و لهذه الأسباب قطعت علاقتي مع سارة

السبت ١٣ مايو ٢٠١٧

shutterstock_140102140

لقد مضى ما يقرب من عام منذ أن قطعت صداقتي بسارة، وقمت بعمل “بلوك” لها على الفيس بوك. والحقيقة، هي التى عملت لي بلوك اولا بعدما كذبت عليّ و أخبرتني انها أغلقت حسابها و فتحت حسابا جديدا. وبعد أن قبلت صداقتها علي حسابها الجديد ، أكتشفت انها قامت بعمل بلوك لي من حسابها القديم. و بالطبع لم تخبرني ان الحساب الجديد كان بغرض التجسس عليّ و لكنه كان الأمر واضحا. خلال علاقتنا القصيرة لاحظت ان كثير مما تنشره على حسابها الشخصي هو مجرد أكاذيب. وعلى ما يبدو ان سبب قيامها بعمل بلوك لي كان لحماية الصورة المزيفة التي رسمتها عن نفسها للعالم. و لكن ليس هذا هو سبب قيامي بعمل بلوك لها، وانما افعالها التي سبقت ذلك هي التي اعطتني المبرر لقطع علاقتي بها تماما.  .

بدأت قصة صداقتي بسارة في العالم الافتراضي عندما ارسلت لي طلب صداقة، والذي تجاهلته في البداية. بعدها بعدة أيام أرسلت لي مسيدج تعرفني فيه بنفسها و تشرح لي انها إنتقلت للتو الي المدينة التي أسكن فيها، ولانني اعرف شعور الوحدة في بلد أجنبي، لم اجد ضررا في قبول صداقتها .

friends-467x267

أكبرها ببضع سنوات و لكننا تخرجنا من نفس المدرسة و نشأنا في نفس الخلفية الثقافية والاجتماعية، و جاء في صالحها أيضا وجود العديد من الاصدقاء المشتركة بيننا في بلدنا. إلتقيا في إحدي الكافيهات وكان ممتعا ان نتحدث عن الايام الجميلة الماضية و ذكريات الطفولة. ولكن مع تطور هذه الصداقة، ازدادت العلاقة تعقيدا .اصبحت سارة اكثر استحواذا و اصبح الفيسبوك هو أداتها لمراقبتي . و بمجرد أن أظهر اون لاين، كانت تحاصرني و تمطرني بوابل من الرسائل. كانت كل خاطرة تجول في عقلها ترسلها الي بريدي و تتوقع مني الرد علها في الحال، بغض النظر اذا ما كنت مشغولة بشئ آخر، او ليس لدي مزاج للرد عليها او حتي لو كنت في عطلة خارج البلاد. لم يكن يهمها أي شيء سوي ان أكون جاهزة للرد عليها في أي وقت تشاء. فيض رسائلها الذي غمر صندوق بريدي اثارني جدا و اصبح ردي عليها شئ روتيني ممل، و بعد فترة أصبحت أتجاهل الرد عليها، ممكا كان يسبب لها ضيق شديد.

ولتنال استحساني ولتثبت لي مدي صداقتها، او لتعوضني عن مزاحمتها المرضية في حياتي، كانت تقوم بافعال لم اطلب منها القيام بها، وتحزن و تجرح مشاعرها عندما لا اقدر ما قامت بعمله لي، بالرغم من عدم طلبي له او احتياجي اليه في الأساس.

 لم أقم بعمل بلوك لها لانها أنفجرت في وجهي و أخبرتني بانها تكرهني و هي تدبدب الأرض بقدميها، لاني لم أخبرها بميعاد وصولي من إحدي الرحلات الخارجية، وقد تسبب هذا لها بقضاء ليالي طويلة باكية، كما اخبرتني لاحقا. لم أقم بعمل بلوك لها لانها بدلا من ان تجاملني علي قصة شعري الجديدة، حدقت في وجهي طويلا وأخبرتني اذا ما كنت قد زاد وزني بعض الشئ. لم اقم بعمل بلوك لها بسبب أن طريقة تعاملها معي أصبحت شرسة وعدوانية وبسبب غضبها الدائم مني ومحاولتها المستمرة ان تشعرني بالذنب تجاهها. لم أقم بعمل بلوك لها لان مراقبتها الاكترونية تطورت لتشمل مراقبة فعلية، حتي أصبحت اجدها تترد علي الاماكن التي ارتادها و أحيانا اجدها تنتظر في مواقف السيارات للاماكن التي تعرف ميعاد وجودي فيها.

article-1266044-0922F13B000005DC-85_468x286

لقد أزلتها من حياتي لانها كانت مزعجة، لحوحة، متذمرة دائما، ولأن انانيتها اعمتها عن أن تفهم معني حدود الصداقة و بانها تجاوزتها بافعالها الغير عقلانية.

أخفقت سارة ان تفهم ان الصداقة ليس معناها التحكم و الاستحواذ، و بان الاصدقاء بحاجة ان يكون لهم مساحة و خصوصية. محاولتها للتحكم بالعلاقة الوليدة جاءت بنتيجة عكسية. الصداقات القوية هي التي تنمو ببطء و بطريقة طبيعية. عندما تبذر بذور العلاقة يجب علينا ان نرعاها و ننتظر حتى تتفتح الصداقة و تزدهر على مهل و بدون إستعجال. و تماما كالمحاصيل الزراعية، تموت كثير من علاقات الصداقة و هي لا تزال نبتة صغيرة.الاحوال المناخية، التربة الغير صالحة ، الجفاف او الفيضانات قد تدمر المحصول او الصداقة. اصرار سارة على نمو الصداقة بسرعة كان له نفس تأثير الاسمدة الكيماوية على المحاصيل، فقد أدت الي نمو صداقة ملوثة.

18485432_1407629715942385_5992649879577941266_n

و في داخلها، لم تكن سارة شخصية سيئة و لكنها كانت شخصية تتطلب اهتمام متواصل يصل الي حد المرض. كانت العلاقة خانقة لدرجة اني شعرت بسعادة غامرة لاختفاءها من حياتي.  في مراحل العلاقة الأخيرة، أدركت سارة انها قد تسببت في إتلافها، و اعتذرت عن الاضرار التي سببتها، و لكن كان الوقت متاخرا لتدارك الامر.

و بعد مرور شهرين بعد ان قمت بعمل بلوك لها، ارسلت لي عبر البريد الاكتروني رسالة تهنئة بالعام الجديد. لم أرد علي رسالتها، ليس فقط خوفا من أن تستدرجني من جديد في علاقة غير سوية، و لكن أيضا لأنه لم يعد هناك ما يقال.

ترجمة علياء خشبة 

*إذا أعجبتك هذه المقالة،  أشترك في المجلة لتصلك المقالات في بريدك الالكتروني 

.

أضف تعليق