العنف الرقمي: رسالة من مجهول

١٣ ديسمبر ٢٠٢٤
روان سعيد

يعد العنف ضد النساء والفتيات أحد أكثر انتهاكات حقوق الإنسان انتشارًا في العالم، حيث يحدث على نحو يومي، مرارًا وتكرارًا، في كافة أرجاء العالم، وبكافة أشكاله.

ومن أخطر أشكال العنف الذي تتعرض له النساء والفتيات هو العنف الرقمي. يسبب هذا النوع من العنف شعور النساء والفتيات بالخوف والذعر والقلق وأحيانًا الاكتئاب، مما يؤثر بالسلب على علاقاتهن ودراساتهن وعملهن وحياتهن الاجتماعية، وقد يتسبب في انسحابهن تمامًا من الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.

  إذن ما هو العنف الرقمي؟!

العنف الرقمي أو الإلكتروني هو عبارة عن أعمال عنف يتم ارتكابها أو التحريض عليها باستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. يكون من خلال (الهواتف المحمولة والإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني).

ومن أشكال العنف التي تحدث عبر الإنترنت:

التنمر الإلكتروني: ويتضمن إرسال رسائل تخويف أو تهديد أو مضايقات تسبب ضرر للنساء والفتيات ويمكن أن يكون السلوك من فرد أو مجموعة كبيرة من الأفراد عبر الإنترنت.

الرسائل الجنسية غير الرضائية والتي تتضمن إرسال رسائل أو صور صريحة دون موافقة المستلمة.

: الإفصاح عن المعلومات الشخصية: يتضمن هذا النوع الكشف العلني عن معلومات خاصة أو تعريفية للضحية، نشر معلومات شخصية وحساسة بما في ذلك عنوان المنزل أو العمل وأرقام الهواتف وأسماء أفراد العائلة دون إذن.

انتحال الشخصية على الإنترنت: ويكون من خلال إنشاء ملف تعريفي مزيف وانتحال هوية شخص ما لأغراض مضرة، منها تدمير السمعة أو تهديد السلامة.

الملاحقة عبر الإنترنت: المراقبة أو التواصل أو الملاحقة المستمرة وغير المرغوب فيها أو التهديد باستخدام الوسائل التكنولوجية. ويمكن أن تتحول هذه الملاحقة إلى ملاحقة خارج الإنترنت والعكس صحيح.

85% من النساء حول العالم يتعرضن للعنف الرقمي والإساءة عبر الانترنت وعلى غرار أشكال العنف الأخرى ضد المرأة ، تُلام المرأة على هذا النوع تحديدًا ويتوقع منها أن تقبله. حيث يُطلب من بعض النساء اللاتي تعرضن للعنف على الإنترنت تجاهل الأمر، وأُلقي اللوم على بعضهم الأخر.

السبب الأول لسكوت الفتيات والنساء عن تعرضهم للعنف الإلكتروني والابتزاز هو الخوف من “الفضيحة” و”العار” الذي توصم به حتى وهي الضحية، وتسكت نساء كثيرات عن العنف الذي يتعرضن له، لتأكدهن أن المحيط الاجتماعي سيعتبرهن مذنبات لا ضحايا.

هناك مجموعة من الخطوات التي تستطيع النساء والفتيات من خلالها حماية أنفسهن ومنها:

تحدثي إلى شخص موثوق به، أي شخص تشعري بالأمان عند التحدث إليه، هذه أحد أهم الخطوات الأولى التي يمكنك اتخاذها.

قومي بتوثيق المضايقات الإلكترونية قدر الإمكان، وقد يشمل ذلك حفظ الرسائل ومواد التهديد وعمل لقطات شاشة وتسجيل المكالمات.

إذا كانت مكالمة هاتفية،  أخبري الشخص الذي يقوم بالتهديد بهدوء أن يوقف سلوك التحرش ثم انهي المكالمة وأوقفي جميع أنواع التفاعل مع المتحرش.

إذا كان منشوراً أو رسالة نصية، فلا تردي.

تحديد وتسجيل الرقم (الأرقام) التي يستخدمها المتحرش للاتصال بكِ.

يمكنك عبر تطبيق واتس آب (WhatsApp) والشبكات الاجتماعية الأخرى: إيقاف تشغيل “آخر ظهور” ومنع الأشخاص غير المعروفين من إضافتك إلى المجموعات، إخفاء صورة ملفك الشخصي، سيحد هذا من ظهور نشاطك على الشبكات الاجتماعية المختلفة.

أبلغِ عن الحادث

من الضروري الإبلاغ عن الحوادث لمكافحة الإفلات من العقاب ووقف الظلم، ويكون الإبلاغ بالتفصيل عن التهديد لضباط الأمن المحليين.

لو اتعرضتي للعنف الرقمي وحد طلب منك تنفذي حاجات انتي مش عايزاها وبيهددك إنه هينشر صور ليكي سواء صور حقيقية أو فيك تعملي إيه؟ 

أولًا محتاجة تهدي وتفهمي إنك الضحية وبلاش تلومي نفسك على اللي حصل.

ثانيًا بلاش تردي عليه أو تتكلمي معاه كتير.

ثالثًا خدي اسكرين شوت لكل الرسايل اللي بيبعتها وياريت لو تقدري تسجلي المكالمات، أوعي تنفذي أي حاجة يطلبها منك لإنه مش هيبطل يهددك .

رابعًا غيري كل الباسوردات بتاعت الاكونتات بتاعتك احتياطي.

خامسًا اتكلمي مع حد قريب منك خصوصًا كمان لو سنك صغير، واتواصلي مع السلطات المختصة في بلدك.
تذكري دائمًا أنك ضحية ولستِ مذنبة، فلا داعي للخوف أو الشعور بالخجل أو العار. كونك امرأة لا يعني أن تقبلي بأي شيء لا ترغبين فيه أو تتحملي أي شكل من أشكال العنف. من حقك العيش بأمان وكرامة. لا تترددي في الإبلاغ عن أي مضايقات تتعرضين لها، سواء كانت مباشرة أو إلكترونية، فالسلطات المختصة تتعامل مع هذه البلاغات بجدية تامة.

أضف تعليق