت نظري انه شخصية متواضعة جدا، اثناء عرضه للبحث الذي أجراه ذكر أسماء كل المشاركين معه في البحث.

أيضا الاستاذ الدكتور خالد حمودة رئيس الاتحاد المصري لكرة اليد والعميد الاسبق لكلية التربية الرياضية بجامعة الإسكندرية، وهو أستاذ وعالم قدير قادر على جعل بيئة العمل بمثابة خلية النحل، بالإضافة إلى أنه قادر على إعداد صف ثاني وثالث بالعمل قادر على التطوير والابداع

كذلك من أجمل الشخصيات التي التقيت بها في بداية عملي بإدارة الأخبار، ولن أنساها، السيد عمرو موسى رئيس جامعة الدول العربية الأسبق، وكان وقتئذ يشغل منصب وزير الخارجية في مصر.

من هم المذيعين او المذيعات المفضلين لديك؟ وما هي البرامج التي تفضلين الاستماع اليها؟
المذيعين المفضلين لدى الشاعر والإعلامي الاستاذ عمر بطيشة، رئيس الاذاعة الاسبق والذي يعد برنامجه شاهد على العصر واحدا من العلامات المميزة لجيل الرواد بالإذاعة المصرية.

الاعلامية القديرة وقارئة النشرة بالتليفزيون المصري الأستاذة زينب سويدان والتي كانت بالنسبة لي الكتاب الذي أستمع إليه فأتعلم كيفية قراءة النشرة بطريقة صحيحة خالية من الاخطاء اللغوية، والحقيقة كل ما كانت تقدم النشرة كنت اتمنى أبقي زيها.

والاستاذة الاعلامية ايناس جوهر صاحبة الصوت المتميز وخصوصا في برنامج تسالي بالشرق الاوسط، هذا بالإضافة إلى برامج أخرى كثيرة كانت تقدمها.

كيف تقضين يوم اجازتك؟
يوم الاجازة بيبقى يوم له مذاق خاص، ممكن اخرج اروح النادي مع الاسرة او بيبقى من نصيب الزيارات العائلية، او أقعد في البيت اسمع موسيقى او العب رياضة خفيفة او استكمال قراءة كتاب او الوقت كله يبقى للأولاد، على حسب.

ايه اول حاجة بتعلميها اول ما توصلي المكتب واخر حاجة بتعميلها قبل ما تروحي؟
الحقيقة احنا شغلنا مش بيبقى على مكتب، فاحنا إما في الاستوديو بنعمل مونتاج او بنقوم ببعض الاعمال الإدارية، او على موعد مع أحد الضيوف لإجراء حوار، او في المكتبة ابحث عن معلومة معينة.

ما أكبر تحدي واجهتيه في مشوارك المهني وكيف تغلبي عليه؟
أكبر تحدى قابلته أثناء عملي في الاذاعة كان في البداية عندما وجدت نفسي غير قادرة على مجاراة زملائي، فأنا كما يصفني بعض أساتذتي عقلي قادر فقط على استيعاب الكيمياء، لم أدرس علم نفس او اجتماع او اعلام، حتى إني كنت أفضل الصمت نظرا لعدم وجود مفردات مشتركة بيني وبينهم، إلى أن تذكرت جملة أكون أو لا أكون، وكانت هي الدافع القوى لي لأن أذاكر وأبذل قصارى جهدي لكي أتعلم فن العمل الإذاعي.

ايه اكتر حاجة بتحببيها في شغلك؟
أكتر حاجة بحبها في شغلي إني كل يوم الحمد لله عندي جديد، والأهم أنى بأقدر أوصل رسالتي من خلال الاذاعة، وتقديم خدمات غير مباشرة للمستمعين من خلال برامجي، وخصوصا أننا إذاعة خدمية هدفها الرئيسي خدمة الإقليم الذي تبث له برامجها، وخصوصا أن إذاعة الإسكندرية هي أول إذاعة إقليمية أنشأت عام ١٩٥٤، وقت لم يكن متواجد فكر الاذاعات الإقليمية.

ما النصيحة التي توجهيها الى زميل او زميلة العمل؟
انا عندي مبدأ هام جدا، وهو أن كل إنسان لابد أن يعمل ضميره ويُفعله في مجال عمله، وعشان كده أحب دايما أداء العمل يكون على أكمل وجه، ولو كل واحد فينا اشتغل بحب وبضمير بلدنا حتبقى في مصاف الدول المتقدمة وحتبقى ان شاء الله جنة.

لو عاد بيكي الزمن عشرين سنة، تنصحي نفسك ايه قبل الدخول فى مجال الاذاعة؟
لو رجع بي الزمن للوراء وكان في أيدي الاختيار، كان ممكن اجمع بين دراسة الاعلام الاكاديمية وممارسة العمل الإعلامي وكنت حادرس اعلام حتى أجمع بين الخبرة والمعرفة.

ايه اللحظة اللي حسيتي فيها ان كل تعب السنين ده كان يستأهل الوصول اليها؟
اللحظة التي شعرت فيها ان تعب السنين كله يهون لما كنت عاملة فترة مفتوحة حاولت اطبق فيها ما تعلمته أثناء دراستي للصحة العامة وتخصص التثقيف الصحي والعلوم السلوكية، وكان موضوع الفترة هو عرض تجارب المستمعين المشاركين الذين اقلعوا عن التدخين، واتصل بي احد المستمعين قائلا انه من المستحيل ان يقلع عن التدخين، وبالرغم من هجومه وقتها واصراره على الاستمرار في التدخين، الا انه اتصل بي على الهواء بعد حديثه بشهرين تقريبا شاكرا إياي لأنه بالفعل أقلع نهائيا عن التدخين، ولم تتخيلي كم سعادتي ليس فقط وقتئذ ولكن حتى الآن.

إذا أعجبتك هذه المقالة، أشترك في المجلة لتصلك مقالاتنا في بريدك الالكتروني **

أضف تعليق