تحت شعار «الرجولة الإيجابية مسئولية مجتمعية»، أطلقت «أسباير» للتحول المجتمعي، بالتعاون مع السفارة الهولندية في مصر، الأحد الموافق 15 ديسمبر 2024، حفل برنامج «مسار اختياري»، لتدريب وإشراك الرجال عبر ورش متنوعة، بهدف خلق بيئة تدعمهم لتحقيق كامل إمكانيتهم.
ومن المفترض أن يساعد البرنامج المشاركين من الشباب والرجال على إعادة اكتشاف أنفسهم وهويتهم، إضافة إلى تطوير مهاراتهم ومواهبهم وقيمهم وأحلامهم، مع تعزيز وعيهم بدورهم في الحياة.
ويسعى البرنامج من خلال معالجة الأعراف والمفاهيم المجتمعية الراسخة والموروثة، إلى تقديم مفهوم جديد لـ«الرجولة الإيجابية» عبر أنشطة تمكينية متنوعة. كما يتم تنفيذ البرنامج باستخدام نهج شامل 360 درجة، حيث لا يركز فقط على الرجال، بل يشمل أيضًا الأشخاص المحيطين بهم، مثل الطلاب، المعلمين، الأسر، قادة المجتمع.
وبدأ حفل الإطلاق بكلمة قدم خلالها المسؤولون في «أسباير» الشُكر إلى بيتر موليما، السفير الهولندي في مصر، وكارولين ناصيف، مسؤولة البرنامج بالسفارة، لدعم المشروع وتمويله.
وأشار مسؤلو «أسباير» أنهم قاموا بوضع حجر أساس البرنامج، ومن جهتها قدمت السفارة الهولندية كافة سُبل الدعم لتحقيق رؤية القائمين على «مسار اختياري».
بدأت فكرة المشروع منذ أكثر من 10 أعوام، حيث كانت «أسباير» تعمل على دعم البرامج التنموية التي تقوم بتمكين السيدات إقتصاديًا وإجتماعيًا. ومع ظهور تحديات وصعوبات كانت تقابلهن مع أفكار الرجال الخاطئة، قرر القائمون آنذاك، إعداد برنامج يخاطب الرجال لحل المشكلة من جذورها.
بدأت فكرة المشروع منذ أكثر من 10 أعوام، حيث كانت «أسباير» تعمل على دعم البرامج التنموية التي تقوم بتمكين السيدات. ومع ذلك، أدركت الشركة أن تحقيق التنمية المستدامة يتطلب العمل على تمكين جميع أفراد المجتمع، بما في ذلك الرجال. فتنمية الرجال، على الرغم من ندرتها في معظم المبادرات التنموية، تعد عنصراً حيوياً لتحقيق التوازن المطلوب. فالمرأة بلا شك عنصر أساسي في المجتمع، ولكن إذا ركزنا فقط على تمكينها دون الالتفات إلى الرجال، لن يتحقق التوازن المنشود. التغيير الحقيقي والمستدام يتطلب إشراك الجميع، رجالاً ونساءً، في عملية التنمية لتحقيق مجتمع أكثر شمولاً واستدامة.

وتحدثت نانيس يسري، مديرة «أسباير» للتحول المجتمعي، على الهدف من البرنامج، الذي يسعى لخلق مجتمع صحي متوازن. وأضافت أن منهج البرنامج لاقى إقبال واستجابة كبيرة من قبل الرجال المشاركين.
وتابعت «يسري» أن البرنامج شارك به 1500 شخص حتى الأن، وتستهدف «أسباير» الوصول إلى 12000 في الثلاث سنوات المقبلة.

وخلال الحفل، أوضح باسم عماد، الرئيس التنفيذي لـ«أسباير»، أنه دعى المشاركين في الورش إلى أن يكونوا سفراء بين مجتمعاتهم لتغيير الصورة النمطية عن مفهوم «الرجولة».
وشهد الحفل قيام «أسباير» متمثلة في باسم عماد والسفارة الهولندية في السفير بيتر موليما، بتوقيع مذكرة تفاهم بينهما تهدف إلى تعزيز استقرار الأسر في المجتمع المصري، وبناء علاقات أسرية يسودها التفاهم والاحترام المتبادل، مما ينتج عنه مجتمعات قوية ومتماسكة.

واستطرد ريمون برسوم، مدير المشروع، سرد تفاصيل تحضير وإعداد البرنامج، مشيرًا إلى أنه يتميز بمكون فريد يركز على إنشاء مساحات آمنة حيث يمكن للرجال والنساء والأسر التواصل ودعم بعضهم البعض.
وتوفر هذه المساحات فرصًا لأفراد المجتمع للمشاركة في أنشطة تعزز التمكين والفهم المتبادل. بالإضافة إلى ذلك، يسعى البرنامج لتمكين قادة المجتمع من التعرف على هذه المفاهيم الخاطئة وتحديها، مما يؤدي في النهاية إلى نشر الوعي في جميع أنحاء المجتمع.

وأوضح برسوم أن فريق«أسباير» نظم خلال الفترة الماضية، نحو 15 جولة من الجلسات التوعوية المخصصة للرجال، وجولتين من الفعاليات العائلية، للاستفادة من التعلم التجريبي والتمارين التفاعلية والأنشطة المجتمعية.
وأجرى برسوم تجربة تفاعلية مع الحضور، مستوحاه من التدريبات والأنشطة التفاعلية التي ينفذها المشاركون في الورش، لفهم جميع المكونات التي تؤثر على سلوك الفرد، ومن ثم العمل على تطوير الذات، وتحسين العلاقات مع الأخرين.
وتتطلع «أسباير» إلى تحقيق نتائج إيجابية ملموسة في توعية الرجال والفتيان للحد من العنف والتمييز ضد المرأة بكافة أشكاله، حيث تشير الاحصائيات الرسمية الصادرة من الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء إلى أنه 22.2% من الرجال يمارسون العنف النفسي ضد النساء، و 25.5% من الأزواج الذكور استخدموا القوة الجسدية ضد زوجاتهم، و47% من الرجال مارسوا العنف الجنسي ضد زوجاتهم، كذلك وفقاً لإحصائيات صادرة عن المركز المصري لبحوث الرأي العام (بصيرة) فإن 44% من النساء العاملات اللاتي تخرجن بين عامي 2016 و2018 يتقاضين رواتب تقل عن 2000 جنيه مصري (حالياً 69 يورو)، مقارنة بـ 23% فقط من الرجال في نفس الفئة.
وشهد الحدث العديد من الفعاليات التي جسدت تفرد نهج برنامج «مسار اختياري» في معالجة قضايا الذكورة في المجتمع المصري، وشارك الحضور بقصص شخصية حول سبب أهمية هذا المشروع وتأثيره بالنسبة لهم.

واختتم الحفل بكلمات بعضًا من نماذج الرجال الذين خاضوا تجربة التدريب لمدة 12 جلسة على مدار 3 أسابيع مع «أسباير»، حكوا عن التغيير الذي طرأ على أفكارهم بعد الاستجابة لنصائح وتوجهيات المُدربين.