كارولين ماهر صاحبة ١٣٠ ميدالية وأصغر أعضاء البرلمان المصري

الجمعة ٢٩ ديسمبر ٢٠١٧
كتبت – نرمين طارق

Maher-270x380كارولين ماهر، بطلة التايكوندو المصرية، هي اللاعبة الأولى على مستوى مصر، والوطن العربي، وأفريقيا، التي تُكرم في الولايات المتحدة في «قاعة المشاهير». كارولين تم تكريمها أيضا في الأمم المتحدة، ضمن احتفاء بإنجازات المرأة حول العالم. وبعد مسيرة من العطاء مع رياضة التايكندو وحصولها على أكثر ١٣٠ ميدالية فى بطولات دولية، لم تتوقف رحلة كارولين فى رفع إسم مصر؛ فتم إختيارها لتكون عضو بالمكتب التنفيذى للإتحاد الأفريقى للتايكندو في يونيو ٢٠١٧، لتعود إلى نشاطها الرياضى، وذلك بالإضافة الي أنها أصغر عضو في البرلمان المصري، ومديرة الموارد البشرية بشركة بيجو للسيارات.

حصلت كارولين على عضوية المكتب التنفيذى للإتحاد الأفريقى بالتعيين، والتعيين يتطلب شروط معينة، أهمها ان يكون العضو حاصل على العديد من البطولات الدولية فى التايكندو والتمتع بسمعة طيبة، وهي الشروط التي تتوافر فيها. ومن خلال عضويتها في الاتحاد الإفريقي تسعي كارولين للعمل علي نشر رياضة التايكوندو على مستوى افريقيا، “خاصة فى ظل إرتفاع معدلات التحرش فى اغلب البلدان الأفريقية،” كما تسعي أيضا لمساعدة اللاجئين داخل مصر على ممارسة هذه اللعبة لإن الرياضة تعد افضل وسيلة لتخفيف الإحساس بالغربة، كما تطمح لتكوين فريق تايكندو باراليمبى لتمثيل مصر حتى يتمكن ذوى الاحتياجات الخاصة من ممارسة هذه الرياضة.

أما عن عملها السياسي، من خلال دورها كعضوة في مجلس الشعب، فهي تعمل على إعداد مشروع قانون يتعلق بدور الرعاية للطفال. القوانين المفعلة حاليا تنص علي انهاء مدة اقامة الاطفال في  دور الايتام عند بلوغهم سن الـ ١٨، مما يتسبب خروج هؤلاء الأطفال الي الشوارع، بلا مأوي، في هذه السن الصغيرة الي اتجاه الكثير منهم  الي الاعمال المخالفة للقانون. وتطالب كارولين – من خلال القانون الذي تعده – بأن يكون لهؤلاء الايتام الأولوية فى الحصول على شقق من الإسكان الإجتماعى.  كما قدمت مشروع قانون يعمل على تغليظ عقوبة المتحرش .

كارولين-ماهر

وكبطلة أمضت سنوات طويلة في الساحة الرياضة، تري كارولين أنه كي تتحسن أحوال الرياضة في مصر، يجب اصدار قوانين لحماية مستقبل اللاعبين ماديا، بصرف معاش لهم بعد الإعتزال، كذلك توفير التأمين الصحي والاجتماعي لأبطال الألعاب الفردية، لأن اللاعب الذى يكرس حياته للرياضة، لا يجد بسهولة فرصة عمل بعد الإعتزال.

كارولين مستبشرة خيرا لمستقبل رياضة التايكندو فى مصر فى الفترة القادم، وذلك لأن شعبية التايكندو زادت بعد الإنجازات التى تحققت في الفترة الماضية، وهي تعزي زيادة شعبية اللعبة لصفحات التواصل الإجتماعى، كما تتوقع تحقيق اكثر من ميدالية فى اوليمبياد طوكيو، وخاصة لوجود أبطال متميزين في اللعبة مثل هداية ملاك و سيف عيسى، والذى نجح فى الوصول لدور الثمانية فى بطولة العالم.

41584-(6)

جدول كارولين اليومي حافل بالانشطة، مابين عملها كمديرة للموارد البشرية في شركة السيارات، و مهامها السياسية و مسؤليتها في الاتحاد الفريقي للتايكوندو، ونشاطها في المجال التطوعي، الخاص بذوي الاحتياجات الخاصة، والذي ساعدت من خلاله علي تأسيس جمعية «حلم» لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة مهنيا لمساعدتهم علي الدخول في سوق العمل.  تعمل كارولين مع الجمعية كمستشارة للإدارة والموارد البشرية.

وعن قدرتها في التوفيق بين كل هذه الانشطة والمسؤوليات تقول كارولين، “منذ صغرى وانا اقوم بعدة اشياء فى نفس الوقت، فكنت امارس الرياضة بجانب الدراسة وبجانب العمل، وتفوقت فى دراستى وكنت الأولى على دفعتى فى الجامعة الأمريكية، ثم حصلت على الماجستير من إحدى الجامعات السويسرية، لذلك فأنا قادرة حالياً على التوفيق بين عملى فى البرلمان وعملى فى الإتحاد وعملى كمديرة فى إدارة الموارد بشرية فى شركة السيارات، وسبب من اسباب قدرتى على التوفيق هو الدعم الأسرى.”

10267_01_01لم تكن رحلة كارولين خالية من الصعاب و التحديات، وكان من اصعب المواقف التي واجهتها في مسيرتها المهنية، عندما تم تبديل العينة الخاصة بها في، احدي البطولات، بعينة أخرى، وتم إتهامها بتعاطى المنشطات. و لتنفي عنها هذه التهمة المجحفة، حصلت على قرض من إحدى البنوك لتتمكن من رفع قضية من خلال المحكمة الرياضية الدولية، وبالفعل وإنتهت القضية لصالحها و حصلت على تعويض كبير جدا و تمكنت من سداد القرض. ونتيجة لهذا الموقف، فهي تعمل علي توعية اللاعبين من الناحية الطبية في كل ما يتعلق بالمنشطات، حتي لا يتعرضوا لمواقف مشابهة، قد تقضي علي مستقبلهم الرياضي.

أما عن حياتها الخاصة، تقول كارولين بان خطيبها متفهم لعملها و لحبها للنشاط الاجتماعي، وكان تفهمه لإختياراتها ولاستقلاليتها ومسؤلياتها المتعددة من الأسباب التي اختارته لتكمل معه رحلة الحياة، وهي تنصح كل فتاة مقبلة علي الخطوبة و الزواج ان ان تهتم بإختيار الشخص الذى يتمنى سعادتها، قائلة “وعملى هو سبب من اسباب سعادتى .”

 

نرمين طارق حاصلة على ليسانس آداب إنجليزى و تعمل كصحفية و مترجمة.fullscreen-capture-1262017-100549-pm-bmpتهتم نرمين فى كتاباها بقضايا المجتمع، و تسليط الضوء على قصص كفاح و نجاح الفتيات و خاصة اللاتى يتعرضن لظروف مجتمعية صعبة.

 

 إذا أعجبتك هذه المقالة، أشترك في المجلة لتصلك مقالاتنا في بريدك الالكتروني **

 

أضف تعليق