السبت ٦ مايو ٢٠١٧
كتبت أليكساندرا كينياس
تثير الصور الأسود والأبيض الحنين الي أزمنة ولت، لا تزال ذكرياتها تداعب خيال الأجيال التي عاشتها. هذه الأزمنة للأسف لم يتعرف عليها الجيل الجديد عليها سوي من الأفلام الأسود و الأبيض التي تعرض علي شاشات التليفزيون،.

تسجل الصور الأسود و الأبيض حقبة تاريخية كانت مصر فيها دولة عالمية (كوزموبوليتانية) يقطنها جاليات فرنسية وإيطالية وبريطانية وبلجيكية وبولندية ويونانية وأرمنية ومشرقية كبيرة، على سبيل المثال لا الحصر. وقد لعبت جميع هذه الجاليات دورا أساسيا في تنمية وإثراء البلد واقتصاده وثقافته وفنونه. وفي الإسكندرية وحدها، شكل اليونانيون ربع سكان المدينة
كانت مصر ملاذا آمنا لليهود الأوروبيين الفارين من معتقلات النازية أثناء الحرب العالمية الثانية، تماما كما كان بالنسبة للأرمن الفارين من الإبادة العثمانية في مطلع القرن العشرين. كذلك استقبلت مصر اليونانيين الذين طردوا من القسطنطينية في نهاية القرن التاسع عشر.

وبالرغم من تفاوت كل اللغات والأعراق والديانات لهذه الجاليات، الا ان القاسم المشترك بينهم هوان مصر كانت وطنا لهم جميعا وفي هذا المجتمع المتنوع كان يمارس فيه التسامح العرقي والديني. وكانت المساجد والكنائس والمعابد تزين سماء المدن في جميع أنحاء مصر.

عاش أفراد هذه الجاليات في وئام. إختلطت ثقافتهم ولغتهم والموسيقى واطعمتهم معا لتنسج مجتمع فريد ومتميز. وقد انعكس هذا التفرد في تراث الأفلام والكتب والموسيقى والهندسة المعمارية والأزياء والحياة الاجتماعية التي خلفتها هذه الحقبة، والتي تم التقاطها في الصور بالأبيض والأسود.
وكانت هذه البيئة قوة دافعة للنهوض بالمرأة. في الثلاثينيات كانت المرأة المصرية تدرس بالفعل في جامعات بريطانيا العظمى وفرنسا، في نفس الوقت الذي لم تستطع فيه المرأة الألمانية من الحصول على الشهادات من بعض الجامعات الألمانية.

في الأربعينات، كانت النساء يقودن السيارات ويحلقن الطائرات ويحصلن على الدكتوراه في الجامعات المصرية والغربية. وفي الخمسينيات والستينيات، اكتسبت المرأة المصرية حقوقا سياسية واقتصادية واجتماعية وأحرزت تقدما في جميع قطاعات العمل.
