الأحد ٢٨ يناير ٢٠١٨

عندما أسس محمد وعلي رضا فرقتهم للفنون الشعبية  «فرقة رضا» في أواخر الخمسينات من القرن الماضي، سافرا في جميع أنحاء مصر من شمالها الي جنوبها، وزارا المجتمعات النائية في أرجائها، ووثقا أزياءها وموسيقاها ورقصاتها، واستخدما هذا التراث الثري في انتاج استعراضات فنية رائعة، وارسلتهم الحكومة المصرية كسفراء فن في رحلات حول العالم لعرض فنونهم الشعبية التي صورت التنوع الثقافي والتراث الشعبي المصري.

هذا التنوع ينعكس في صورة الأزياء الشعبية والموسيقي والرقصات والعادات والتقاليد والاكلات وكذلك اللهجات للمجتمعات المختلفة التي تمتد من شمال البلاد الي جنوبها، من سكان واحة سيوه في الصحراء الغربية الي قبائل البدو في سيناء، ومن سكان المدن الساحلية الي الصعيد، ومن مدن الدلتا الي النوبة في أقصي الجنوب، كل هذه الثقافات المتميزة ساهمت في إثراء نسيج المجتمع وحتى اليوم، ترتدي النساء في هذه المجتمعات، بفخر، أزياءهن الشعبية في مناسباتهم الخاصة، لأنها ليست مجرد زي، ولكنها أيضا جزءا من هويتهم وتراثهم.

تسلط سيدات من مصر الضوء على بعض النساء الملهمات من هذه المجتمعات، واللاتي يعملن جاهدات علي كسرن التابوهات الاجتماعية، وحققن إنجازات تساعد على تمكين مجتمعاتهن.

أماني الوشاحي

أماني الوشاحى: ممثلة الامازيغ فى مصر ونائب رئيس منظمة الكونجرس العالمى الامازيغى فى مصر

أماني الوشاحي كاتبة وباحثة في الشأن الأمازيغي وناشطة سياسية. ولدت في بورسعيد عام ١٩٧٣، وكممثلة للأمازيغ فى مصر، ارتبط اسمها بالدفاع عن حقوق وكرامة الشعب الأمازيغي بمصر، مما جعلها توصف بأم الامازيغ المصريين.

تصرح أماني الوشاحي، أن الثقافة الامازيغية لازالت حية في مصر، ويعيش المصريون من أصول أمازيغية في واحة سيوة، وهم يمثلون عشر (١٠) قبائل من أصل احدى عشر قبيلة تسكن الواحة، وتعدادهم أكثر من ٢٥ الف نسمة و يتحدثون فيما بينهم بإحدى لهجات قبائل البربرالامازيغية و التي اصبحت تعرف باللغة السيوية.

بدأت أماني مؤخرا بتنظيم احتفالات رأس السنة الامازيغية والتي تقام يوم ١٢ يناير في واحة سيوة، وتأمل أن تتخذ الدولة خطوات أكبر لإحياء الثقافة والهوية المصرية ، وتعزى أماني صراحتها في طرح ومناقشة المواضيع المثيرة للجدل الى جيناتها الامازيغية، حيث ان المرأة الامازيغية معروفة بالشجاعة والبأس.

د. أمل سلامة نصر الله

الدكتورة أمل سلامة نصر الله: رئيس قسم اللغة الإنجليزية فى جامعة سيناء

د. أمل نصر الله من مدينة الشيخ زويد بشمال سيناء، وقد حالفها الحظ بانها لاقت الدعم والتشجيع من والدها الذي ساندها رغما عن التقاليد المحافظة في مجتمعهم البدوي حتى أكملت دراستها الجامعية والتحقت بكلية العلوم الانسانية (باللغة الإنجليزية)، وحصلت علي الدكتوراه بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف من جامعة سيناء، لتصبح أول سيناويه تتقلد منصب رئيسة قسم اللغة الإنجليزية في جامعة سيناء. ومن منطلق الوفاء بالدين ورد الجميل لمجتمعها، خصصت الدكتورة أمل نصر الله جائزة مالية سنوية قدرها 10 آلاف جنيه للفتيات الأكثر تفوقا في قري مناطق الشيخ زويد ورفح

وأوضحت الدكتورة أمل أنها خصصت الجائزة والتي سميت باسم” جائزة الدكتورة أمل سلامة”، بصفتها أحد العاملين في مجال التعليم بشمال سيناء والتي أخذت قسطا لا بأس به من التعليم، وكذلك تشجيعا للفتيات القانطات بتلك القرى النائية على استكمال دراستهم الجامعية، وكذلك لتشجيع وتوعية أولياء أمور الفتيات على ضرورة استكمال بناتهم دراستهن الجامعية،

داليا شعبان داليا شعبان: عضو مؤسس في فريق فرسان النوبة

داليا حاصلة على بكالوريوس سياحة شعبة لغة انجليزية جامعة حلوان، وهي شريكة مؤسسة لفريق فرسان النوبة. فرسان النوبة مبادرة لنشر ثقافة وعادات وتقاليد النوبة وتعريف الناس بتاريخها وحضاراتها ولغتها وفنونها، بهدف الحفاظ على التراث النوبي.  لتحقيق ذلك، يقوم فريق عمل المبادرة التطوعي الي اقامة الاحتفالات المختلفة لعرض التراث الغنائي، وعمل حملات ثقافية بشوارع وجامعات مصر، وتنظيم ورش عمل، وندوات ثقافية، وكورسات تعليم اللغة نوبية، وغيرها من الانشطة التى تقدم معظمها بالمجان.

وقد نجحت جهود فريق العمل في إطلاق راديو خاص بهم على الإنترنت يقدمون من خلاله الأغاني النوبية، والتى لا تذاع على التليفزيون أو الراديو، ونجحوا أيضاً فى تدشين تطبيق «نوبى» للتليفونات المحمولة لتعليم اللغة النوبية.

تحلم داليا وباقي الفريق بتأسيس قناة تليفزيون نوبية، لأن التليفزيون هو أسرع طريق للوصول للناس وتعريفهم باللغة النوبية التي كانت تستخدم كشفرات فى حرب أكتوبر وليست لغة معدمة كما يظن البعض. كذلك يأملون في انشاء مراكز ثقافية نوبية في جميع المدن المصرية. كذلك يعمل الفريق جاهدا علي دعم السياحة في النوبة وأسوان لانعاش الاقتصاد في هذه المجتمعات.

للتعرف على فرسان النوبة و انشطتهم زوروا صفحتهم علي الفيس بوك

زهرة مجدي 

زهرة مجدي مؤسسة مشروع “زهرة الجبل” لتجفيف الفواكه – في مدينة سانت كاترين، محافظة جنوب سيناء.

زهرة من مدينة المنصورة وهي حاصلة على بكالوريوس علم النبات من جامعة المنصورة عام ٢٠٠٨، ولشغفها بدراسة النباتات الطبية النادرة والطب الشعبي من البدو، ولممارسة رياضة الهايكينج (المشي في البرية) انتقلت للعيش في مدينة سانت كاترين.

وقد جاءتها فكرة مشروع تجفيف الفواكه لتوفير الأغذية الصحية والخفيفة الوزن ذات الطاقة والقيمة غذائية عالية، وأيضا لا تفسد سريعا، التي يحتاجها متسلقي الجبال والافراد الذين يرتادوا دروب الجبال (الهايكرز)، وجدت أن أفضل الحلول هو صناعة Trail mix & Energy bar وهي منتجات مفضلة للهايكرز، في كل أنحاء العالم.

منتجاتها من الفواكه يتم تجفيفها في الشمس والهواء فقط بدون استخدام أية إضافات أو مواد حافظة. ويساعد مشروعها على إحياء صناعة تجفيف الفواكه في جنوب سيناء. وتنتج زهرة أيضا منتجات مختلفة كعسل النحل بالفواكه والمكسرات، ومربى فاكهة السفرجل النادرة.

وتهدف زهرة من خلال مشروعها الي تشجيع الاهتمام بالحدائق، واستمرار زراعة الفاكهة في الأودية البعيدة بعد أن بدأ إهمالها، كذلك تفعيل دور المرأة البدوية وتوفير عمل ومصدر دخل لها، وأيضا توصيل مذاق فاكهة سيناء الرائعة للعالم.

لا تنسوا ان تزورواصفحة مشروع زهرة الجبل علي الفيس بوك

نجوي بكر

نجوى بكر:  أمينة متحف

نجوى بكر من مواليد أسيوط، بعد حصولها على درجات مرتفعة في الثانوية العامة عام ١٩٩٧، رغبت الفتاة الصعيدية ان تلتحق بكلية الاثار جامعة القاهرة، ولكن والدها رفض، ولكن مع تأييد كل من والدتها وجدها اصرت على اكمال حلمها. سافرت الي القاهرة لتكمل دراستها وهي في عمر الـ ١٦ عاما، مما أثر ذلك على علاقتها بوالدها، وانقطعت العلاقة بينهما، إلا من مساعدتها ماديا.

في خلال العشرين عاما بعد التحاقها بالجامعة، حصلت على درجتين ماجستير وعملت في مجال الآثار وسافرت الي العديد من البلاد حول العالم ودرست المتاحف. بدأت نجوى مؤخرا في توثيق تاريخ وقصص النساء المصريات من المجتمعات المحلية كخطوة أولي لإنشاء متحف لهن، هذه التجربة تحاول نقلها من مؤسسة السميسونيون ” مؤسسة متاحف ” بواشنطن العاصمة، بإنشاء مركز الحياة الشعبية والتراث، لتوثيق قصص النساء الحرفيات المحليات في مصر.

بعد سنوات طويلة اصبحت نجوى ووالدها اصدقاء مقربين، فهي أصبحت مصدر فخر له في بلدته، يفتخر بها وبشهاداتها العلمية وسفرها بمفردها حول العالم. والدة نجوى أيضا فخورة بها ومازالت تشجعها ولكن كأي سيدة مصرية تتمنى ان تجد زوج لابنتها، بالمقابل فأن الاب يشجع نجوى على اكمال احلامها وسفرها والحصول على درجة الدكتوراه.

 د.نهي سعيد المفتي 

 د.نهى سعيد المفتى: مُدرِس مادة الجرافيك بكلية الفنون الجميلة ـ جامعة أسيوط

تخرجت نهي من كلية الفنون الجميلة قسم الجرافيك، جامعة حلوان، وكانت رسالة الدكتوراه التي حصلت عليها في عام ٢٠١٦ موضوعها رسوم أطفال الوادي الجديد مقارنة برواد فن الجرافيك.

ولدت نهى في قرية قصر الزيات، بالواحات الخارجة، محافظة الوادي الجديد، وهي أول سيدة من واحات الوادي الجديد تحصل على درجة الدكتوراه في الفنون الجميلة، ومن خلال مشوارها الفني استوحت فنها من البيئة الطبيعية في واحات الوادي الجديد، وقامت بالرسم بالرمال والصخور الملونة من الطبيعة علي جذوع شجر نخيل الدوم والنخيل وداخل الزجاجات والجداريات.

نهي هي أيضا مبتكرة مسابقة ملكة جمال البلح والتي تقام سنويا منذ عام ٢٠٠٥، في يوم العيد القومي للوادي الجديد، وفي تشارك الفتيات في هذه المسابقة وهن يرتدين أزياء واحاتية مزينة بنوي البلح وسعف النخيل والموتيفات التي تتميز بها المرأة في الواحات.

 **إذا أعجبتك هذه المقالة، أشترك في المجلة لتصلك مقالاتنا في بريدك الالكتروني