العنف الرقمي: جريمة خلف الشاشات

٢٢ نوفمبر ٢٠٢٥
كتبت أمل رضا

وجه جديد للعنف ضد المرأة ولكن بطابع تكنولوجي رقمي لا يقل خطورة عن العنف الجسدي والبدني حيث يعد شكلا من أشكال انتهاك حقوق الإنسان و يشمل كافة أشكال العنف الرقمي الذي يكبل حريتها و يودى بحياتها الاجتماعية ويسبب لها التوتر والقلق مما قد يجعلها تعتزل كافة وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تشير الدراسات بحسب تقرير هيئة الأمم المتحدة للمرأة إلي أن ١ من كل ٥ نساء ممن تعرضن للعنف الرقمي على الإنترنت قمن بحذف حساباتهن على جميع وسائل التواصل الاجتماعي مما أدى إلى تقييد حريتهن الرقمية وحقهن في الحصول على المعلومات ومواكبة التقدم التكنولوچي. 

فالعنف الرقمي هو أي سلوك عدواني يمارس ضد المرأة بشكل مقصود أو غير مقصود، يمكن ارتكابه من خلال عدة وسائل الكترونية ضد المرأة وهدفه إلحاق الأذى والإهانة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. 

وتتعدد أشكال وممارسات العنف الرقمي فقد يظهر في صورة تلقى رموزا وصورا غير مناسبة وقد تمتد لتصل إلى مكالمات هاتفية قد تحتوى ألفاظ غير لائقة  وكذا التهديد والابتزاز بالصور الشخصية والتلاعب بها دون موافقة صاحبتها ، التشهير وانتحال الشخصية ونشر أخبار مغلوطة مما قد يهدد سمعتها، التنمر الإلكتروني والتحرش من خلال الرسائل الإلكترونية التي تخدش حيائها ومشاركة أرقامها وحساباتها الشخصية، المراقبة والملاحقة المستمرة من حسابات وهمية وممارسة كافة أشكال المضايقة الالكترونية ضدها. 

كل هذه صور وأشكال مختلفة للعنف الرقمي الذي تتعرض له الكثير من النساء حول العالم مما قد يوثر سلبا على صحتهم النفسية وقد يصل الأمر في بعض الأحيان إلى أن تصاب بعض النساء اللاتي يتعرضن للعنف الرقمي باكتئاب حاد قد يؤدى إلى الانتحار حيث أبلغت 12فى المائة من النساء اللاتي تعرضن للعنف الرقمي أنه قد راودتهن أفكار انتحارية نتيجة التعرض لواقعة على الإنترنت، فالعنف الرقمي لا يقل خطورة عن العنف الجسدي والنفسي بل يمتد ليؤثر على حياة المرأة العملية والتعليمية، حيث أنها قد تضطر  إلى الانعزال أو ترك عملها أو دراستها خوفًا من الفضيحة أو من استمرار الأذى والملاحقة. 

وأثبتت الدراسات وفق تقرير هيئة الأمم المتحدة للمرأة أن ١٢ في المائة من النساء اللاتي تعرضن للعنف الرقمي قد تعرضن بالفعل للعنف البدني بعد إبلاغ أفراد الأسرة بالواقعة نتيجة لقلة الوعي الرقمي بخطورة هذا النوع من العنف والإيذاء وأنه ليس بالضرورة أن تكون الفتاة أو السيدة لها دور فيه فالكثير من الحالات لا يعرفن الجاني ولا تربطهن أي علاقة به من قريب أو بعيد . 

ولمواجهة العنف الرقمي لابد أن تتكاتف جميع منظمات المجتمع المدني وتسعى لمنح المرأة حريتها الرقمية التي تكفل لها حق استخدام كافة وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا الحديثة دون أن تشعر بالقلق والتهديد ، فلابد من توفير آليات لسرعة الإبلاغ في خصوصية تامة والتوعية المجتمعية بالحرية الرقمية للمرأة وتعزيز ثقافة الخصوصية الرقمية واحترامها وكذلك ضرورة التثقيف الرقمي للفتيات والنساء ليتمكن من حماية أنفسهن واللجوء إلي الجهات المختصة دون خوف ونشر ثقافة الوعي الرقمي وحرية المرأة الرقمية بين الأسر والأفراد وتوفير كافة وسائل الدعم النفسي والقانوني . 

ولكي تحمي نفسك عزيزتي من هذا النوع من العنف الغير مبرر عليكِ أن تعي جيدا أن اللجوء للمختصين والمسئولين لحمايتك هو أسرع طريق لسلامتك ، اعرفي حقوقك القانونية ، لا تستجيبي لطلبات المبتزين ،  وحرصا على حياتك لا تدلى بأي بيانات شخصية أو حساسة عبر الإنترنت تخصك أو قد تتسبب في تهديد حياتك الاجتماعية 

أضف تعليق