عزة عبد الحميد ودورها الرائد فى مجال النهوض بدور الأيتام

السبت ٢٠ مايو٢٠١٧      – كتبت جيلان الشاذلي

15301309_10154597184752891_1584077110_nعزة عبد الحميد هى مؤسس ورئيس مجلس إدارة جمعية وطنية لتنميةِ وتطويرِ دورَ الأيتامِ. بدأت رحلتها التطوعية منذُ عشرين سنةٍ بتأسيسِ جمعيةِ “نداء” لتأهيلِ الأطفالِ ضعيفى السمعِ ودمجِهم فى المدارسِ النظاميةِ.  وشغلت منصب رئيس مجلس الإدارة لمدةِ عشرِ سنواتٍ فى دورٍ تَطوُّعىٍ حتي قررَت أنْ تنقِلَ خِبرتها إلى مجالٍ آخرٍ وهو مَجالُ تطويرِ مجال رعاية الأيتام.

و فى عام 2008 اسست جمعية “وطنية” وهى جمعية هدفها وضعِ وتطبيقِ معاييرَ جودةٍ لدورِ الأيتامِ فى مصر. قامت وطنية بتطوير معايير مصرية بالتعاون مع وزارة التضامن والتى تمَّ إقرارُها وتعميمها من قِبل وزارة التضامن الاجتماعى فى يونيو 2014. وهى حالياً عضو فى اللجنةِ العُليا للأسرِ البديلة – وهو ما نطلقهُ على الأسرِ الكافلةِ أو المتبنيةِ لطفل – تلكَ التى شكلتها وزارةُ التضامن الاجتماعى لتساعدَ على وجودِ أسرةٍ لكلِّ طفل.

وإن رؤية ومجهودات عبد الحميد التى ساعدت فى نمو العمل الإنسانى فى مصر أدت إلى حصولها على جائزة “تكريم” فى مجال  الخِدمات الإنسانية والمدنية لعام 2016.

9920Image

سيدات من مصر: هل يمكنُ أنْ تعرضى لنا نُبذةً عن حياةِ الطفلِ اليتيمِ منذُ دخُولِهِ دارَ الأيتامِ وكيفيةِ التعاملِ معهُ حينَ يبلغُ سنَّ الرُشدِ ويخرجُ من الدار؟

عزة عبد الحميد: رحلةُ الطفلِ تبدأ بصدمة إنفصاله عن والدته لأسباب مختلفة منها الفقر أو موت أحد الوالدين أو كلاهما، وهو ما يسبب له أول شعور بالحرمانِ. في حالة الأطفال مجهولي النسب، يتم تسجيل الطفل فى قسمِ الشرطةِ  التابع الى المنطقة اتى عُثِر بها الطفل، ثمَّ يتم تسليمه بعد ذلك إلى وزارةِ الصحةِ، حيثُ كانَ يقضى أولَ عامين من حياتهِ فى دورِ رعايةٍ تابعةٍ لوزارةِ الصحةِ. ينتقل بعدها الطفل إلى دورِ الأيتام، وهنا يتعرض لثانى شعورٍ له بالحرمانِ وذلك حين ينفصلُ عن الأمِّ الحاضِنةِ فى  دار الرعايةِ الأول. وقد تم مؤخرًا تقليصُ تلكَ المدةِ، التي يقضيها الطفل في دور الرعاية التابع لوزارة الصحة، إلى ثلاثِ أشهرٍ وذلك فى محاولةٍ لتخفيفِ تأثيرِ الشعورِ بالحرمانِ عندَ الطفل.

وبناء على قانون الطفل المصري، يلبثُ الأولادُ فى دورِ الأيتامِ حتى يبلغون سنِّ الثامنةِ عشر- وهو لازال سنٌ صغيرٌ- ولذلكَ يوجدُ بعضُ دورِ الأيتامِ التى توفر بيتُ رعايةٍ لاحقةٍ للأيتامِ من الذكور الي ما بعدَ سنِّ الثامةِ عشرَ، ولكن هذا – للأسف – لا يحدث فى كل دورِ الأيتامِ حيثُ إنه لا يَنصْ عليهِ القانون. أما عن البنات فإنهنَّ يلبثنَ فى دورِ الأيتامِ حتى زواجِهن.

14449970_1217998481610253_7468394939991241621_n

س م م: ما هى أهمُّ المعاييرِ القوميةِ لجودةِ رعايةِ الطفلِ اليتيم التى تعملُ الجمعيةُ على تطبيقِها بالإضافة للمعاييرِ المطبقةِ دوليًا؟

ع ع: المعاييرُ الدوليةُ تتكونُ من خمسِ محاورَ:  البنية والتجهيزات، الرعاية المتكاملة، الإدارة والتوثيق، الممارسات المهنية و كفاءة وكفاية العاملين، لكن هنا فى مصرَ لقد أضفنا محورًا سادسًا وهو حمايةُ الطفل. وتحكمُ تلك المعايير في كيفيةَ التعاملِ مع الطفلِ فى شتى المواقفِ التى يتعرضُ لها، وكيفيةِ تطبيقِ الثوابِ والعقابِ عليه. ومن  أهمِّ النقاطِ هى التركيزُ على حقِّ الطفلِ فى حياةٍ كريمةٍ وحقِّهِ فى الحلمِ والتطلُّعِ الى مستقبلٍ يُحددهُ لنفسِهِ وليس مفروضًا عليه من مقدمى الرعاية.

13529173_1135124189897683_7835376868131706504_n

س م م: ما هى اكبرُ التحدياتِ التى يواجِهُها المجتمعُ المصرىُّ فى مجالِ رعايةِ الأيتام؟

ع ع: أهمُ التحدياتِ هي أنَّ القائمين على الرعايةِ – الذينَ بالرغمِ من حسنِ نيتِهم – يفتقدون المهاراتِ والتأهيلِ المهنىِّ الذى يُؤهِّلُهم للتعاملِ مع الأطفال. كما أن معظمُهم نشؤا فى الأرياف حيثُ تختلف ثقافتهم عن ثقافةِ المدينةِ والعصرِ مما يؤثرُ سلبا على الأطفال. هذا إلى جانب وجودِ خلل فى تعاملِ المجتمعِ مع الأيتامِ ، و مثال على ذلك أنه بالرغمِ من تشجيع الكفالة المادية لليتيم والاحتفالِ بيوم اليتيم إلا أنهُ عند دخولِ طفلٍ منهم إلى مدرسة ما، فإنه يقابل برفضهِ من جانبِ أهالى الأطفالِ الأخرين، كما وإنه إذا تقدمَ يتيمٍ للزواج يرفض أو يقاوم بشدة، والرأىُ عندى أن اليتيمِ يتمُ التعاملُ معه بقسوةٍ زائدة على عكس عمومِ الأطفالِ والشبابِ. ومن الغريبِ أيضًا فى مصرَ هو أننا نلاحظُ أنَّ بعضَ مقدمى الرعايةِ يخجلون من عملهم. لذا فعلينا كمجتمعٍ أن نُبجِّلَ ونُكرِّمَ مهنةَ القائمِ على مهنةِ رعاية اليتيم، حيثُ إنها تعتبرُ من أسمى المهن.

13501894_1127350707341698_4721684863650182838_n

س م م: ما هى أكثرُ الأفكارِ الخاطئةِ الشائعةِ عن الأيتامِ فى مصرَ التى تودينَ تصحيحِها؟

ع ع: من أكبرِ الأفكارِ الخاطئةِ الشائعةِ هى حكمُ المجتمعِ على كلِّ من نشأ فى دارِ أيتامٍ أنَّهُ سىء الخلقِ ونبت كنتيجةٍ لعلاقةٍ غيرِ سويةٍ أو غير شرعية. إن الأطفال يدخلونَ دورَ الأيتامِ لأسبابٍ شتى: إما تائهونَ عن ذويهم، أو أنَّ ذويهم غيرُ قادرينَ على تحمُّلِ مصروفاتِ إعالتهم، إما فعلًا أيتامٌ، وإما هم فعلا نتيجة علاقة غير زوجية. وتعتبرُ كلمةُ لقيطٍ هى كلمةٌ مسيئةٌ بالرغم ان لغويا تعنى هذه الكلمة “الشيئ الذي لا صاحب له” فى حينِ أنَّ الأطفالَ – حتى ولو كانوا نتيجة علاقة غير شرعية – فإنه لا يمكنُ تحميلُهم نتيجةَ عمل لا يدَ لهم فيه.

10931061_1085871974822905_6421224909126679924_n

س م م: انتشرَت – فى الفترةِ الماضيةِ – على مواقعِ التواصلِ الاجتماعىِّ قِصصٌ ومواقف تبين قسوةَ التعاملِ مع الأطفالِ فى دور الأيتام، بجانبِ الكفالةِ الماديةِ وجمعِ التبرعات، فبماذا تنصحينَ قرائُنا بالعملِ للمساعدة فى الحد من تلك الأحداث؟

ع ع: يجب على كل من يعلم أو يشاهد أى إساءةٍ أو مخالفةٍ أنْ يُبلِّغَ وزارة التضامن الاجتماعى التى لها دورٌ فعالٌ وسريعٌ فى مُواجهةِ المشاكلَ التى تراكمت فى السنواتِ الماضية. وقد شكلتْ الوزارةُ وحدةً تُسمى بوحدةِ التدخلِ السريعِ حيثُ يجبُ على المواطنِ أنْ يبلغَ هذه الوحدةِ التى سبق وأتخذت إجرائاتٍ سريعةً وحازمةً فى حلِّ تلك المشاكلِ.

13331092_1118098924933543_311553814202114726_n

س م م: كيف يمكن لقرائُنا – فى نطاق حياتهم اليومية –  مساعدةِ قضيةِ تنميةِ وتطويرِ دورِ الأيتامِ وحياةَ الأيتامِ عامه؟

ع ع: يمكن على المتطوع الاطّلاع على أسُسِ التعاملِ مع اليتيم علي صفحة “وطنية” على موقع التواصل الاجتماعىِّ facebook و أيضًا على موقِعها بشبكةِ الإنترنت، وعلى سبيلِ المثالِ فإنه يجبُ توخى الحذر فى إعطاءِ وعودٍ للطفلِ لا يستطيعُ المتطوعُ أو الكفيلُ أنْ يضمنَ تنفيذُها. ويمكنُ أيضًا للمهتمينَ التبرعُ بالعملِ لمساعدةِ الجمعياتِ ودورِ الأيتامِ أو عرضِ فرصِ تدريبٍ فى شركاتٍ لمساعدةِ الأيتامِ بهدفِ تحسينِ مستواهم المهنى وزيادةِ فرصِهم فى العمل مستقبلا.

كما يمكن لمن يريد المساهمة في رفع كفاء مقدمي الرعاية بدور الأيتام أن يوفر منح تعليمية وتدريبية لمقدمي الرعاية مما سيأثر بشكل مباشر على تنشئة الطفل اليتيم.

13012691_1085862744823828_3044808999411487739_n

س م م: هل هناك موقف أو تجربة مررتِ بها من خلال عملِكِ تَركتْ فيك تأثيرًا كبيرا سواءً كانَ ايجابيا أو سلبيًا؟

ع ع: من أكثرِ المواقفِ التى أثرت فى نفسى حدثت حين كنتُ أتطوعُ لزيارةِ مجموعةٍ من الأطفالِ فى أحدِ دورِ الأيتام، والذين كنت أزورُهم منذُ أنْ كانوا رُضَّعًا، وفى أثناء إحدي زياراتي لهم و كانوا قد بلغوا سنَّ الثالثة، وجدتهم يتلعثمون بالكلماتِ وليسوا فى كاملِ نشاطِهم. وحينما استفسرتُ قيلَ لى أنهم يعانون من إكتئاب وقد وصف لهم الطبيب المعالج الذي شخص حالتهم أدوية للاكتئاب  تؤثر سلبا على كلامِهم ومستوى نشاطِهم؛ وتلكَ التجربةُ جعلتنى أنظرُ إلى تفاعلاتى مع الأيتامِ ودورِ الأيتامِ بعينِ المراقبِ وليسَ بعينِ مُتبرعٍ، وهو ما ساعدنى على تكوينِ فكرِ وأهدافِ جمعيةِ “وطنية”.

أمَّا عن التجربةِ الإيجابيةِ، فإننى أفخرُ بأنَّ الجمعيةَ يعملُ بها ثلاثة من شبابِ الأيتامِ منهم نهلة النمر التى قامت صفحتكم بتغطيةِ إنجازتِها فى مقالٍ قصير، وتجدر الإشارةُ إلى أنَّ هؤلاءِ الشباب هم على خلقٍ وإلتزامٍ بالعمل على تحسينِ أوضاعِ الأيتامِ فى مصر. وأنا أستبشرُ خيرًا بمستقبلهم، وأتمنى أنْ يعملَ معنا الكثيرُ من الشباب من أمثالهم.

13055478_1085854931491276_5270693975139853186_n

س م م: انتشرَ فى الآونةِ الأخيرةِ ظاهرةٌ جديدةٌ وهى التبنى أو الكفالة ، و تبنى سيداتٍ غيرَ متزوجاتٍ لأطفالٍ أيتام. والمقصودُ – بجديدة هنا – هو بانها أصبحتْ تتمُّ فى العلنِ لا الخفاءِ كما كان فى الماضى؛ فما رأيك فى هذه الظاهرة؟ وهل تعملُ الدولةُ ودورُ رعايةِ الأيتامِ على تشجيع التبنى؟

ع ع: إنَّ الاتجاهَ السائدَ حاليًا فى مصرَ والعالم هو وجودُ أسرةٍ لكلِّ طفل عن طريق كفالة الطفل فى المنزل.  فإنَ المجتمعَ يتوجبُ عليهِ مساعدةَ الطفلِ لينشأ في بيئة أسريةٍ سوية، وهو ما أؤمن به – ولكن يجبُ على المجتمعِ أنْ يُغَيِّرَ نظرته للأيتام، فنحن نرى الأسر البديلة تحاول ألا تعترفَ لدائرةِ معارِفها أنَّ الطفلَ تم تبنيه وأنه ليس طفلَهم البيولوجى، ولكنى أرى أنَّ ذلك هو ما يجبُ أن نفخرَ بهِ ونعلنَ عنهُ بلا حياء.

13327378_1118095378267231_1752522427316401533_n

س م م: كيف يمكننا معرفة المزيد عن قواعد التبنى والكفالة؟

ع ع: القواعدُ التى تنظمُ الكفالة موجودةٌ على الصفحةِ الخاصة بوزارةِ التضامن الاجتماعى تحت عنوانِ الأسر البديلة وقد قامت وزارةُ التضامن الاجتماعى تحت قيادة معالى الوزيرةِ غادة والى بعدةِ تغيراتٍ فى القواعدِ لتسمح الآنَ للمطلقةِ والتى لم يسبقْ لها الزواج  بالكفالةِ المنزلية. وتعملَ الوزارةُ على صياغةِ قانونٍ متكاملٍ ينظمُ هذه العملية بدقة أكثر.

13508931_1127352770674825_5830171166367895032_n

س م م: وهل بالفعلِ يمكنُ كفالةُ يتيمٍ مع تغييرِ اسمه ليحصلَ على اسمِ العائلةِ التى تبنته؟ واذا كانَ هذا صحيحًا، ما هو الفرقُ بين الكفالةِ و التبنى؟

ع ع: الفتوى التى نعملُ بها فى مصرَ بالنسبةِ للمسلمين هى أنَّ الكفالةَ فى البيتِ تكونُ مماثلةً للتبنى مع مراعاةِ أنهُ يمكنُ إعطاء الاسمَ الرابعَ أو اسمَ العائلةِ للطفلِ بدونِ تغيير اسمِ الأبِ والجدِّ ولا يكونُ للطفلِ الحق فى الميراث كسائر العائلة ولكن يمكن أن يُوصى لهُ بجزءٍ من سدسِ الميراثِ. ويعطى القانونُ الأسرةَ الكافلةَ كافة الحقوقِ مثلما التبنى فيماعدا حق تغيير اسمِ الأبِ والجد. أمَّا بالنسبةِ للمسيحينَ فيسمحُ التبنى وتغيير الاسم طبقَا لقواعدِ الكنيسةِ المصرية.

11081159_845244012219037_22670862223055874_n

س م م: كونك امرأة فى مركزٍ قيادى وإدارىٍ مرموق، فهل لديك أية نصائح لقارائنا من الشابات اللآتى هنَّ على مشارفِ حياتهن العملية؟

ع ع: من خبراتى التى أودُّ أنْ أنقلَها للشبابِ هى أهميةُ حبِّ العمل. إذ يتحتمُ على الشبابِ البحث عن عملٍ يحبه وأن يكونَ شغوفًا بتحقيقِععع أهدافِه. إنَّ العمل بالحب هو الذى مَكَّنَ “وطنية” من النجاحِ حتى الآن. ، كما وإنَّه أيضا يجبُ إتقانُ العملِ حتى وإن كانَ عملًا بسيطًا أو صغيرا. وأخيرا الصبرُ والمثابرةُ هى أسبابُ تحقيقِ النتائجِ وهو ليس بالأمرِ الهينِ، كما وإنه لا يمكنُ تعجلَ نتائجه.

13495090_1127352730674829_3740379428901191545_n

س م م: ما هى الأهدافُ القادمةُ التى تأملينَ فى أن تحققَها الجمعيةُ فيما يخصُّ السياساتِ والقوانينَ التى تحكمُ دورَ وقضايا الأيتامِ فى مصر؟

ع ع: اعتماد المعاييرِ كانَ يعتبرُ بمثابةِ الخطوةِ الأولى فى أولِ الطريقِ، فقد وضعنا معيارًا نستطيعُ القياسَ عليه. والخطوةُ القادمةٌ هي تفعيلِ وتعميم تطبيق تلك المعايير. ويجبُ أنْ يتمَّ تفعيلُها بواسطة قيامنا بتدريباتٍ لتأهيلِ جميع مقدمى الرعايةِ، ويجبُ نشرُ تلكَ المعاييرِ فى كلِّ دورِ الرعايةِ بعمومِ الجمهورية.

ومن أهدافى المستقبليةِ ألتى أودُّ أنْ نُحققها هى أن يكونَ هناكَ هيئةً حياديةً لمراقبةِ تنفيذِ المعايير، وأنْ تكون تلك الهيئةُ أهليةً مثل جمعيةِ حمايةِ المستهلكِ وتقدمُ تقاريرها لوزارةِ التضامنِ الاجتماعى حتى تتخذَ الإجراءاتِ اللازمة.

إذا أعجبتك هذه المقالة،  أشترك في المجلة لتصلك مقالاتنا في بريدك الالكتروني **

1 comments

اترك رداً على اميمة عبد العزيز محمد إلغاء الرد