الجمعة ٧ أبريل ٢٠١٧
كتبت إيمان رفعت
فاز كتاب صراخ خلف الأبواب، لمؤلفة كتب الأطفال رانيا حسين أمين، بجائزة اتصالات لأدب الطفل باللغة العربية لعام ٢٠١٦ في فئة كتب اليافعين. صراخ خلف الأبواب، وهو أول كتاب تؤلفه للأطفال فوق سن الثانية عشرة
ولدت أمين في عام ١٩٦٥، وهي من الكتاب المتمرسين في كتب الأطفال، والتي عرفت من خلال سلسة كتب فرحانة، والتي تقوم هي أيضا برسمها. أمين تخاطب في كتبها المرحلة العمرية من ٤ الي ٧ سنوات من خلال شخصية فرحانة.
درست أمين علم نفس في الجامعة الامريكية، وشاركت في العديد من ورش عمل للأطفال للكتابة والرسم. كذلك عملت مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.
كيف ومتي بدأ اهتمامك بالكتابة عامة والكتابة للأطفال تحديدا؟
منذ طفولتي وانا كنت أحب كتابة مذكراتي، كنت أكتب عن مشاعري وماذا كنت أقوم بعمله. كتبت عن الأفلام التي كنت اشاهدها والكتب التي كنت أقرئها. وبالرغم من ذلك لم أفكر قط في أصبح كاتبة. ولكن عندما وصلت الي سن العشرين بدأت أكتب قصص قصيرة، وبعد دراستي لعلم النفس، فكرت جديا في الكتابة للأطفال ومن هنا ظهرت فكرة فرحانة.
ماذا كان مصدر الهامك للكتابة للأطفال؟
ابنتي هي مصدر إلهامي. رؤية ابنتي تلهو وتمرح وهي في عمر صغيرة، أعاد لي ذكريات طفولتي، وكيف كنت استمتع بها. ومن هنا بدأت في تأليف قصص الطفلة فرحانة والتي تصور الحياة اليومية والمواقف المختلفة التي يتعرض لها الأطفال، و تدريجيا أخذت شخصية فرحانة تتطور..
ما هو سن جمهورك من القراء؟
بدأت بالكتابة للأطفال من سن ٣ الي ٧ سنوات، وبعدها انتقلت للكتابة للأطفال الأكبر سنا، وكلما كبرت ابنتي، كلما استهدفت كتاباتي الأطفال الأكبر سنا
لماذا فضلت الكتابة للأطفال وليس لأولياء أمورهم؟
لقد درست علم النفس، وكوني أما لطفلة، تمنيت بالفعل ان اكتب لأولياء الامور، ولكني وجدت بعض الصعوبة حيث أني لم أكن أريد أن أكتب رسائل مباشرة لهم. ولذلك فضلت أن أكتب للأطفال، وكتاباتي كأنها كتابات من طفل لآخر، لاستخدامي لغة بسيطة و تجنبي أسلوب النصح المباشر.
هل بالضرورة استخدام لغة معينة لمخاطبة هذه المرحلة العمرية؟
نعم. أنا أحاول تبسيط اللغة التي أكتب بها القصص علي قدر الإمكان. كانت اللغة هي أحد الأسباب التي أعاقتني عن الكتابة لأولياء الامور. بالرغم من أن لدي الكثير من الأفكار لكتب الكبار، ولكن الكتابة بلغة عربية سليمة داوما ما كانت تسبب عائقا لي. أنا أحسد الشعوب التي لا يوجد لديها فارق بين اللغة الرسمية واللغة العامية التي يتحدث بها الاهالي
ما النوع الادبي للكتب الذي تتخصصين فيه أو الذي تفضلين كتابته؟
أحب أن أكتب عن الحياة اليومية. أنا لا أحب أن أكتب عن العوالم السحرية أو القصص الخيالية. أنا أعتقد أن الأطفال حتى سن الخامسة، تحتاج إلى معرفة المزيد عن الواقع.
كيف تختارين الموضوعات التي تكتبينها؟
عندما شرعت في الكتابة، بدأت بسرد ذكريات من طفولتي والأحداث المختلفة التي تركت علامات بارزة في حياتي. بعدها، اقترح على أصدقائي والمحيطين بي والناشرين بعض الموضوعات للكتابة عنها.
لماذا إخترتي أن تكون شخصيتك الرئيسية فتاة؟
أنا أؤمن بأن الفتيات في مصر مكبلات بالكثير من القيود ولا يعيشون الحياة كما يحيياها الاولاد. لا تتحدثين بصوت عالي، لا تسيرين حافية، لا تلعبين، وهكذا … أردت أن اختلق شخصية تشجع الفتيات للكشف عن رغباتهم وليتصرفن بحرية. ليتحررن.
كتابك فرحانة وفستان السهرة نال الكثير من النقد بسبب أن فرحانة خلعت فستانها أمام الضيوف. ما القصة وراء هذا الحدث؟
اختارت هيئة المعونة الامريكية بعض كتب الأطفال، ومن ضمنها كتب فرحانة، لتوزيعها في المدارس. وقام أحد الناشرين باتهامي بنشر القيم الامريكية، بالرغم ان هدفي كان كتابة قصة مضحكة ليس ورائها أي رسائل مستترة. انتهي بي الأمر في المحكمة وكانت تجربة مرعبة، أشعرتني وقتها بالإحراج الشديد.
كيف أثرت عليك هذه التجربة؟
أولا، تم منع الكتاب وسحبه من المكتبات. أمضيت أسبوعا أفكر باعتزال الكتابة، ثم قررت ان استمر ولكن أن أكون أكثر حذرا فيما أكتب.
ما التحديات الأخرى التي تواجهك ككاتبة
أولا، أود أن أكتب للمراهقين عن واقع الحياة ولكن هذا قد يسبب لي بعض المشاكل. كذلك الناشرين في مصر هم أيضا مشكلة إلى حد ما. في بعض كتبي كان يطلب مني أن أقوم بتكثيف القصة في عدد صفحات معينة لأسباب مادية، مما كان في أحيان كثيرة يؤثر في سياق القصة. بسبب ذلك قمت بإنشاء دور نشر خاصة بي، وقمت من خلالها بنشر كتابين، أحدهما كان قصة مصورة عن التنمر (bullying) ، والاخر دليل لأولياء الامور.
بعدها قمت بإغلاق دور النشر حيث أني لست سيدة أعمال جيدة.
هل تغيرت مواضيع كتبك بعد الثورة؟ كيف؟
اتصل بي أحد الناشرين وطلب مني أن أكتب قصة عن فرحانة والثورة، ولكني فضلت ألا أقوم بذلك، فأنا لا أعتقد أن الأطفال في هذا السن الصغير ينبغي أن يشاركوا في .السياسة
ما الذي يفرق بين كاتب وأخر؟
الكاتب الجيد يحتاج أن يكون قريبا من القراء، كما لو انه واحد منهم. عندما أكتب للأطفال، فأنا أتحدث وأكتب إليهم من خلال الطفل الكائن بداخلي. وعلاوة على ذلك، يجب على الكاتب أن يحسن اختيار اللغة التي يستخدمها وأسلوب الكتابة، بدون المبالغة في ذلك لضمان وصول كتاباتهم إلى جمهورهم.
ما هو الأصعب بالنسبة لك، الكتابة أم الرسم؟
الرسم أصعب. أعرف أني لست أفضل رسامة لكتب الأطفال، ولست خلاقة أو مبدعة، ولكني أفضل أن أرسم كتبي بنفسي لأتأكد أن الرسوم تطابق بالضبط الصورة المرسومة في خيالي.
ما طبيعة ورش العمل التي شاركت فيها؟
قمت بإدارة العديد من ورش العمل، عملت كمستشارة (مسؤولة) دراسية لأربعة سنوات، نظمت خلالها عدة ورش عمل عن كيفية بناء الشخصية، وكيف تكون سعيدا وكيف تتعامل مع التنمر bullying)) الزملاء.
كذلك أقمت ورش عمل قمت من خلالها بتعليم الأطفال الكتابة والرسم.
هل فكرتي في تصوير فرحانة كشخصية كرتونية أو بطلة لفيلم للأطفال؟
بالطبع فكرت في ذلك، ولكن تكاليف هذا باهظة، ولكنه من المشاريع التي سوف أعيد النظر فيها في المستقبل.
ما طبيعة العمل الذي قمتي به مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وهل فكرتي في إظهارهم كشخصيات في كتبك؟
من خلال عملي في المدارس، عملت مع الأطفال المصابين بالتوحد، وتعلقت بهم كثيرا. أحببت أن أكتب عن الأطفال المصابين بفقدان البصر في كتاب مع فرحانة وهي في مرحلة المراهقة، ولكن ذلك يستلزم مني الكثير من البحث والدراسة والتعامل معهم في الواقع أولا قبل أن أتمكن من الكتابة عنهم.
ما هي خططك في المستقبل؟
لدي العديد من الخطط والمشاريع. أولا، أريد أن أكتب قصصا باللغة العامية للمراهقين، وكذلك كتابة المزيد من كتب فرحانة. وإلى جانب الكتابة، أنا أود أن أبدأ حملة لتشجيع أولياء الامور للقراءة لأطفالهم.
ما الرسالة التي توجهيها للمرأة المصرية؟
أود أن أقول للمرأة أنها تقوم بدور بارع. أحب أن أذكرها بانها تحتاج إلى أن ترعي وتدلل نفسها أكثر، وأن تؤمن بنفسها وبقدراتها وان تتوقف عن حمل كل المسؤولية، وأن تطالب الرجل وتشركه في تحمل المسؤوليات عنها.