الخميس ٢٥ مايو ٢٠١٧
كتبت نهي جادلله
بعد تخرجي من كلية الهندسة بالاكاديمية البحرية – قسم هندسة معمارية – بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف ، عملت مهندسة لمدة سنتين تقريباً، ولكني وجدت نفسي غير قادرة على الإستمرار في هذه المهنة.. ما احببته في الهندسة المعمارية هو الجانب الفني والإبداعي، لكن الواقع كان مختلف، و أصبح العمل مجرد أداء روتيني تنفيذي غير حر !
والإبداع والقيود لا يجتمعان أبداً
شعرت اني تائه عن نفسي وغير قادرة على ان احقق ذاتي.. وبدأت في تجربة امور مختلفة وحضور العديد من الكورسات المختلفة، منها ما له علاقة بالتنمية البشرية ومنها الفني ..
وهذه المرحله كانت من أكثر المراحل الهامة في حياتي و التي ساعدتني كثيراً علي الإقتراب من نفسي الحقيقية و إكتشاف ذاتي، وداومت علي حضور الكورسات و و رش العمل المختلفة الى ان حضرت كورس متخصص لإكتشاف الموهبة التي وهبنا الله إياها، وعلمت بعدها ان موهبتي وتخصصي هو “تصوير الطعام”
و تصوير الطعام يعني ان أصور الطعام بطرق إحترافية ليتم إستخدام تلك الصور في الإعلانات والدعاية… في الحقيقة لم أفاجئ بما اكتشفته في نفسي بل كنت سعيدة جدا بهذا الاكتشاف، لأني احب التصوير جدا، والكاميرا تلازمني تقريبا طول عمري وكأنها قطعة مني. لقد راودتني فكرة العمل كمصورة بعد تخرجي، ولكن بالتأكيد قوبلت رغبتي بهجوم شديد من جميع المحيطين بي “معقول هتسيبي الهندسة وتشتغلي مصوراتيه؟ ”
وبالطبع ماتت الفكرة حينها لاني وثقت في كلام الناس أكثر من ثقتي في نفسي !
وبحمد الله الآن لي أكثر من سنة ونصف وانا أعمل ما أحب، وأصبحت ” مصوراتية أكل ” وفخورة بما وصلت له حتى الآن وفخورة أيضاً بما سأصل إليه في المستقبل بإذن الله
للأسف كان من الممكن ان اعمل مصورة منذ خمس سنوات لولا انني استسلمت لكلام الناس، وعندما يكون هؤلاء الناس هم أقرب الناس إليك، يكون من الصعب ان تتجاوز كلامهم، والنتيجة كانت توهان وبُعد عن نفسي الحقيقية..
ولذلك أكتب لكم تجربتي و ملخصها كالآتي:
١- لا تجعل اي شخص او اي موقف مهما كان قريب منك او قوي ان يشكك في قدراتك او يحطمك.
٢- اثبت نفسك وعافر وآمن بنفسك وبعد كل ذلك ستجد ان كل الظروف التي كانت ضدك أصبحت معك!
٣- حتى من كان لا يصدقك في البداية، ستجدهم هم أنفسهم فخورين بك، وسيصبحون داعم لك لتكمل الطريق الذي اخترته.
٤- الخوف من الناس او من التجربة والمحاولة هو مجرد وهم ضعيف سيتلاشي وانت في منتصف الطريق
٥- لماذا نظل في نفس طابور الحياة ونشتكي من عمل لا نحبه ونتحمل الإستمرار فيه بسبب اننا سجناء الخوف !
٦- اياك ان توقف بحثك عن شغفك في الحياة إو ان يصبح لديك حلم، وليس مجرد كلام!
٧- من لديه حلم يسعى لأجله، هو من يتسمتع بالحياة بحق .
للأسف الكثير من الناس يعملون في مكان لا يعجبهم ويستمرون في تلك المهنة لأجل الإستقرار المادي، ويأتي ذلك على حساب راحتهم وسعادتهم، ستجد هؤلاء الناس هم من يشتكون من يوم الثلاثاء ويفرحون يوم الخميس ويعودون للضيق يوم السبت.. ودائرة لا تنتهي !
الناس التي تريد ان تخرج خارج تلك الدائرة ماذا تنتظر !!!؟
تخاف على الوقت، ام المال ام الحياة ؟؟
هل تخاف ان تعيش !!
تجد من يعمل المهنة التي يحبها في قمة سعادته وقت عمله، ولا يختلف عنده الثلاثاء من الجمعه فجميعها أيام حلوة بالنسبه إليه، ولا ينتظر المال حتى يفرح، ولكنها تأتي إليه بالتأكيد فهو قانون رباني ..
ما أعلمه جيداً انني لم أجد غنياً يعمل في وظيفة! إنما اعرف كثيراً من الأغنياء المؤثرين الناجحين أصبحوا شيئاً مختلفاً عندما عملوا ما يحبون
بالتأكيد لا يوجد ورق يضمن لك الإستقرار المادي، لكن الضمان الوحيد هو ان تكون أنت .
الموضوع حقيقى سهل، بمقدار سعيك ستجد ما تبحث عنه . اخبركم بكل ذلك حتى تعودون الى أنفسكم كما عُدت أنا، لانها الوحيده القادره على العيش بشجاعه وحب وان تصبح ما تريد. الحمدلله والشكر لله لأني حالياً مستمتعة بعملي وبالمرحلة التي وصلت إليها، وهي أن اصور الطعام بمستوى إحترافي للمطاعم، وإن شاء الله قريباً سأصور للمجلات والفنادق، وعندى طموح قوى ان اصبح مصورة مصرية عالمية
إمضاء
مصوراتية أكل.
للاطلاع علي المزيد من أعمال نهي، زوروا صفحتها علي فيس بوك
إذا أعجبتك هذه المقالة، أشترك في المجلة لتصلك مقالاتنا في بريدك الالكتروني **