بعد اكثر من ١٢٥ عام من النضال ……. هذا ما لم أحصل عليه

السبت ١٦ مارس ٢٠١٩         ــ كتبت نيرة حامد

Egyptian Women Speaking on Patriotism in Public Square
— Image by © Bettmann/CORBIS

اليوم هو يوم المرأة المصرية وعندما نتحدث عن المرأة المصرية فنحن نتحدث عن أقدم حركة نسوية فى المنطقة العربية بأكملها والتى بدأت عام 1892، نتحدث عن أجيال من المناضلات اللواتى أردن تحسين حال النساء فى بلدهن إلى الأفضل بداية من ملك حفنى ناصف وعائشة تيمور مرورا بأول دفعة فتيات يتخرجن من الجامعة، واول حزب نسائى فى عام 1933. نتحدث عن موجات من النضال التى واجهتها ظروف اقتصادية واجتماعية وسياسية وفكرية صعبة.

 كل هؤلاء النسوة حاربن بضراوة لأعيش أنا حياة أفضل، فهل فعلت ؟! هل تحققت لى حياة أفضل ؟!!!

اذا تخيلت ان احد لدية مسيرة امتدت لاكثر من قرن وربع فستتخيل انه قد قطع شوطا كبيرا تجاه مبتغاه، ولكن هل فعلنا ؟!.

egyptian-revolution-of-1919-9e8c4815-9ee7-4b16-9ba2-265030684cf-resize-750

وقفت على بعد ما يزيد عن 125 عام من النضال لأسال نفسى ما الذى حصلت عليه ؟! فتشت فى عقلى عن اجابة ولكنى لم اجدها فقررت ان اعيد صياغة السؤال مرة أخرى على أظفر بإجابة فتسألت عن الأشياء التى لم أحصل عليها بعد؟!

ظننت فى بداية الأمر ان محاولة حصر الأشياء التى لم أحصل عليها هو أمر مستحيل،ولكن بعد تفكير هادىْ اكتشفت انى لم احصل على شىْ واحد فقط …… نعم لا ينقصنى إلا شىْ واحد لو كنت فزت به لظفرت بكل شىْ . لا ينقصنى سوى الإحترام ، فعلى جميع الأصعدة لم تحظى نساء مصر بالإحترام.

فى مصر لا يوجد إحترام لجسد المرأة هو منتهك منذ الصغر وإلى الأبد؛ منتهك بداية من الختان والذى تحتل مصر فيه مرتبة متقدمة حيث أنها المركز الرابع عالميا، والثالث على مستوى الدول العربية، بنسبة 91%، وزواج القاصرات والذى وصلت نسبته لـ11%، والتحرش بانواعة  الذى بات ظاهرة إجتماعية فى مجتمع متدين بطبعه !!

كذلك لا يوجد احترام للحرية الشخصية فعلى سبيل المثال ليس من حق النساء فى بلادى ارتداء ما يروق لهن، فقط من حقهن ارتداء ما يرضى عنه المجتمع ومن تشذ عن هذه القاعدة يمينا او يسارا تعامل بالكثير من العنصرية. كذلك ليس من حقها ان تختار ان كانت ستتزوج ام لا؟! ومن تفعل توصم بالعنوسة او الفجور ايهما اقرب لطبيعية حياتها.

300px-Cairo-Demonstrations1919لا يوجد احترام لمجهود المرأة وان اردت ان تدرك ذلك فان المهام المنزلية التى تقوم بها المرأة ينظر إليها على انه واجب لا تستحق الشكر عليه، بل يتوجب عقابها اذا تخلفت عنه . اما على مستوى العمل المهنى فمهما كان الجهد الذى تبذلة المرأة فى عملها فهناك حدود وظيفية عادة لا تتخطها، والنظر لنسبة تمثيل المراة فى الوظائف العليا فى الشركات المختلفة وكذلك فى المصالح الحكومية لا تدع مجالا للشك من ان هناك تميز وعدم احترام يمارس ضدها.

لا يوجد احترام للحقوق الدينية للمرأة فمجتمعنا لا يعرف إلا ان (للذكر مثل حظ الاثيين) وان (الرجال قوامون على النساء) و(فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع)، ولكنه لا يبالى بعدد النسوة اللواتى يحرمن من حقهن فى الميراث، واللواتى يقمن بالإنفاق على الرجال القوامون، وكذلك لا يعترفون بأنه على الرجل ان يجهز وحده منزل الزوجية وكذلك يدفع مهر ويأتى لزوجته بمن يقوم على خدمتها وغير ذلك من الحقوق الشرعية، وأيضا لا يعينه الرفق بالقوارير.

لا يوجد احترام لعلاقتنا مع الله فنحن بداية ناقصات دين، ومن ثم لا ندخل المسجد إلا من باب جانبى صغير وكأنه باب الخدم، ولا نأخذ من إجمال مساحة المسجد أكثر من الربع بأحسن الأحوال. وإذا أردنا فتوى فلابد ان ناخذها من ذكر (مفتى) فليس لدينا مفتيات. مازال هناك ذكر يقف بيننا وبين الله .

الإشكالية الكبرى ليست فى عدم احترام المجتمع لنا ولكن الإشكالية انه استطاع ان يفقدنا احترامنا لذواتنا اليوم وبعد أكثر من قرن وربع على النضال النسوى فى مصر نجد أن معظم نساء مصر ذكوريات الفكر وليس لديهن أى مطالب، بل قد يرفضن ما يعرض عليهن من حقوق .لقد تم تشويه عقليتنا بشكل قاسى وممنهج على مدار عقود. فأصبح لدينا إحتقار للذات، بل وأصبحنا نتلذذ بجلدها فى بعض الأحيان.

ان العمل النسوى فى مصر ومنذ فترة يقع ما بين مطرقة جهات حكومية عقيمة لا تسمن ولا تغنى من جوع، وسندان منظمات عمل مدنى ينحصر جل عملها فى الثرثرة (ضجيج بلا طحين)، وربما كان ذلك احد الأسباب للحال الذى وصلنا إليه اليوم .

fullsizeoutput_3d58

دائما ما نسمع عن تمكين المرأة وحقوق المرأة ويعقب ذلك الحديث عن الوزيرات، والسفيرات ، والقاضيات، والمحافظات وما إلى ذلك . ولكن هل حقق ذلك أى فارق فى حياة النساء فى مصر هل تحسنت حياتنا بوزيرة او سفيرة ؟!!!

 نحن لا نحتاج الى مناصب ولا ندوات وفاعليات ومؤتمرات نحن نحتاج إلى أن نزرع احترام المرأة فى الوجدان العام وإن نجحنا فى ذلك سننجح فى كل شىْ، أما إن فشلنا فلن يغنى عنا أى شىْ اخر .

فى النهاية لا يسعنى إلا أن أقول أن هذا ما لم احصل عليه …… اما ما قد حصلنا عليه فسأتركه للجهات النسوية الحكومية ومنظمات المجتمع المدنى ووسائل الإعلام المختلفة  ليتحدثوا عنه.

إذا أعجبتك هذه المقالة، أشترك في المجلة لتصلك مقالاتنا في بريدك الالكتروني **

أضف تعليق