الخميس ٧ فبراير ٢٠١٩                 ــ  كتبت : اليكساندرا كينياس

فن تمكين المرأة، وخاصة الرسوم الكاريكاتورية، يزداد شعبية يوما بعد يوم، وكذلك تخلق هذه الفنون موجات من التغيير لصالح المرأة في جميع أنحاء العالم. رشا مهدي، إحدى رائدات فن الكاريكاتير في مصر والعالم العربي، تستخدم رسوماتها الكاريكاتيرية للدفاع عن حقوق المرأة وتمكينها، وذلك من خلال التركيز في رسوماتها على القضايا التي تعوق إنماؤهن. ومنذ خوضها هذا المجال، كانت قضايا المرأة وحقوقها ومشاكلها وتحدياتها من بين الموضوعات الرئيسية التي تناولتها رسومها.

نُشرت رسومات رشا مهدي في الصحف والمجلات والمواقع الشهيرة في مصر والكويت والبحرين والأردن والمملكة المتحدة. وكذلك شاركت في العديد من المعارض في مصر والمغرب والكويت والأردن وسوريا وبيروت ودبي وفرنسا.

س م: ما الذي حفزك لاستخدام رسومات الكاريكاتير للدفاع عن قضايا المرأة وحقوقها؟
ر م: ان عدد رسامات الكاريكاتير يكاد لا يذكر بالمقارنة بعدد الرجال. وحتى وقت قريب، كان الكاريكاتير الخاص بمشاكل المرأة وقضاياها يُعرض في الصحف والمجلات من خلال وجهات نظر رسامي الكاريكاتير الذكور فقط.  لذا، فإن اقتحام النساء لهذا المجال أعطى فرصة كبيرة لفنانات الكاريكاتير للتعبير عن مشاعرهن ومشاكلهن وتحدياتهن، وأصبحت هذه الرسومات تعرض من وجهة نظر المرأة.

س م: كيف كان تأثير رسومات الكاريكاتير الخاصة بك علي الناس عامة، وبالأخص ماذا كان رد فعل الرجال تجاهها؟
ر م: أنا أنتمي إلى مدرسة معينة لفن الكاريكاتير تدعى “مدرسة اللا تعليق”، حيث لا توجد رسالة مباشرة على رسوماتي توجه للجمهور، بل عليهم هم ان يفكروا بعمق لفهم المغزى وراءها.

الرجال يقدرون ويؤمنون بمصداقية الفن الذي تعبر عنه وجهات نظر المرأة من خلال فنونها، لأنها أكثر قدرة على التعبير عن مشاعرها وتحدياتها.

س م: هل تعتبرين نفسك فنانة نسوية؟
ر م: لا. أنا لا اعتبر نفسي فنانة نسوية. رسوماتي الكاريكاتيرية تقع تحت مسمي حقوق الانسان بشكل عام. أدافع من خلالها عن حقوق الأطفال، واللاجئين، والمسجونين، وأيضا أرسم الكاريكاتير السياسي والاجتماعي، بالإضافة الي الدفاع عن حقوق المرأة وقضاياها.

س م: كيف يختلف الدفاع عن حقوق المرأة باستخدام فن الكاريكاتير عن استخدام وسائل أخرى، مثل الكتابة أوالفن التشكيلي، إلخ.
ر م: يؤدي فن الكاريكاتير دورًا هاما في زيادة وعي المجتمع. إنه أداة فعالة وسريعة للغاية لتوصيل الرسائل إلى الجماهير، إنه يثير الضمائر ويلامس العواطف. يمكن أن تكون رسمة كاريكاتير صغيرة أكثر فعالية في ايصال رسالة معينة مقارنة بمقالة صحفية. رسومات الكاريكاتير يمكنك مشاهدتها بسهولة على مواقع الإنترنت، ووسائل التواصل الاجتماعي وفي الصحف، مقارنة بلوحات معروضة في صالات العرض الفنية. وتقدر الدول والمنظمات والأفراد هذه الأيام دور الرسوم المتحركة، وكيف يمكننا استخدامها في حملات التوعية التي تناقش مختلف الموضوعات.

س م: كيف تستلهمين رسوماتك؟
ر م: الاحداث الجارية، أحاديث الناس، تجارب شخصية، مشاهد مؤثرة، وحتى الحيوانات والطيور والنباتات بإمكانها ان تكون مصدر للإلهام. وأعتقد أيضًا أن ملائكة الالهام تلقي بأفكار رائعة في عقولنا وقلوبنا. العمل الجاد والتفكير بعمق يمكن أن يولد أفكارًا رائعة أيضًا. ويتم اختيار الرسوم الناجحة للمشاركة في المسابقات المختلفة، وتفوز بالجوائز.

س م: هل يمكن أن تخبرينا المزيد عن مسابقات الكاريكاتير الدولية لتمكين الفتيات والنساء؟
ر م: المنظمات الدولية المعنية بقضايا المرأة، كهيئة الأمم المتحدة للمرأة تدعو فناني الكوميكس والكاريكاتير للانضمام إلى المسابقات الدولية المختلفة لتصوير فهمهم لحقوق المرأة وقضايا الجندر وتمكين الفتيات، من خلال رسوم الكاريكاتير.

و قد شاركت كعضو في لجنة التحكيم في عام ٢٠١٧ في مسابقة تعليم المرأة من أجل السلام في سوريا. وكنت أيضاً عضوًا في لجنة التحكيم في مسابقة أيدين دوغان الدولية للرسوم المتحركة في تركيا عام ٢٠١٨.

حصلت رسامة الكاريكاتير رشا مهدى على بكالوريوس الفنون الجميلة في الجرافيك من كلية الفنون الجميلة عام١٩٧٧. وهي عضو في منظمة رسامي الكاريكاتير المصري ونقابة الفنانين التشكيليين المصريين. تعمل رسامة كاريكاتير ومصورة للوحات القصص ومصممة جرافيك ومنشئة حملات دعائية.

زوروا صفحة الفنانة رشا مهدي علي فيس بوك Rasha Mahdi Cartoon House  هنا

إذا أعجبتك هذه المقالة، أشترك في المجلة لتصلك مقالاتنا في بريدك الالكتروني **