هالة وهبة في حوار خاص عن مجال العلاقات العامة والتسويق

٢٨ نوفمير ٢٠٢٣
سيدات مصر

هالة وهبة، خبرتها تزيد عن 20 عاماً في الاستراتيجيات، هي مؤسِّسة ورئيسة تنفيذية لـ”فور إمباكت”، مركز ذكي يربط بين العلاقات العامة التقليدية والأدوات الرقمية المُتوقَّعة لتغيير شكل التسويق في المستقبل. قبل هذا، عملت في “سي سي بلس” وكانت شريكة إدارية سابقة لقمة صوت مصر وعضوة في مجلس إدارة “فلير ناراتيفز”. تهدف إلى استغلال خبرتها لتحقيق نتائج مميزة مع “فور إمباكت”، مع تركيز قوي على الإستراتيجية والتزامها نحو النجاح في مشاريع معقدة. حاصلة على درجات عديدة من جامعات مختلفة، من بينها درجة الماجستير في إدارة الأعمال العالمية.

هالة عملت كمديرة للاتصالات في بنك أبوظبي الإسلامي، حيث قادت إنشاء استراتيجيات تحريرية وتصميم هويات بصرية للقنوات الداخلية والخارجية وأدارت حملات اتصال إبداعية. كما شاركت في إطلاق منتجات جديدة وحدث افتتاح فرع للبنك في الخرطوم بالسودان. قبل ذلك، عملت كمديرة علاقات عملاء في البنك العربي حيث أدارت محافظ شركات دولية وسهلت تعاملاتها مع البنك.

سيدات مصر: رغم دراستك لعلوم الأدب الإنجليزي إلا أنك توجهتِ بعملك إلى مجال العلاقات العامة والتسويق، ما هو الرابط بين المجالين وهل ساهمت دراستك في تميزك في مجال العمل؟

هالة وهبة: في الحقيقة هناك عوامل كثيرة دفعتني للعمل في مجال العلاقات العامة والتسويق، فالأمر لم يكن سهلا على الإطلاق، ولكن شغفي واهتمامي بالتواصل مع الأشخاص وبناء علاقات جيدة معهم جعلني أدرك تماما أن العلاقات العامة والتسويق يعتمدان بشكل كبير على المهارات اللغوية والمهنية التي اكتسبتها من خلال دراستي لعلوم الأدب الإنجليزي وكذلك من عملي في منصب مدير التواصل المؤسسي والعلاقات الإعلامية في مصرف أبو ظبي الإسلامي حيث توليت مسؤولية إنشاء أسلوب تحريري متسق وهوية بصرية تتدفق عبر القنوات الداخلية والخارجية والحفاظ عليهم وهو ما أكسبني خبرة كبيرة. كذلك ممارستي بشكل عملي لإدارة الأعمال اليومية ضمن فريق العمل المتميز لشركة “سي سي بلاس للخدمات الاعلامية” وفريق عمل ” قمة صوت مصر” المحترف لمده ٧ سنوات لإنتاج خطط عمل تتسم بالإتقان وتلبية توقعات العملاء في مختلف المجالات وضمان تحقيق النتائج المرجوة، الأمر الذي خلق لدي رؤية خاصة أحلم بتقديمها من خلال فور إمباكت جروب للاستشارات الإعلامية FIG) ( وهنا أدركت أن الوقت قد حان لتحقيق رؤيتي الخاصة. 

س م: هل واجهت نوعا من التشتت في بداية مشوارك الوظيفي، أو قمت بالبحث عن نفسك ، أم كان هناك خارطة طريق واضحة ساعدتك على الوصول إلى ما أنت عليه اليوم؟

هالة وهبة: كما ذكرت من قبل أن الأمر ليس سهلاً، ومع ذلك، كنت أسعى دائمًا إلى توضيح أهدافي وتحديد أولوياتي المهنية وتنظيم وقتي وهي رحلة مستمرة. فقد كنت أتطلع دائمًا للتعلم وتطوير نفسي. كل هذه الخطوات ساعدتني للوصول الي أهدافي، على سبيل المثال قيادة الفريق وتنظيم الأعمال اليومية كان يحتاج مجهود كبير في البداية، ولكنني نجحت في ذلك، مما أدى إلى تعزيز جهود فريق العمل، وتحقيق نجاحات ملحوظة مع عملاء الشركة في مختلف القطاعات المختلفة، بالإضافة إلى إدارة العديد من حملات العلاقات العامة التي مثلت قصص نجاح مميزة مع العملاء المرموقين. واستكمل مشواري الوظيفي الحالي كرئيس تنفيذي لشركة فور إمباكت جروب للاستشارات الإعلامية.

س م : “النساء لا يملكن القدرة على القيادة” قصة نجاحك تعكس نقيض تلك الجملة؛ فما الصعوبات التي واجهتك خلال مشوارك المهني كسيدة تنافس الرجال على مناصب قيادية ورئاسية؟

هالة وهبة: نعم، لقد واجهت بعض الصعوبات خلال مشواري المهني كسيدة وفي ظل وجود تنافس شديد وخصوصا في مجال العمل المصرفي. ولكنني عملت بجد لإثبات قدرتي وكفاءتي في تولي المناصب القيادية وتحمل مسئولياتي العملية بجانب مسئولياتي تجاه أسرتي واولادي ايضاً. ولدينا العديد من أمثلة النجاح والتفوق للمرأة في شتي المجالات ونري ذلك من خلال قصص نجاحات متميزة في مناصب مرموقة بالدولة.  ولنتفق أن التحدي الحقيقي لأي ناجح هو الحفاظ على هذا النجاح وإبراز قدراته في الأدوار القيادية أمام التحديات التي تواجهنا.

س م : من واقع خبرتك المهنية، ما هي أهم سمات القائد الناجح التي يمكن اكتسابها والعمل على صقلها؟

هالة وهبة: أعتقد أن السمات الهامة للقادة الناجحين هي: القدرة على التواصل الفعال واستخدامه لبناء علاقات طويلة الأمد، القدرة على التحفيز وتشجيع الفريق علي روح التعاون فهي بمثابة قيادة أوركسترا كامل ومتنوع من المبدعين، والقدرة على اتخاذ القرارات الحكيمة والتفكير الاستراتيجي، وأيضًا القدرة على التكيف مع التغيرات والابتكار وتطوير الفرص. هذه كلها سمات يمكن اكتسابها وصقلها من خلال التعلم المستمر والممارسة العملية في مجال القيادة.

س م: بين العلاقات العامة والتسويق وإدارة المشروعات، كيف تجد هالة وهبة نفسها من خلال ممارسة هواياتها وأنشطتها لاستعادة طاقتها مرة أخرى؟

هالة وهبة: دائما ما أجد نفسي وأجدد طاقتي من خلال ممارسة بعض الهوايات والأنشطة الشخصية. تعتبر الرياضة والقراءة وتصميم الحُلي من أهم هذه الأنشطة، حيث تساعدني الرياضة واليوجا على تجديد طاقتي وتحسين تركيزي، في حين تمنحني القراءة لحظات من الاسترخاء والتمتع بالمعرفة الجديدة. وصناعة الحُلي تساعدني على تنمية قدراتي الإبداعية والتفكير الابتكاري.

س م : “من الصعب على المرأة أن توازن بين تنفيذ مهام عملها ورعاية شئون أسرتها” إلى أي درجة تصح هذه العبارة؟ وكيف تسعين إلى الموازنة بين حياتك العملية وحياتك الشخصية؟

هالة وهبة: دائما أكرر أن المرأة العاملة في تحدي كبير مع نفسها في المقام الأول. الأمر يحتاج لعوامل مساعدة والمساندة في بعض الأمور التي يمكن أن تختاري أشخاص ذوي ثقة للقيام بها في المنزل على سبيل المثال، عليك أيضا أن تعلمي أولادك من البداية الاعتماد على النفس ومساعدتك في كل أمور البيت وحياتهم، وأن تحددي وقتا لعملك لا يأخذ من وقت أسرتك. أعلم جيدا أن الأمر ليس سهل، ولكن المرأة الذكية تستطيع موازنة أمورها وتحاول بقدر الإمكان تحقيق التوازن بين العمل والأسرة من خلال تخصيص وقت للعائلة والأصدقاء وترتيب الأولويات بشكل متزن. لكن الأمر يتطلب الكثير من الإصرار ومهارات إدارة الوقت.

س م: حصلت على عِدة شهادات في مجالات مختلفة، إلى أي مدى ساعدك التعليم الأكاديمي في الوصول إلى ما أنت عليه اليوم؟

هالة وهبة: حصولي على ليسانس الآداب في اللغة الإنجليزية من جامعة القاهرة، والذي أضفت اليه حصولي على دبلومة التسويق وشهادة التسويق الرقمي من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وشهادة الائتمان المصرفي من المعهد المصرفي المصري، وحصولي على درجة الماجستير في إدارة الأعمال العالمية من جامعة إسلسكا للأعمال في باريس، كل هذه الدرجات من التعليم الأكاديمي ساعدتني كثيرًا في رحلتي المهنية، إذ أكسبتني المعرفة والمهارات التي استثمرتها في عملي. ويعتبر التعليم الأكاديمي أساساً لتطوير قدراتي الاستراتيجية والإدارية وتحقيق نجاحات في مجال العلاقات العامة والتسويق ومواكبة كل ما هو جديد ومتطور. لذلك أنا لا اتوقف عن تعلم المهارات الجديدة.

س م: حدثينا قليلاً عن مجموعة “فور إمباكت”، متى شعرت تحديدًا أن تلك اللحظة هي الأنسب لإطلاق مؤسستك الخاصة، وما الذي تسعين إلى تحقيقه من خلال تلك المؤسسة؟

هالة وهبة: مجموعة “فور إمباكت” هي مركز ذكي يركز على مزج العلاقات العامة التقليدية مع الأدوات الرقمية الذكية. قررت تأسيس المجموعة بناءً على خبرتي العملية والتحديات التي واجهتها في مسيرتي المهنية. فالمجموعة تهدف إلى تحقيق النجاح لعملائها من خلال تقديم استراتيجيات وحلول استثنائية وتحقيق نتائج ملموسة في مجال العلاقات العامة والتسويق. وتعتمد العلاقات العامة الذكية على الرؤى القائمة على البيانات وتحليلها بشكل احترافي وهذا يساعد رواد مجال العلاقات العامة في تكوين رؤية ثاقبة حول اهتمامات الجمهور وتفضيلاته. وتعمل هذه البيانات على تطوير استراتيجيات العلاقات العامة والمساهمة في صياغة الرسائل المحددة بهدف تعزيز ثقة ومصداقية العملاء.

س م: كيف استلهمت اسم المؤسسة “فور إمباكت جروب” وماهي رؤيتك لهذا المشروع الواعد؟

هالة وهبة: استلهمت اسم المؤسسة من حلمي الشخصي بالتأثير بشكل إيجابي على الصناعة – صناعة العلاقات العامة والدعايا الإعلامية والتسويق الرقمي، ومن خلالها المساهمة في تطوير المشروعات الناشئة والشركات المختلفة. كل ذلك، وكل هذه المجهودات هامة وأساسية في تطوير مجالات العمل وتوفير مناخ ملائم لنمو الأعمال في كافة المجالات. وهذه هي رؤيتي لهذا المشروع الذي أتمني أن يساهم ولو بجزء بسيط في هذا التطور.

س م: ما أكثر الصعوبات التي واجهتك أثناء رحلتك الوظيفية، وكيف استطعت التغلب عليها واستكمال مشوار نجاحك؟

هالة وهبة: بطبعي أقبل التحديات وتنوعت الصعوبات التي واجهتني في رحلتي المهنية ما بين تحمل مسؤولية إدارة الأعمال اليومية والتعامل مع التحديات وضغوط العمل المستمرة. والحمد لله استطعت التغلب على هذه الصعوبات من خلال مهارة إتقان التخطيط والتنظيم والتعامل مع الوقت بدقة وهدف واضح والحفاظ على طاقتي الإيجابية بصفة مستمرة لمساعدتي في اكتساب الصفاء الذهني المطلوب لتعزيز التفكير الواضح والتعامل بشكل فعال مع المشكلات والمواقف الصعبة..

س م: الكثيرون يريدون بدء مشاريعهم الخاصة أو تدشين المؤسسات التي تحمل أسمائهم، ما هي نصيحتك لهم أو كبسولة النجاح كما يقولون؟

هالة وهبة: نصيحتي لهم أن يكونوا مستعدين للعمل الشاق والتحديات المستمرة. يجب عليهم أن يكونوا متحمسين ومتمسكين بتحقيق أهدافهم وألا ييأسوا في وجه الصعاب. يجب أن يكون لديهم رؤية واضحة واستراتيجية قوية للوصول لغايه محددة والتوفيق بعد ذلك من عند الله.

س م: هل واجهت لحظات من الإحباط أو قررتِ التوقف في أي وقت، وماذا فعلت للتغلب على هذا الشعور؟

هالة وهبة: أكيد واجهت تحديات كثيرة خلال مسيرة عملي ولكن عندي دائماً ايمان بالله وبقدراتي كصانع قرار وشخص مسؤول عليه تحليل الأمور واتخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب. لا يوجد انسان لم يصب بالإحباط في أوقات معينة ولكن تختلف من شخص لآخر في كيفية التعامل والخروج منه سريعاً. لذلك قد مرت علي تحديات كثيرة خلال سنوات خبرتي إلا انني كنت اتعامل معها بشكل موضوعي وايجابي، فالتغلب على المشاعر السلبية أمر ضروري من أجل تحقيق النجاح. ودائماً بداخلي رضا ويقين بحكمة ربنا للتغلب سريعاً على هذا الشعور والنظر للأمور بطريقة إيجابية للبحث عن الحلول والبدائل المتاحة.

س م: تركزين في مؤسستك على الجمع بين مزايا العلاقات العامة التقليدية والأدوات الرقمية الذكية، إلى أي مدى يُمكن أن تؤثر التكنولوجيا على مستقبل التسويق؟

هالة وهبة: تركز مجموعة ” فور إمباكت” على الجمع بين مزايا العلاقات العامة التقليدية والأدوات الرقمية الذكية لتحقيق استراتيجية تسويق شاملة وفعالة. ندرك أن التكنولوجيا والابتكار في مجال التسويق لهما تأثير كبير على مستقبل الصناعة، وايضاً تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة  (Big Data)، والتعلم الآلي، والتسويق الرقمي (Digital Marketing)، ووسائل التواصل الاجتماعي، كل هذه الابتكارات هي أدوات وتقنيات بإمكانها إحداث تغيير وتحول هائل في مجال التسويق، من خلال جمع وتحليل كميات هائلة من البيانات، وتوفير وسائل التواصل الفعالة والفورية، وتقديم تجارب مخصصة ومستهدفة للجمهور، الي جانب ذلك فهي تساعد في تحسين تتبع وقياس النتائج وتحديد رؤى جديدة للعملاء واحتياجاتهم. فعن طريق دمج التكنولوجيا والأدوات الذكية في استراتيجيات التسويق، يمكن تعزيز جودة التواصل مع العملاء، وزيادة التفاعل والمشاركة، وتحسين تجربة العميل، وتعظيم العائد على الاستثمار في التسويق. بهذه الطريقة يمكن للتكنولوجيا أن تؤثر بشكل كبير بل وتعيد تشكيل مستقبل التسويق، مع الفرص الكبيرة التي تتيحها للابتكار والنمو وتحسين الأداء التسويقي. 

س م: اكتسبت خبرة تزيد عن 13 عامًا في مجال الخدمات المصرفية، حدثينا قليلاً عن انجازاتك في هذا المجال طيلة تلك الفترة، وإلى أي مدى استفدت منها في رحلتك المهنية المستقلة فيما بعد؟

هالة وهبة: خلال فترة الـ 13 عامًا التي قضيتها في مجال الخدمات المصرفية، حققت عددًا من الإنجازات. فقد نجحت في قيادة فرق العمل المتنوعة وإدارة المشاريع المختلفة واكتساب مهارات التسويق والعلاقات العامة للبنوك التي كنت أعمل فيها. وتمكنت من تحقيق نجاحات من خلال زيادة قاعدة العملاء وتدعيم الحصة السوقية للبنك وتحسين تجربة العملاء.

كما استفدت كثيرًا من تجربتي في مجال الخدمات المصرفية خلال رحلتي المهنية المستقلة. فقد طورت هذه التجارب من مهاراتي في الإدارة الاستراتيجية والتسويق وإدارة العلاقات مع العملاء. وكان فهمي العميق للقطاع المصرفي والاستشارات المالية إضافة هامة ساعدتني في تقديم خدمات استشارية برؤية شاملة وجودة عالية لعملائي.

س م: ختاماً، ما هي تطلعاتك المستقبلية فيما يخص رحلتك المهنية، وما هي نصيحتك للفتيات اللواتي يرغبن حذو نفس المسيرة المهنية؟

هالة وهبة: أسعى لمواصلة تقديم الخدمات الاعلامية والتسويقية المبتكرة والمؤثرة لعملائي، والتواصل مع المزيد من الشركات الناشئة ورواد الاعمال وأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة والمؤسسات التعليمية للمساعدة في خلق الحلول المبتكرة والذكية للترويج لأعمالهم وخططهم في توصيل رسائل للجمهور التابع لهم وتعزيز نجاحهم في الأسواق رغم تحديات الفترة الحالية.

أما بالنسبة للفتيات التي يرغبن في اتباع نفس المسار المهني، فنصيحتي لهم بالتعلم المستمر وتطوير مهاراتهن في مجالات التواصل والإعلام الرقمي والعلاقات العامة والتسويق. عليهن أيضًا أن يكنَ قادرات على العمل ضمن فرق متنوعة وإدارة المشاريع بشكل فعال لاكتساب ما هو جديد ومبتكر. والأهم من ذلك، أن يكنَ ملتزمات بالتميز في العمل والمضي قدمًا في تحقيق أهدافهن المهنية. تذكري دائماً لا يوجد مشاكل دون حلول ولا توجد صعوبات بلا أبواب ولا يوجد انتصار دون جهد وأخيراً لا يوجد حدود لإمكانياتك.

إذا أعجبتك هذه المقالة، أشترك في المجلة لتصلك مقالاتنا في بريدك الالكتروني **

أضف تعليق