٢٥ نوفمبر ٢٠٢٥
سيدات مصر
مع اتساع استخدام التكنولوجيا وتحوّل حياتنا إلى مساحة رقمية مفتوحة، برزت أشكال جديدة من العنف لا تقل خطورة عن العنف المباشر. فالعنف الرقمي أصبح اليوم واقعًا تواجهه كثير من النساء والفتيات، ورغم تأثيره العميق على النفس والسمعة والعلاقات والعمل، ما زال جزء من المجتمع يقلّل من خطورته، أو يلوم الضحية بدل مواجهة الجاني.
في هذا اللقاء، نتحاور مع د. إيمان بيبرس، خبيرة التنمية الاجتماعية وقضايا النوع الاجتماعي، المديرة الإقليمية بمنظمة أشوكا العالمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. مؤسسة ورئيسة مجلس إدارة جمعية نهوض وتنمية المرأة، لنتناول هذه الظاهرة المتزايدة، ونسلّط الضوء على جذورها الثقافية والاجتماعية، وكيف تساهم بعض المفاهيم الخاطئة في تبرير الأذى وتشجيع مرتكبيه.
سيدات مصر: هل ما زالت النظرة المجتمعية تقلّل من خطورة العنف الرقمي مقارنة بالعنف المباشر؟
د. إيمان بيبرس: للأسف لحد النهارده في ناس لسه شايفة إن العنف الرقمي “مش مهم”… وحتي الي شايف انه زاد شايف ان اكيد البنت هي السبب.
لكن الحقيقة إن تأثيره بيوصل لبيت البنت، وبيكسر نفسيتها، وبيهدد سمعتها، وبيوصل لأهلها وشغلها… من غير حتى ما يلمسها. العنف الرقمي مؤذٍ زي العنف المباشر تمامًا، ويمكن أخطر، لأنه بينتشر في ثواني ومحدش بيعرف يلمّه بسهولة.
س م: إلى أي مدى تؤثر الثقافة المجتمعية في انتشار الظاهرة بين النساء والفتيات؟
إ ب: ثقافتنا لسه فيها ميل واضح إنها تحاكم البنت قبل الجاني. مجتمع لسه بيقول “هي أكيد عملت حاجة”… دي ثقافة بتشجع الجاني وتخلي الضحية تسكت. لما نغيّر التفكير ده، هنتقدم 10 خطوات مرة واحدة.
س م: ما الأسباب التي تدفع البعض لممارسة العنف الإلكتروني ضد المرأة؟
أب: في أسباب كتير، أهمها:
• شعور زائف بالقوة لأن الشخص مستخبي ورا شاشة.
• ثقافة بتركّب اللوم على المرأة وتبرر للرجل.
• غياب الردع السريع.
• وإحساس الجاني إن المجتمع هينصره حتى لو هو غلط.
س م: كيف تؤثر العوامل الاقتصادية أو الاجتماعية على معدلات العنف الرقمي؟
إ ب: لما يبقى في ضغط اقتصادي، وتوتر اجتماعي، وغياب فرص… العنف بكل أشكاله بيعلى. الناس بقت بتفرّغ غضبها على أضعف طرف — وغالبًا بتكون المرأة. لكن ده تفسير… مش تبرير أبدًا. عشان كده الحل لازم يكون اقتصادي واجتماعي، مش قانوني بس. بس الحقيقه برغم اهميه الظروف الاقتصاديه انا اري ان الوعي واحترام النساء وايضا العقاب هايكون الرادع الاهم لان في كثيرين من المتحرشين اغنياء. اري كمان الافلام. يعني من افلام عادل الامام وتامر حسني وغيرهم بقي فكره معاكسة البنات والتحرش ماده فكاهيه
س م: هل القوانين الحالية كافية لحماية النساء؟
إ ب: عندنا قوانين مهمة فعلًا، زَي قانون التحرش… والحلو إن البنات بقت تروح تبلغ. والدولة — خصوصًا في السنين الأخيرة — بقت بتساند البنات اللي بتشتكي. لكن في مشكلة كبيرة: الشهود نفسهم بيرفضوا يشهدوا. وده بيضيع حق الضحية. القانون موجود… لكن قوة التنفيذ بتتعطل لما المجتمع ما يساعدش. أما في الجرائم الرقمية… فالخوف أكبر: البنت بتخاف تبلغ علشان المجتمع بيحاكمها، وبيصدق الصور المفبركة، وبينشر الوحش بدل ما يوقفه.
س م: ما أهم العقبات التي تواجه الضحية عند تقديم بلاغ؟
إ ب: أول عقبة هي الخوف من اللوم والفضيحة، تاني عقبة إن المجتمع نفسه ساعات بيقف ضدها بدل ما يحميها.، وثالث عقبة: بطء بعض الإجراءات، وتأخر الدعم النفسي والقانوني. وكمان في حالات كتير — حتى لو القانون واقف معاها — المجتمع بيوقعها بالكلام والتنمر.
س م: ما المطلوب من صانعي السياسات لمواجهة الظاهرة؟
إ ب: نحتاج 4 خطوات واضحة:
• تحديث القوانين باستمرار لمواكبة التكنولوجيا.
• تفعيل وحدات متخصصة تستجيب بسرعة لبلاغات البنات.
• حملات توعية ضخمة تغيّر تفكير المجتمع.
• دعم قانوني ونفسي مجاني للضحايا، مش بس إجراءات.
س م: ما النصائح التي تقدمينها لامرأة تتعرض لعنف أو ابتزاز رقمي؟
إ ب: أهم حاجة: ما تمسحيش أي دليل اعملي حفظ للشاشة، واحفظي كل رسالة. ما تستجيبيش للابتزاز… ولا تخافي. روحي فورًا للجهة الرسمية المسؤولة. وأوعي تتعاملي لوحدِك — في فرق متخصصة موجودة، واستخدامها هو الأمان الحقيقي. بس كمان البنات لازم تترعي ما تبعتش صور للولاد وتصدق انه بيحبها. الي بيطلب منها ده لا يحبها.
س م: لو عندك قرار واحد لحماية المرأة رقميًا… ماذا سيكون؟
إ ب: قرار أساسي: منظومة وطنية موحدة للبلاغات الرقمية، بسرية كاملة، وسرعة استجابة، وحماية فورية للضحية، وتعقب فني محترف للجاني حتى لو مستخبي ورا حساب وهمي. وايضا توعيه للبنات ان الولد الي يطلب منها صور ده لا يخاف عليها. اذا لا يحبها.
س م: جملة توجّهينها لمرتكبي العنف الرقمي؟
إ ب: اختفاؤك ورا شاشة مش هيحميك. والأذية اللي بتعملها على الإنترنت… هترجعلك. الذكورة مش في السيطرة… الذكورة في الإحترام والجدعنة. يعني ابقي راجل كامل مش ناقص.


