الاثنين ١ أبريل ٢٠١٩ ـــ كتبت : اليكساندرا كينياس
على ضفاف نهر النيل حيث ازدهرت الحضارة المصرية القديمة، تشير الدلائل التاريخية إلى أنه تم اكتشاف وتطوير واستخدام الزيوت الأساسية والأدوية العشبية في مصر منذ أكثر من ٥٠٠٠ عاما. استخدم قدماء المصريين العلاج بالعطور والبخور والعطور في حياتهم اليومية للأغراض الطبية والتجميلية وفي الطقوس الدينية. كما كانت زهرة اللوتس في الاساطير المصرية القديمة رمزا للبعث، حيث أنه كان يعتقد أن عبيرها يساعد في بعث الموتى.
وعبر التاريخ القديم، قام المصريون القدماء بتطوير وتحسين استخدام العلاج بالعطور، وطوروا من عمليات تصنيعها ليصبحوا رواد هذه الصناعة، وكانوا هم من وضعوا أسس العلاج العطري (الاروماثيرابي)، والذي استمر في التطور حتى يومنا هذا باتباع نفس المبادئ والمنهجيات التي اكتشفها ومارسها قدماء المصريين.
وسيرا على خطي أجدادها، أسست الأروماثيرابيست (معالجة بالعطور) المصرية-الأمريكية رغدة عبد المقصود شركة “إبيرس للاستشارات”، وذلك لإحياء علم العلاج بالعطور والأدوية العشبية التي ابتدعها المصريون القدماء، لتصبح أكثر تداولا وسهولة في الاستخدام. وقد بدأت رحلتها مع الاروماثيرابي عندما كانت تستكشف خيارات لتطوير الأعمال في مجال الزيوت الأساسية لأحد عملائها. وعن بداية اهتمامها بهذا العلم تقول رغدة ” الاروما ثيربي هي أحدي أكبر الصناعات التي تستخدم الزيوت الاساسية، وبعد دراستي لمقدمة علم الاروماثيربي، أحببت هذا العلم جدا. وبدلت هذه التجربة حياتي تماما، حيث زاد منذ حينها اهتمامي ومشاركتي في هذا المجال.”
رغدة لديها أكثر من ٢٠ عاما من الخبرة في مجال الزيوت الاساسية، والنكهات وصناعة العطور، وشملت رحلتها المهنية، للتعرف على الزيوت الأساسية ومصادرها، سفريات الي أماكن متفرقة حول العالم. وفي عام ٢٠١٦، بدأت مشروع صغير لتعليم واستشارات الاروماثيربي.
وقد أطلقت رغدة علي مشروعها اسم ايبرس Ebers علي اسم بردية ايبرس، وهي واحدة من أقدم الوثائق الطبية في التاريخ، وأقدم بردية في الطب المصري القديم المحفوظة في حالة جيدة. وقد عثر عليها في الأقصر في الفترة من ١٨٧٣ – ١٨٧٤ في واشتراها جورج ايبرس هناك. ويرجع تاريخ البردية الي ١٥٠٠ عام ق م، وتحتوي على ١١٠ صفحة ملفوفة، وطولها ٢٠ متر، وهي محفوظة في مكتبة جامعة ليبزيج في المانيا. تحتوي بردية ايبرس على أكثر من ٧٠٠ علاج لأمراض مختلفة للجسم والجلد والعقل، وهي تعتبر أكبر موسوعة للطب المصري القديم المعروفة حتى يومنا هذا. وهي تحتوي أيضا على علاجات مستخلصة من المر، والبردقوش، واللبان، والياسمين، والورد، والحبهان، والقرفة، والليمون، واللوز، والعديد من الزيوت النباتية الأخرى. و توثق البردية أيضا ان المصريين القدماء استخدموا ٢١ نوع مختلف من الزيوت النباتية لأغراض التجميل، والتي لا يزال الكثير من هذه الزيوت تستخدم حتى الآن في صناعة منتجات التجميل الطبيعية.
بالإضافة الي تطور العلاج العطري في مصر القديمة، بنى قدماء المصريين أيضا اول معامل لتقطير الزيوت الأساسية (والتي يرجع تاريخها إلى ٣٥٠٠ ق م). وتضيف رغدة، “وحتى اليوم، لا تزال الزيوت الأساسية تستخدم في جميع أنحاء العالم لعلاج العديد من الأمراض الجسدية والعقلية. يتم استخدام الزيوت الأساسية في المستشفيات في ألمانيا وسويسرا وبلجيكا لاستكمال العلاجات التقليدية. وفي فرنسا، بدأت المستشفيات في ادراج الزيوت الأساسية في بروتوكولات المراحل الأولية للعلاج”.
والي جانب العلم والمعرفة والخبرة في هذا المجال، فان رغدة هي أيضا أخصائية متقدمة في العلاج بالعطور، معتمدة من الجمعية الوطنية للعلاج العطري الشمولي.- The National Association for Holistic Aromatherapy -NAHA . وقد أطلقت علامتين تجاريتين للعلاج العطري وصناعات الزيوت الأساسية في الولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك هي أيضًا متحدثة نشطة في المؤتمرات والندوات عبر الإنترنت، بالإضافة إلى إنها أيضا مدير NAHA في مصر. ومن خلال عملها الاستشاري في هذا المجال، تهدف رغدة إلى خلق فرص عمل جديدة للكثيرين، حيث أنه “يمكن للمعالج بالعطور (الاروماثيرابيست) أن يعمل بشكل فردي، وفي العيادات مع الأطباء، ومع الشركات التي تنتج وتبيع الزيوت الأساسية”.
وتؤمن رغدة أنه من المهم أن يتعلم الناس المزيد عن العلاج العطري والزيوت الأساسية وعن استخداماتها لأنها “هدية من الطبيعية” ولانها أيضا الحل للعديد من المشاكل التي يسببها التلوث وسوء التغذية والضغط النفسي إلى حياتنا. وتضيف رغدة،”لقد أثبتت الدراسات الاكلينيكية أن استخدام الزيوت الأساسية والعلاج العطري يساعد في تقليل التوتر والاكتئاب والصداع والصداع النصفي والتهاب العضلات والمفاصل. وبالإضافة إلى إني استخدامه لنفسي، فقد ساعدت أيضًا عائلتي وأصدقائي على تخفيف العديد من الحالات الصحية باستخدام الاروماثيربي. “
ووفقًا للمعهد الوطني للسرطان، فقد “تمت دراسة التجارب الاكلينيكية لاستخدام العلاج العطري في علاج القلق والغثيان والقيء والأعرض الأخرى لدى مرضى السرطان.” وحسب هذه الدراسة، فقد ساعد استنشاق الزيوت الأساسية المرضى الذين يعانون من سرطان الدم، والذين يخضعون للعلاج الكيميائي المكثف، على تحسين “النوم، والتقليل من الإرهاق، والنعاس، ونقص الشهية، والاكتئاب، والقلق. كذلك، ساعدت الكريمات الموضعية التي تستخدم في صناعتها مزيجًا من الزيوت الأساسية علي تحسين حركة وتوازن المرضى الذين يعانون من التهاب المفاصل في الركبة والكوع والرسغ.
وبصفتها استشارية معتمدة في استخدام العلاج العطري، تحرص رغدة أيضًا على رفع مستوى الوعي وتثقيف الناس حول فوائد الزيوت الأساسية والعلاج العطري واستخدامها بأمان في تطبيقات مختلفة. وهي تقدم من خلال شركتها ورش عمل وندوات للتعريف بالاروماثيربي واستخداماته لصحة المرأة، والسيطرة الإجهاد، والعناية بالبشرة، وتعزيز الجهاز المناعي، وغيرها. علاوة على ذلك، تخطط رغدة د لإطلاق منتجاتEbers في يوليو ٢٠١٩، وتقول في ختام حديثها، “حيث أن هناك أكثر من ٧٠٠ زيوت أساسية، فأنا أحصل عليها من مختلف أنحاء العالم، ويتم انتاجها واختبارها في الولايات المتحدة الأمريكية”.
للمزيد عن Ebers Aromatherapy زوروا صفحتهم علي فيس بوك وموقعهم الالكتروني هنا وهنا
**إذا أعجبتك هذه المقالة، أشترك في المجلة لتصلك مقالاتنا في بريدك الالكتروني