سفريات منة شاهين تلهم السيدات ليتبعن أحلامهن

الجمعة ٢٠ يوليو ٢٠١٨                             كتبت – اليكساندرا كينياس  وترجمة – نورا جاد

“اذا أردت أن تذهب سريعا، اذهب وحدك و لكن اذا أردت أن تذهب بعيدا،اذهب مع جماعة.” – مثل أفريقي

32887348_10160162640460315_6037862228693090304_n

فكرة السفر حول العالم أسرت خيال الصيدلانية منة شاهين منذ أن وعت على الدنيا. وتقول شاهين، “منذ صغري، حلمت باستكشاف العالم ومقابلة ناس جديدة والتعرف على ثقافات مختلفة.” ولكن الامر لم يكن سهلا لها. فالسفر ليس من أنشطة عائلتها المحافظة. والسفر وحدها لم يكن خيارا مطروحا أمامها. ولكنها لم تستسلم أو تيأس. حاربت بشدة للحصول على ما أمنت انه حق لها. واليوم، وبعد بلوغها سن الـ ٣٠ من العمر، شاهين، لم تسافر فقط الي أكثر من ٣٠ دولة حول العالم، بل هي أيضا تعيش بمفردها منذ عامين في دولة الامارات، حيث تعمل في إحدى شركات الادوية العالمية. وعلقت على ذلك قائلة، “لم يكن الأمر سهل للوصول الي ما وصلت اليه اليوم. ولكن بالصبر والإصرار والثبات على مبدئي، تمكنت من اقناعهم.” وبالإضافة الي نجاحها في تحقيق الحلم الذي دائما تمنته، أسست شاهين أيضا مبادرة “هي تسافر – سفر للبنات” لتقديم خدمات السفر للسيدات فقط.

26733684_10159699693695315_1199119945616810807_nالسيدات في مصر، كمثلهن في العديد من المجتمعات الذكورية الأخرى، ليس لديهن فرصة السفر وحدهن. مجرد فكرة أن السفر يُجرئ البنات لتحلم ويمنحهم أجنحة ليحلقن بها، يضعه في قالب لا أخلاقي. شاهين عايشت هذه القيود الثقافية والمجتمعية بنفسها. ولسنوات طويلة، رفض أهلها السماح لها بالسفر. ولإرضائهم، حاولت كثيرا أن تصبح الشخص الذي يتوافق مع توقعات أهلها ومجتمعها. ولكن بالرغم من تلك المحاولات، الا انها لم تستطع ان تتخلي أبدا عن فكرة السفر، بل بالعكس، كبرت الفكرة واستحوذت عليها تماما. “كنت مشتتة بين توقعات الناس لي والرغبة في أن أكون حرة، قادرة على السفر حول العالم. أردت أن أتأقلم مع الأعراف الاجتماعية وأن أقبل وأتبع طريقة تفكير عائلتي؛ أن أكمل دراستي، أتزوج وأنجب، ولكنني حقيقة لم أستطع .  فقد كان لدى أحلام آخري.”

شاهين حاربت بشدة ولوقت طويل لتحقيق حلمها، مما عرضها الي النقد والخلاف مع عائلتها. وأخيرا عندما سمحوا لها بالسفر، رفضوا مساعدتها في المصاريف. ولكن ذلك لم يردعها. “ادخرت كل مرتبي وعندما توفر لدى المبلغ المطلوب، نظمت رحلة سفري الأولى، ورافقتني صديقة لي، لم تسافر هي أيضا من قبل. ومنذ ذلك الوقت، أغلب سفرياتي مع بنات لم يسبق لهن السفر.”

32835172_10160162751970315_342725032872509440_n

غيرت تجربة السفر من نظرة شاهين الي الحياة، وفتحت أعينها على كيف يُمّكن السفر السيدات. “كتاباتي عن السفر على وسائل التواصل الاجتماعي أثارت تساؤلات العديد من البنات، كثيرات منهن لم يكن حتى صديقات لي، الصور والقصص التي نشرتها أثاروا فضولهن لمعرفة المزيد عن هذه السفريات. ووصلتني رسائل كثيرة من بنات أخبروني بأنهن تعلمن الكثير من كتاباتي وبأني ألهمتهن ليقمن بتلك التجارب.”

25659865_1777831502288678_1085346530570427185_n

تأجل الكثير من النساء أحلامهن في السفر اما لأنهن لا يجدن شريكة ترافقهن في الرحلة، أو لأنهن يستطعن تنظيم الرحلة، أو لقلة الموارد المالية والمعلومات، أو بسبب القيود العائلية. التجارب التي عايشتها شاهين في رحلاتها كانت الشعلة وراء فكرة إنشاء مبادرة هي تسافر- سفر للبنات، لمساعدة السيدات في تحقيق أحلام السفر. “في ذات الوقت الذي ألهمتهن فيه، ألهموني هم أيضا في بدء صفحة هي تسافر- سفرية للبنات، والتي من خلالها أمكنني الوصول للمزيد من الناس، والان توسعت الفكرة أكثر، وأصبحنا نقدم للفتيات تدريب على مهارات الحياة، بالإضافة الي تعريفهم على تجارب وانشطة جديدة. “

18403071_1483900341681797_2924425889894024836_n

تأسيس هي تسافر- سفر للبنات، جلب تحديات جديدة لشاهين. فمنذ تأسيسها، استُقبلت المبادرة بردود أفعال متضاربة. فمن جهة، رحبت بها البنات الراغبات في السفر، ومن جهة أخري استنكرها الكثيرون. “لم يكن الكل داعم لي. تجارب مثل السفر، لا يزال ينظر اليها الكثيرون بشكل سلبي، خاصة في المجتمعات التي تعاني من تقييد حركة وتنقلات الفتيات والنساء. اتهمنى البعض بأنني أدفع السيدات الى التمرد، وأنى أخاطر بحياتهن وأعرضهن للخطر. وقد وصل الامر بالبعض بالقول ان سفر البنات وحدها حرام. وكانت ردودي أنى أساعدهم في تفتيح عقولهن وتطوير طريقة تفكيرهن. ولكن أكثر ما أدهشني هو أن أغلب الاعتراض على تجربة سفر البنات كان من بنات مثلهن.”

32887300_10160162614610315_3823528290904178688_nالعمل في مهنتين في دولتين مختلفتين، تتطلب كل واحدة منهن طريقة تفكير مختلفة هو أمر صعب للغاية. وبالرغم من انشغالها بعملها في الامارات، الا أن شاهين تشرف بنفسها على ترتيب وتجهيز الرحلات وتخطيط برنامجها، لضمان الاستفادة الكاملة منها. كما أنها تسافر مع هذه الرحلات عندما تسمح لها ظروف عملها. “في بعض الأحيان أشعر بالإرهاق، خصوصا أنني أقوم بالعديد من الأنشطة في مجالات مختلفة في نفس الوقت. بالإضافة الي أنى عضوة في نادي الروتاري، وأعمل بصدد أنشاء موقع اليكتروني للمبادرة، وتطبيق للمحمول وقناة على يوتيوب. ولكن ما يحفزني على الاستمرار هي الرسائل التي تصلني من بنات وسيدات عن كيف غير السفر من حياتهن. هذه الرسائل تحولني الي بطلة خارقة ترغب في إنقاذ كل البنات.”

بشأن سلامة السيدات، تنصح شاهين السيدات المسافرات بمفردهن بالقراءة عن الأماكن التي سيسافرون اليها، ليس فقط من المنظور السياحي ولكن أيضا عن اجراءات السلامة. وتقول شاهين، “نصائح السلامة موجودة عبر الانترنت. ابحثى جيدا. ودائما ضعى نقودك وأمتعتك الثمينة داخل حقيبة صغيرة مخبأة داخل ملابسك”

أكثر ما تحبه شاهين في السفر هو “التجارب الانسانية”. مقابلة ناس مختلفة. التعامل مع ثقافات مختلفة. “الجميل هو أن السفر يدفعني للتعلم، وساعدني علي التأقلم والتطور في وقت قصير. الان أصبح بإمكاني أن أري الصورة الكبرى، أن أركز على الأشياء المهمة في حياتي وألا أضيع طاقتي فيما لا يفيد.”

21231712_10159078394395315_6494866283915977474_nتطمح شاهين في أن تبني ليس فقط شركة للسياحة بل أيضا شركة للعلاقات؛ لتمكين المرأة من خلال بناء روابط بينهن البعض، وأن يكتشفن المزيد عن أنفسهن من خلال السفر. ومن خلال تنظيم رحلات في مصر والخارج، تود شاهين ان أن توفر للسيدات ما هو أكثر من تجربة السفر.هي ترغب أن ترشد وتوجه السيدات من خلال السفر،وأن تثري حياتهن وأن توسع معرفتهن وأن تعرفهن علىإمكانيات جديدة، وأن تطور مجتمع منالمرأة القوية المستقلة الواثقة من ذاتها. “أريد أن أساعد الكثير من الناس، وان أترك أثرا في حياتهم. أريد أن أكون قوة ايجابية تغير العالم الى الأفضل، وأخيرا وليس أخرا أريد أن أكسر القوالبالنمطية، خصوصا في هذه المنطقة من العالم، وأن أُمَكِن البنات من محاربة مخاوفهن، وتحدي الأفكار الثقافية والاجتماعيةالتي تعرقل نموهم وتطورهم.

يمكنكم زيارة صفحة هي تسافر – سفر للبنات هنا

حقوق الصورة نحفوظة لمنة شاهين ومبادرة هي تسافر – سفر للبنات

إذا أعجبتك هذه المقالة، أشترك في المجلة لتصلك مقالاتنا في بريدك الالكتروني **

One comment

  1. احتاج حقا التعرف على مصر بكل ما فيها من جمال انا في مصر منذ سبع سنوات وللأسف لم أتمكن من رؤية جمالها ،انا من سوريا ومنذ قدومي لمصر منشغلة بقضايا شعبي واهلي هنا أنها متعة كبيرة أن تكون ذراع يستند إليه الاخرون ولكن اتمنى حقا الخروج بذكريات جميلة من بلد حققت به نجاحات كثيرة

اترك رداً على Hala awad إلغاء الرد