تعددت الأسباب و الزواج العرفي واحد

الأحد ٣ ديسمبر ٢٠١٧
كتبت – دينا ابو الوفا

a_separation_Enfilme_9053o_675_489
حقوق الصورة محفوظة للفيلم الايراني «انفصال»

إنتشرت فى الآونة الأخيرة و بشكل يدعو إلى القلق ، ظاهرة أعتبرها أنا شخصيا من أخطر الظواهر التى تستحق وقفه للفهم والتحليل وإيجاد الحلول القطعية للتغلب عليها.

إنها ظاهرة الزواج العرفى الذى تفشى بين مختلف الفئات العمرية  وبين الكثير من الطبقات الإجتماعية،فنراه منتشرا بين طلبة وطالبات الثانوية  والجامعات، و بين شباب النوادى، وبين كبارالسن من الرجال وفتيات من أعمار بناتهم، وفى الطبقات الفقيره المعدمة وعلية القوم أيضا.

_gyr_lqnwnyn

وإكتساح هذه الظاهره لكل تلك الفئات بهذا الشكل ، لهو دليل قاطع على أن الأسباب وراءها قبيحة و متعددة و مختلفة. قد ترجع الأسباب أحيانا الى ضيق العيش وقلة الإمكانيات التى لا تتيح لإثنين جمع الحب بينهما أن يسلكا المنهج الطبيعى للارتباط و الزواج.  فتجد الشاب حين يستجمع شجاعته و يتقدم للفتاة التى أحبها ، يفاجأ بوابل من الطلبات من شقه ومهر وشبكة وفرح وغيرها من البنود التى لن يلبيها قبل مائة عام ، فيخرج يائسا بائسا ولا يجد مخرجاً سوى الزواج العرفى …

هنا، دوافعه لاتمام هذه الزيجة تثير شكوكى….

هل تزوجها لأنه يخاف أن يفوز بها غيره ؟ هل تزوجها إنتقاما لكرامته حين خرج مذلولا مرفوضا ؟ هل تزوجها سعيا وراء العلاقة الزوجية الكاملة ؟

7F6C857FAأحيانا أخرى يقبل الشباب على الزواج العرفى من باب الترفيه والتسليه ، فهم لا ينقصهم شىء كى يتزوجوا زواجا رسميا، ولكن فكرة الزواج العرفى فى نظرهم هى موضة سائدة، وبالطبع التماشي مع الموضة صورة من صور التحضر والتحرر !!!!!

أو ربما قد يروى بعضهم هذه التجربة  كلعبة العريس والعروسة التى أعتادوا أن يلعبوها فى الصغر … إنما هنا اللعبة  تتحول إلى جد الجد …. و فى تلك الحالة يكون اللوم بشكل كبيرعلى الآباء، الذين طبقا للسيناريو المعتاد لم يقضوا ويستثمروا وقتا كافيا فى تربية أولادهم على أسس وتعاليم من المفترض أنها بديهية .

لم يدخروا وقتا لسرد تعاليم الدين لأولادهم و زرع مبدأ الخطأ والصواب والحلال والحرام ….. لم يدركوا أن الإنجاب مسئولية مرعبة لا تنتهى إلا بإنتهاء العمر

old-man-and-young-woman

وفى مشهد آخر قد ترى الزواج العرفى يتم بين رجل كبير وإمراة جميلة فى عمرإبنته،
وهنا تكون الأسباب وراء ذلك المشهد معروفة ، مفهومة ، واضحة ….رجل شعرأن العمر قد مر سريعا ولم يدرك الحب والحنان والإنسجام !!! وزوجته أصبحت عجوزلا تتماشى مع إحتياجاته ، فهو يريد أن يعيد شريط حياته من البداية و يعوض ما فقده فى زحمة الحياة. يريد أن يشعر بالشباب  ومن أفضل من فتاة صغيرة تشعره بذلك …

لكنه أذكى من أن يتزوجها على سنة الله و رسوله فيكون لها نصيب مما يترك بعد وفاته .. لا إنه أحرص من ذلك بكثير !!! فيختار العرفى لأنه أضمن بلا حقوق بلا قيود بلا ذيول أو ربما لإبقاء الأمر سرا بعيدا عن زوجته …..، أما هى فالصفقة محسوبة ، هى تدرك تماما ماذا ستقدم و ماذا ستنال فى المقابل … ربما سيارة، شقة، مجوهرات ، رحلات، و كل ما كانت تحلم به !!!!

و أياً كانت الفئات أو الأسباب أو السيناريوهات فإن العواقب بلا شك وخيمة على جميع الأطراف،

لنرى لماذا و كيف !!!!

أولا، لم يتوفر الحب بمعناه الحقيقى بين أى طرف من الاطراف .لو توفر الحب لما أرتضوا أن يحقروه بتلك النهاية المهينة.إحدى أعمدة الحب الرئيسية هى الإحترام ….

145789_0و أين الإحترام فى زواج يتم بورقة بيضاء يمضى عليها شاهدين !!!!
أين الإحترام فى زواج يتم فى الظلام ، فى السر، فى الخفاء؟
أين الإحترام فى زواج تم رغما عن أنف أب وأم تعبوا وضحوا لكى يربوا إبنتهم؟
و كيف يحترم رجل إمراة منحته نفسها رغما عن أهلها … كيف يثق بها؟ !!!
أين الإحترام فى زواج عرفى تم للهو واللعب؟
أين الإحترام بين رجل دفع مالا لفتاة نظيرمتعة مؤقتة؟

ثانيا، ما بنى على باطل فهو باطل حيث أنه لم يتخذ قرارالزواج لسبب منطقى عاقل، يضمن إستمراريته ودوامه بل لأسباب مؤقته واهيه،

أما العواقب فهى متعددة …

إما ابنة وقد صب اهلها عليها جماح غضبهم وكتب عليها الخذى و العار بعد أن يتركها الزوج، و إما فتاة وقد نتج عن لعبتها جنين بداخلها كتب عليه أن يولد لأم طائشة وأب تافه سطحى، و إما فتاة زهد فيها الرجل الكبير بعد أن مل منها وأخذ وأكتفى فرمى وأستغنى ولا يتبقى لها سوى بعض الماديات التى لا تعوض إنكسار كرامتها.

و هنا أدرك تماما أنى لم أذكر عاقبة واحدة تسقط على الرجل ولا يعود ذلك لتحيزى لبنات جنسى … إطلاقا، إنما بكل امانة و صدق لم تحضرنى و لا أرى أى خسائر حقيقيه تقع على الرجل إذن ….. ما الحل و كيف نوقف تلك المأساة؟

بإختصار شديد علينا أن نعيد النظر فى كل الأسباب التى أدت إليه ونعمل على تغييرها.

و لنأمل ان يحمى الله بناتنا من تلك اللعنة.

إذا أعجبتك هذه المقالة، أشترك في المجلة لتصلك مقالاتنا في بريدك الالكتروني **

أضف تعليق