الثلاثاء ٢٤ يوليو ٢٠١٨                                 كتبت –  رويترز  –  ترجمة: قسمت مختار

تتجمع مجموعة من الشابات المصريات في حديقة مهجورة في إحدى ضواحي القاهرة أسبوعيا، ويمارسن الباركور، والذي يعرف بانه مجموعة حركات يكون الغرض منها الانتقال من مكان الي أخر بسرعة وخفة، باستخدام القدرات البدنية العالية، كالجري بسرعة والقفز من أماكن عالية وتسلق الجدران، لتخطي العقبات والموانع المحيطة. وبممارسة الباركور، تتحدي هؤلاء الفتيات أيضا المعايير الاجتماعية المحافظة في مصر.

تأسس الباركور في فرنسا في الثمانينيات من القرن الماضي، وعرف باسم “آرت دو ديبليزمينت” ثم بعدها أخذ اسمه من الكلمة الفرنسية “باركور” (مسار)، ويشمل الباركور الجري والتسلق والقفزات البهلوانية حول المباني والجدران والموانع المحيطة.

تتدرب الشابات المصريات أسبوعيا، وعلى مدى الأشهر الستة الماضية، بهدف تشكيل أول فريق محترفات في الباركور في مصر.

وقد شاركت عشر شابات في تدريبات يوم الجمعة الماضي، والتي ركزت على بناء قوة الجزء العلوي من الجسم، وطرق التعامل المختلفة مع البيئة المحيطة.

وعادة ما تتجمع الحشود بفضول لمشاهدة التدريبات، وهم من قد تعودوا سابقا على أن الفتيات في مصر يتجنبن ما يعرضهن لجذب الانتباه لهم. وأحيانًا يلتقطوا لهم الصور ومقاطع فيديو. ولكن ذلك لا يمنع الفتيات من مواصلة تدريباتهن، وهم مُصرات على أنه لا توجد رياضة حصرية للرجال.

وتقول زينب هلال، أحدي اللاعبات، “من الطبيعي أن الناس لم يقبلوا لأنهم لم يعتادوا علي ذلك”.

وأضافت، “أنهم لم يقبلوا فكرة أن الفتيات يمكن أن يلعبن الرياضة، فما بالك بممارستهن رياضة في الشارع”.

من غير المعتاد أن تمارس النساء مثل هذه الرياضات في شوارع مصر. و في دراسة بحثية أجرتها مؤسسة طومسون رويترز عام ٢٠١٧ حول حال النساء في المدن الكبرى، جاءت القاهرة من أخطر المدن الكبرى في العالم للنساء، وجاءت لندن الأفضل.

وبتوجيه من المدرب محمد عمران، تتدرب النساء بعزم على تسلق العقبات والهبوط من القفزات بشكل صحيح، ورؤية الفرص ]في تخطي العقبات[في المباني المحيطة بهن.

وقال عمران، “النساء يتدربن الآن وبدأ المزيد من النساء في التقدم للتدريبات.” وأضاف، “مع انتشار الرياضة، ازاد قبول الناس لفكرة ممارسة السيدات لهذه الرياضة، ولذا فهومن الطبيعي أن يكون لدى النساء فريق ويتدربن.”

يمارس الرجال الباركور في مصر، لكن الرياضة مُهمَلة ولا يوجد لها هيئة تنظيمية. وقد نمت باركور مصر، وهي مجموعة تضم رجال ونساء ممارسين للعبة، بشكل كبير بعد أن كانت بدايتها بعدد صغير من اللاعبين.

في العام الماضي، أصبحت بريطانيا هي أول بلد يعترف رسمياً بالباركور كرياضة.

وقالت هلال، “إنه ]الباركور[يحتاج إلى مزيد من الوقت لينموويحرز تقدما، ويجب أن تنتشر الرياضة أكثر حتى يتعرف الناس عليها.”

كتب هذه المقالة أحمد فهي لوكالة رويترز وقام بتحريرها سامي عبودي وادريان كروفت

إذا أعجبتك هذه المقالة، أشترك في المجلة لتصلك مقالاتنا في بريدك الالكتروني **