مازال للحلم بقية | د. اسراء البابلي

٢٧ فبرير ٢٠٢٣
د. اسراء البابلي

طفله صغيره ..تحلم 

تحلم أن تشبه الآخرين بكلامهم

تحلم ان تهزم  نقطه ضعفها: 

التواصل بالكلام 

تحلم أن يصبح موطن قوتها ان تتحدث امام حشد من الناس بثقه ودون خوف؛

ان تطالبهم ببذل قليلا من الجهد ليتمكنوا 

ليس فهم الكلمات فقط ولكن اعتياد طبيعه الصوت وعيوب اللغة.

البعض يعتبرها اجنبيه تتحدث بلغة عربية مكسورة. 

عيوب اللغة ليست بها وحدها بل بكل اقرانها،

ليصبح حلمها أن يعتاد الناس هذه الدرجة من الصوت وصعوبات النطق؛

ليصبح ليس محل انتباه واستغراب بل طبيعى .

ان هناك شريحه من المجتمع حرمت من حاسه جوهريه وهى السمع منذ الولاده،

وجاهدت لسنوات لتستطع ان تكون قادره على التواصل بالكلام.

ولكن كان هناك شيئا ما يمنع هذا الحلم.

كأنه حاجز 

ادركت — و انا في الصف الاول ابتدائي

حين اعطيتني مديره مدرستى الفاضله “بدريه المطوع” ميكروفون الاذاعة المدرسية

واخبرتني بأنى اليوم ستسمح أن اشارك بالأذاعة المدرسيه

واتلو آيات من القران الكريم فى طابور  الصباح،

رغم صغر عمرى

الإ اننى ادركت — بانها تثق في قدراتي و بأنها آمنت انه حقى مثل اى تلميذة بالمدرسة. 

لم افكر فى رد فعل الزميلات لى، لكني

ادركت بان على الا أخزلها، وان أؤمن انا نفسى وبقدراتي 

واحاول .. فقط احاول 

فقدرات الانسان هى ما يكمن داخل عقله 

وقفت  أتأمل الزميلات الآتى لم يتوقفن لحظه عن الاحتفال بى،

وشعرت بسعاده وتشجيع المعلمات.

وانتهت بى الرهبة من الميكروفون او الحديث امام الناس. 

الايمان بالحق الانسانى والتشجيع ومنح الثقه 

يغرس الأمل فى الروح، وخاصه اذا احسن توظيفه.

ولكن كما نقابل نبل الاخلاق، نلتقى أيضا بمن هم عكس ذلك؛

من يبذلون الجهد لتحطيم الروح وسجن الطموح

ويفرضون عليك صوره نمطية من صنع انفسهم لتظل انسان عاجز معاق 

حياتك رهن المنح او المنع. 

تحصل منهم فقط على تصفيق وقت التكريم 

وتحصل منهم على ابتسامه ماكره او ساخره حين تتحدث عن امالك او احلامك.

ابتسامه تعلن ان احلامنا اوهام، وستظل كذلك. 

ستظل أحلامنا اوهام فقط اذا اعتمدنا ووافقنا ان يكون تحقيقها مرهون بهم 

ولكنهم مهما كثروا فهم “الكم”، لأننا نحن “الكيف”؛

حولنا اسر واهل وبشر قلوبهم تنبض انسانيه وعطاء. 

تمر السنوات. 

واعود الى نفس اللحظه..  

هناك من يطلب منى المشاركة فى تقديم مؤتمر المبادرون.

و تدمع العين وربما ايضا القلب.

٢٥ عاما .. ربع قرن مابين تلك اللحظة وهذه،

ونفس رد الفعل، نفس التشجيع والثناء والدعم.

وكأن رب الكون يذكرنا جميعا بانه نفس فينا من روحه الجميله النقيه التى تتغير

حولها الظروف وتقسوا احيانا وتحتوينا احيانا لكن اساسها الفطره السليمة؛

المحبه ..الخير .. والعطاء.

وقتها رايت امامي اسراء الصغيرة و هي تتطلع لاحلامها.

  وفي نهاية الحديث رايتها فعلا تبتسم

و كانها تقول ‘جيد انني لم اسمع ابدا لكلام الناس

و كان لعنادي واصراري علي تحقيق حلمي، و اصراري علي كسر باب مقفول دليلا علي ان حدود الاحلام هي السماء.’

شكرا لمديرة مدرستى الابتدائية “بدرية المطوع” اول من وثقت في هذا الحلم،

و شكرا لايهاب غريب، من فريق مؤتمر المبادرون، لانه ايقظ فى داخلي حلما كان نائما.

إذا أعجبتك هذه المقالة، أشترك في المجلة لتصلك مقالاتنا في بريدك الالكتروني **

أضف تعليق