١٣ ديسمبر ٢٠٢٤
منة الرفاعي

التكنولوجيا سلاح ذو حدين، تعتمد فائدته أو ضرره على كيفية استخدامه وأهدافه. للأسف، هناك حوادث استغلال وابتزاز إلكتروني مروعة تعاني منها النساء حول العالم، بما في ذلك النساء في الوطن العربي.
العنف الإلكتروني له أشكال مختلفة، مثل اختراق حسابات التواصل الاجتماعي وسرقة الصور لتهديد أصحابها، وأشهر هذه الجرائم هو الابتزاز الإلكتروني. تبدأ القصة عندما يتواصل معك شخص علي حسابك ويطلب منك المساعدة في مشكلة وهمية بهدف استدراجك لدفع المال أو تقديم تنازلات. إذا استجبتِ له منذ البداية، فقد تجدين نفسك في دوامة من التهديدات والتنازلات المستمرة. للأسف، السكوت على الابتزاز الإلكتروني قد يؤدي إلى عواقب وخيمة.
قد حدث بالفعل جرائم قتل و خطف و أغتصاب بسبب التكتم على الإبتزاز الإليكتروني وغالبًا يكتشف الأهل الأمر بعد فوات الأوان، بسبب خوف الضحية من التهديد وجهلها بكيفية التصرف أو الخوف من الإبلاغ. و توجد فتيات أخريات أكثر وعيا ينقذون حالهم قبل الإنزلاق في هذه الكارثة ، ويبلغن على الحساب بوقفه فور إرسال رسالة مبتذلة دون أن تُعرف أحد أنها تعرضت لمحاولة ابتزاز إليكتروني .
الوعي الشخصي يساعدكِ على التصرف بسرعة لحماية نفسك من هذه المحاولات الترهيبية المبتذلة والمسيئة. أسلم حل لديكي لتتجنبي الوقوع في فخ الابتزاز هي حظر الحساب الذي أرسل لكِ رسالة طلب أو تعارف، ثم الإبلاغ عنه عبر فيسبوك أو أي تطبيق آخر يستخدمه المبتز.
يعد تيك توك من أكثر التطبيقات التي حدثت فيها محاولات للسرقة والابتزاز في الوطن العربي، لأنه يتيح كسب المال عبر البث المباشر الذي يحقق ملايين المشاهدات. لهذا السبب، يصبح الحساب هدفًا للمبتزين الذين يرون أن حسابك لديه نسبة مشاهدات، فيقومون باختراقه وابتزازك مقابل المال لاستعادة الحساب.
احذري أيضًا من الحسابات على فيسبوك التي تدعي أنها “استشاريين علاقات زوجية”. حدثتني فتاة من قبل عن تجربة مرّت بها، حيث أرسلت لها امرأة طلب صداقة وتحدثت معها عبر فيسبوك ماسنجر باستخدام الرسائل الصوتية. تأكدت الفتاة أنها أنثى، وأخبرتها أنها دكتورة استشارية في العلاقات الزوجية ويمكنها مساعدتها في حل مشاكلها مع زوجها. بدأت الفتاة تحكي عن مشاكلها الزوجية، وبعد ذلك طلبت المرأة منها صورًا وقالت لها إنها “أنثى مثيرة” وأن زوجها يخونها. قامت بتسجيل الصور وطلبت منها أن يكونا صديقتين مقربتين وأن تلتقيا، كما أخبرتها أنها مطلقة وتحب السيدات أكثر من الرجال. بعدها طلبت منها علاقة جنسية، فرفضت السيدة تمامًا وقالت لها: “أنا أعرف الله وهذه العلاقات محرمة”. فبدأت الأخرى تهددها بأنها سترسل المحادثات بينهما إلى عائلة السيدة إذا لم توافق على طلباتها.
أبلغت الفتاة عن الحساب. رغم ذلك، استمرت السيدة الأخرى في تهديدها وعنفها اللفظي بعد أن كانت تبتزها عاطفيًا. نصحتها بإلغاء حسابها على فيسبوك وإنشاء حساب جديد، وعدم الرد على أي حسابات تدعي أنها تقدم استشارات عاطفية أو زوجية، وعليها من الأفضل زيارة دكتورة متخصصة ومعروفة في مركز موثوق.
هناك العديد من القصص المؤلمة عن الابتزاز الإلكتروني للشابات المراهقات، وذلك بسبب شغفهن بالشهرة من خلال البث المباشر عبر التطبيقات وكسب المال والشهرة، مما يعرضهن للكثير من المشاكل بسبب ذلك دون وعي أو سوء نية. لذلك، من المهم أن نكون حذرين، لأن غلق حساباتنا علي مواقع التواصل الإجتماعي ليس هو الحل، بل يجب أن نكون واعين بكيفية استخدامه.
أي حساب تشك فيه يجب عدم إضافته إلى قائمة الأصدقاء. كما يجب حفظ رقم الخط الساخن للشرطة الإلكترونية وهو رقم ١٠٨. كذلك تحدثي مع أبنائك بشكل مستمر عن خطورة القرصنة والابتزاز الإلكتروني، حتى لا يقبلوا صداقات من غرباء، لأن هذا قد يجعلهم عرضة للاستدراج من قبل أي شخص يدعي أنه صديق.
