شبكة “صحفيات ضد العنف الرقمي” الاردنية تعقد تدريبا لعضواتها حول السلامة الرقمية

١٨ عمان – فبراير ٢٠٢٣
كتبت | رانيا الصرايرة

بسبب طبيعة عملي كصحفية تعرضت للعنف الالكتروني، وللاسف لم أكن وقتها مدركة ان ما تعرضت له عنف الكتروني، شعرت بالاحباط والخوف، بعد” الالتحاق بعدة تدريبات، وهذا التدريب احدها، تعلمت بشكل اعمق عن السلامة الرقمية للصحفيات، وهذا جعلني أكثر ثقة وارتياح اثناء وجودي على الشبكة العنكبوتية” تقول احدى الصحفيات التي شاركت في تدريب عقدته شبكة مناهضة العنف الرقمي الصحفي على الصحفيات والاعلاميات في الاردن الخميس الموافق التاسع من فبراير.

التدريب المكثف الذي حضرته ستة عشر صحفية اردنية من مختلف المؤسسات الاعلامية، ركز على تعريف الصحفيات باساسيات السلامة الرقمية، لتكون الجلسة الاولى حول تعريف مفهوم السلامة الرقمية وابعاده، ومن ثم تم التطرق الى اساسيات السلامة الرقمية، لتركز بقية الجلسات على تقديم نصائح وتمارين عملية للصحفيات حول كيفية حماية حساباتهن.

يشار الى ان  شبكة مناهضة العنف الرقمي ضد الصحفيات في  الاردن تأسست في 30 اكتوبر 2022 وتضم في عضويتها 134  صحفية واعلامية يعملن في وسائل اعلام محلية ودولية. وتقوم رؤيتها على السعي الى إيجاد بيئة رقمية خالية من العنف ضد الصحفيات والإعلاميات في الاردن.

جاء تأسيس الشبكة بعد تجمع اربع صحفيات شكلن لجنة تأسيسية عملت من شهر نيسان الى ايلول 2022 على عدة انشطة اسفرت في النهاية عن اطلاق الشبكة بشكل رسمي بعد ان اظهر مسح قامت به اللجنة التأسيسية وشمل توزيع استبانة استجابت لها 202 صحفية واعلامية، ان 26 % من صحفيات في الاردن تعرضن للعنف الرقمي نتيجة عملهن كصحفيات، في حين قالت نسبة كبيرة منهم انهن اصلا لا يعرفن ما هو العنف الرقمي، فضلا عن اقرار 86% منهن انهن لم يتلقين أي تدريب حول السلامة الرقمية.

نتيجة لذلك، ارتأت اللجنة اللجنة التأسيسية انشاء الشبكة بعد تدارس الامر مع عدد كبير من الصحفيات العاملات في الاردن، حيث تم اطلاقها بشكل رسمي مع نهاية شهر اكتوبر الماضي، وتم تأسيس جروب واتساب يضم حاليا 134 عضوة، هن اعضاء الشبكة.

خلال التدريب عرضت الصحفيات تجاربهن في هذا المجال لتقول احدهن: “لقد كان سبب العنف الالكتروني الذي تعرضت له بسبب طبيعة عملي، وبسبب القضايا التي أدافع عنها وهي القضايا المجتمعية، وبعض هذه القضايا مثل الحقوق التي تخص قضايا النساء لا تلقى القبول المجتمعي، وحيث انني وبعض الصحفيات وتحديدا المدافعات عن هذه القضايا نستخدم وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن آراءنا والدفاع عن الحقوق، ونلاحظ ان هناك هجوما من بعض فئات المجتمع علينا بسبب بعض الحملات التي نخوضها”.

وتكون طبيعة العنف الالكتروني الناتج من خلال وسائل التواصل الاجتماعي علي شكل شتائم واتهامات وطعن بالشرف وطعن بالسلوك، فضلا عن الاتهامات بقضايا لها علاقة بالتمويل، ويكون هذا العنف من خلال التعليقات العامة على وسائل التواصل الاجتماعي، قالت الصحفيات.

المدربة فريال منور لفتت الى انه ومع تزايد تسارع هيمنة التكنولوجيا على حياتنا، أصبح التواجد والاتصال والتواصل على الشبكة العنكبوتية جزء لا يتجزأ من حياتنا الاجتماعية والعملية، “ورغم المزايا المهمة التي يضفيها تواجدنا على الانترنت سواء للتواصل الاجتماعي او المهني، إلا أن ذلك يرافقه امكانية التعرض لمخاطر الوقوع ضحايا للعنف الرقمي وخاصة بالنسبة للإناث الذي عادة ما يكّن الأكثر عرضة له”.

الصحفيات والإعلاميات في الاردن، كغيرهن في كل بلدان العالم، عانين ايضا من هذا العنف بشكل او بأخر، خاصة أن الغالبية منهن يتواجدن على وسائل التواصل الاجتماعي بصفتهن المهنية بل ويستخدمن الإنترنت كوسيلة للحصول على المعلومات والتواصل مع المصادر، ونشر منتجهن الإعلامي.

وكشفت تقارير ودراسات محلية، تزايد نسب العنف الرقمي الموجه ضد الصحفيات والإعلاميات في الاردن، ما جعل الحاجة ملحة لمواجهة كل اشكال العنف او الاساءة او الانتهاكات الذي تتعرض لهن الصحفيات والذي احد أسبابه العمل الذي يقمن به خاصة إذا كن يطرقن في موادهن الصحفية مواد ذات طبيعة يراها المجتمع أو القانون ذات طبيعة مثيرة للجدل او حساسة وتحديدا قضايا حرية الرأي والتعبير وقضايا حقوق الإنسان.


وعادة، ما تشعر الصحفيات والإعلاميات بالوحدة والعزلة في مواجهة هذا العنف الرقمي، في ظل ضعف تصدي القوانين، سواء التي تختص بمحاربة العنف الرقمي، او التي تختص بتنظيم العمل الصحفي، لهذا النوع من العنف، فضلا عن افتقار غالبية المؤسسات الصحفية المحلية لمدونات او مواثيق أو أنظمة داخلية تعمل على إرشاد وتوجيه الصحفيات في حال تعرضهن للعنف الرقمي بسبب طبيعة عملهن.

هذا ما اكدته نتائج تحليل استبيان، أعدته، مؤخرا، شبكة مناهضة العنف الرقمي على الصحفيات والاعلاميات في الاردن، أشار الى ان أكثر من نصف الصحفيات تعرضن للعنف الرقمي عبر الانترنت، و10%منهن لا يستطعن تحديد هل تعرضن للعنف أم لا ، علاوة على أن 90.5% من  الصحفيات المشمولات في العينة لا يعرفن بالتحديد مفهوم العنف الرقمي. 

ولفت الاستبيان الى ان 23.4% من الصحفيات في الأردن تعرضن للعنف على الانترنت مرة واحدة على الأقل، ونصف الصحفيات اللواتي تعرضن للعنف عزباوات، ونسبة 7%من اللاتي تعرضن للعنف على الانترنت من المطلقات، في حين يظهر العنف ضد الصحفيات في الاردن على الانترنت بأشكال مختلفة، وأكثر شيوعًا هو تلقي رسائل وتعليقات تحتوي شتائم19.1% تليها صورا أو رموزا غير مرغوب فيها ذات محتوى جنسي 11.5% وتلقي روابط تحوي برامج خبيثة لسرقة الحسابات  11.2%بينما عرض على 9.7% علاقة جنسية و 9% منهن تعرضن للعنف عن طريق الاتصال بهن عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وقال الاستبيان: ” يمثل العنف على الانترنت تهديدًا خطيرًا لسلامة الصحفية البدنية وصحتها النفسية، فقد أفادت 20%من الصحفيات في الاردن أنهن يصبن بالأرق واضرابات بالنوم بسبب تعرضهن للعنف، بينما 11.9%منهن يشعرن بالخوف، و9%يصبن بالاكتئاب، و0.5%فكرن بإيذاء انفسهن، وأكثر من نصف عينة الدراسة كانت مشاعرهن متضاربة بعد تعرضهن للعنف و10.9%منهم شعرن بغضب شديد”.

وأفادت الصحفيات أن وجود حسابات لهن على وسائل التواصل الاجتماعي يخدم عملهن، 72% منهن يحصلن على بعض الاخبار من خلال الاطلاع على مواقع التواصل الاجتماعي، و25.9%منهن ينشرن عملهن عبر مواقع التواصل الاجتماعي، و1%يعتمدن على مواقع التواصل في الوصول إلى مصادر بحسب الاستبيان.

أغلب الصحفيات اللاتي أبلغن عن العنف على الانترنت، فعلن ذلك من خلال المنصة ذاتها 35.3% و9.5% أبلغت جهة أمنية بالحادث، والسبب الأكثر شيوعًا لعدم الإبلاغ عن واقعة العنف على الانترنت بحسب قول الصحفيات “لم أقم بأي تصرف بسبب الخوف من العواقب” 17.4% ويتبع ذلك 6%من الصحفيات اللاتي قلنا “لم أعرف ماذا علي أن أتصرف”، في حين ان معظم المؤسسات التي يعملن بها أفراد العينة من الصحفيات الأردنيات، لا يوجد بها نظام داخلي أو تعليمات تشرح الطريقة التي عليها التصرف بها بحال تعرضت للعنف الرقمي كصحفية، وبنسبة73.6 %في حين أن ما نسبته 14.4% من تلك المؤسسات يوجد بها نظام داخلي أو تعليمات.

إذا أعجبتك هذه المقالة، أشترك في المجلة لتصلك مقالاتنا في بريدك الالكتروني **

أضف تعليق