السبت ٢٢ سبتمبر ٢٠١٨
على متن عربة كارو خشبية، تجولت رنا صلاح بين طرقات عزبة “الخارج الملغي” بمحافظة دمياط، حيث أمضت يوما مع أطفال العزبة، يلعبون ويغنون سويا وسط المزارع، وزعت عليهم البالونات ورسمت الابتسامات على شفاههم، قبل ان ترسم وجوههم بالأوان المبهجة – وسط دهشة أهالي العزبة.
على غرار القوافل الطبية، بدأت رنا قوافل الفرحة لإدخال البهجة في قلوب أطفال قري وعزب مدينتي دمياط وشربين، وهي بصدد البدء أيضا في القوافل الفنية والتي ستجوب من خلالها القري والكفور والنجوع في المحافظة لاكتشاف المواهب الفنية وتنميتها.
رنا محامية وفنانة تشكيلية ومصورة فوتوغرافية، انتقلت بعد زواجها من مدينة المنصورة، حيث ولدت ونشأت، للعيش في دمياط، وامتهنت فيها المحاماة. ولم تسبب لها مسؤولية الزواج ورعاية طفليها عائقا في طريقها العملي. ولكن بالرغم من مسؤولياتها العملية ومشغولياتها العائلية، الا ان شغفها الشديدة للفنون حفزها لتأسيس عدة مبادرات ومشاريع فنية للأطفال، منها فريق أرض المواهب، والذي من خلاله تكتشف المواهب المختلفة وتدعمها بمجهودها الذاتي وبدون مقابل، اما عن طريق ورش العمل المجانية او المعارض الفنية او الحفلات.
ولحبها الشديد للتعامل مع الأطفال وخاصة ذوي القدرات الخاصة، فهي تقوم بتدريبهم على الرسم بمركز الفنون والابداع لذوي القدرات الخاصة، وعملت أيضا مدربة رسم في مكتبة مصر العامة بدمياط الجديدة، قبل أن تنشئ بيت رنا للفنون بمدينتها، لتعليم الأطفال الرسم والتلوين والموسيقي.
رنا تؤمن ان الفنون هي السبيل لعلاج الكثير من مشاكل المجتمع، وخاصة أطفال الشوارع، ولذا فهي قد أطلقت أيضا مبادرة مشروع طفل سوي، والذي من خلاله تحاول جاهدة علي تحويل أطفال الشوارع الي أطفال اسوياء عن طريق تعليمهم وتقويم سلوكهم واكتشاف مواهبهم في الرسم او الموسيقي، وتدريبهم لصقل هذه المواهب.
يوم تقضيه مع الأطفال، سواء في مرسمها او على متن عربة كارو وسط المزارع، يشحن رنا بالطاقة الايجابية، لتعود بعد لمواصلة مشغوليات حياتها، ورؤية الفرحة في عيون الاطفال، تحفزها وتدفعها للاستمرار في القيام بالمزيد من جولات قوافل الفرحة، حتى تدخل البهجة في قلوب كل أطفال القري المنسية في محافظتها.
للمتابعة أنشطة رنا صلاح زوروا مبادرتها أعداد طفل سوي و بيت رنا للفنون هنا وهنا
إذا أعجبتك هذه المقالة، أشترك في المجلة لتصلك مقالاتنا في بريدك الالكتروني**