تدشين اولي فعاليات مبادرة «عين السمكة الثقافية السينمائية» لدعم قضايا المرأة

الإثنين ٢٢ أبريل ٢٠١٩                  ــ كتبت : اليكساندرا كينياس

56897053_2380328108652576_3027921754354876416_n

عين السمكة هي عدسة تصوير فوتوغرافي، وهي من العدسات التي تعطي أشكالا مختلفة عما تراه العين، حيث تري من خلالها المنظور أكثر اتساعا. وعين السمكة هو كذلك الاسم الذي اختارته المخرجة نيفين شلبي لمبادرتها لدعم قضايا المرأة من خلال السينما والصور الفوتوغرافية، وجاء إختيار الاسم لان المبادرة تعمل علي رؤية المشاكل في مساحات أكبر واعرض في مصر. وتقام أول فعاليات المبادرة «كلنا معاكي» يوم الأربعاء ٢٤ أبريل. «كلنا معاكي» نُظمت بالتعاون ودعم من مشروع التحرير لاونج بمعهد جوتة بوسط البلد. والجدير بالذكر أن المبادرة والفعالية هما مشروع تخرج نيفين شلبي من دبلوم الدراسات العليا للتنمية الثقافية بكلية الآداب.

52974591_10155956156002256_2286944448736657408_n
المخرجة نيفين شلبي 

بالرغم من ان تصنيف سينما المرأة استحدث خلال العشر سنوات الماضية، وانتشر بشكل كبير من خلال مهرجانات عالمية تقام في جميع بقاع العالم تحت هذا التصنيف، الا انه وعلى عكس اعتقاد الكثيرين، فإن مصر هي من أوائل الدول في العالم التي كانت للمرأة فيها دورا بارزا في إثراء صناعة السينما في القرن الماضي.

وتعريف سينما المرأة هو ليس فقط الأفلام التي تناقش قضاياها، ولكنها أيضا الأفلام التي تقوم على صناعتها المرأة؛ أي الأفلام التي تخرجها المرأة. ولان المخرج/ة هو صاحب/ة الرؤية الشاملة للعمل، وبالرغم من أن هناك أفلام عديدة ناجحة عن قضايا المرأة من إخراج رجال، الا أن أهمية دور المرأة كصانعة أفلام يأتي من خلال رؤيتها للقضايا الخاصة بها، وعرضها من منظور ووجه نظر تختلف عن وجهه نظر صناع الأفلام من الرجال. الى جانب ذلك، فان شركات الانتاج لا تهتم كثيرا بقضايا المرأة الا من خلال عرض أفلام يكون ابطالها من الرجال، وعادة ما تلعب المرأة فيها أدوار بطولة ثانية او أدوار ثانوية.

وتأتي على رأس قضايا المرأة التي تدعمها مبادرة «عين السمكة الثقافية السينمائية» قضية العنف بكل أشكاله من تحرش واغتصاب وزواج مبكر وختان، بالإضافة إلى العنف الأسري تجاه الفتيات أو الزوجات، والاستيلاء على الإرث، كما تهتم المبادرة أيضا بشكل عام بقضايا التمييز العنصري ضد المرأة في العمل أو القوانين. كما تسعي المبادرة مستقبلا بنشر وتعليم صناعة أفلامًا وثائقية لدعم قضايا المرأة في كامل أنحاء الجمهورية من خلال ورش في التخصصات السينمائية المختلفة من إخراج وكتابة ومونتاج، لتدريب الشباب في المحافظات، وايضا عمل عروض لتلك الافلام وحلقات نقاشية حول قضايا المرأة وطرح الحلول لها. كذلك تخطط المبادرة الي إقامة مهرجانا سينمائيا للأفلام التي تناقش قضايا المرأة.
57232206_1003131459884584_6727725274550501376_nوبالنظر الي الإنتاج السينمائي الحديث، نجد أن الأفلام التي تؤدي المرأة فيها أدوار البطولة الاول اصبحت تعد على الأصابع، ولو قارنا هذا بالإنتاج السينمائي في عصر السينما المصرية الذهبي، سنجد ان في فترة الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي كانت أبرز شركات الانتاج السينمائي تمتلكها سيدات، وكان انتاجهن السينمائي وفي، من أشهرهن آسيا داغر وعزيزة امير وماري كوينى وبهيجة حافظ، وكذلك تواجدت العديد من المخرجات السيدات في الساحة الفنية مثل عزيزة امير وبهيجة حافظ وفاطمة رشدي وغيرهن. الي جانب هؤلاء، كان هناك العديد من شركات إنتاج الأفلام الصغيرة الحجم والأفلام المنفردة التي قامت بإنتاجها واخراجها سيدات، لذا فإن هذه الفترة عن حق كانت فترة ازدهار سينما المرأة في مصر، والتي تم خلالها انتاج العديد من الأفلام التي قامت بأدوار البطولة الاولى فيها سيدات، على عكس ما نراه اليوم في الأفلام المصرية.

وكانت صناعة السينما، وبالأخص سينما المرأة من أكبر ضحايا التغيرات الاجتماعية والثقافية التي أصابت المجتمع المصري في العقود الأخيرة، والتي أدت الي تدهور صناعة السينما بشكل عام، وركود في سينما المرأة، وتدهور أدوار وقضايا المرأة المطروحة في هذه الأفلام بشكل خاص. ولكن على الرغم من كل التحديات، فقد شاهد سوق صناعة السينما مؤخرا صحوة في سينما المرأة، وذلك بفضل جهود المرأة المصرية العاملة في هذا المجال. هذه الصحوة جاءت نتيجة تغافل صناع الأفلام، وفشلهم، في تمثيل النساء بشكل صحيح على مدي عدة عقود. ونتيجة أيضا الي النقص في تمثيل النساء وراء كواليس صناعة الأفلام أيضًا، أخذت العاملات في هذا المجال على عاتقهن العمل على تغيير الأمر الواقع، وأصبحنا نري محاولات جادة من مخرجات وكاتبات سيناريو ومنظمات مهرجانات للنهوض بسينما المرأة.

وقد برز اسم نيفين شلبي بين هؤلاء المخرجات الشابات.  قامت نيفين شلبي بإخراج العديد من الأفلام الوثائقية والأفلام القصيرة والتي حصلت عنها على عدة جوائز في المهرجانات الدولية والمحلية التي شاركت فيها.وسوف يعرض فيلمها الوثائقي «نقطة من أول السطر» في فعالية «كلنا معاكي» والتي تنظم تحت مظلة مبادرة «عين السمكة الثقافية السينمائية». «نقطة من أول السطر» من انتاج مؤسسة حياة للتنمية والدمج المجتمعي بدعم من مؤسسة دروسس، ويحكي عن تجارب لسيدات خرجن من المؤسسات العقابية وتمت إعادة تأهيلهن اجتماعيًا ونفسيًا حتى يندمجن مرة أخرى مع المجتمع وتوفير فرص عمل لهن.

58372736_2614616375218345_1487264311800758272_nفعالية «كلنا معاكي» تبدأ أولا بمعرض فوتوغرافي لنساء اثناء عملهم؛ نساء من كل المستويات الاجتماعية الطبيبة والسائقة ومديرة البنك وصانعة الخبر وغيرها من المهن، ويأتي بعد ذلك عرض الفيلم الوثائقي «نقطة من أول السطر». ويلي عرض الفيلم ندوة بعنوان «الصورة النمطية للمرأة العاملة المعيلة في السينما والدراما» ويديرها الناقد السينمائي محمد عاطف وهو من أبرز نقاد ومبرجي المهرجانات السينمائية في المنطقة العربية؛ ويشارك في الندوة ايضا الكاتب والسيناريست وليد خيري عضو المجلس القومي للمرأة والدكتورة نيرمين البحطيطي رئيس مؤسسة حياة للتنمية والدمج المجتمعي، بالإضافة الي نيفين شلبي مخرجة الفيلم وصاحبه المبادرة

‎تخرجت نيفين شلبي من كلية الآداب جامعة القاهرة ثم التحقت بأكاديمية فنون وتكنولوجيا السينما (رأفت الميهي) وعملت معيدة بقسم المونتاج بالأكاديمية وايضا بتدريس ورش للأفلام الوثائقية – وعضو عامل بنقابة المهن السينمائية شعبة الاخراج السينمائي

عملت بالكثير من المؤسسات الدولية والقنوات في اخراج الافلام الوثائقية مثل منظمة العفو الدولية بلندن وبهولندا، التلفزيون الهولندي، قناة العربية، قناة الجزيرة الاخبارية والوثائقية، الصندوق الاجتماعي للتنمية، هيئة الامم المتحدة للمرآة ثم هيئة الامم المتحدة للتنمية، رابطة المرأة العربية

قامت نيفين شلبي بإخراج العديد من الأفلام الوثائقية والأفلام القصيرة والتي حصلت عنها على عدة جوائز في المهرجانات الدولية والمحلية التي شاركت فيها أبرزها في المانيا واسبانيا وفرنسا وايطاليا والهند وإيران، كما تم اختيارها كعضو لجنة تحكيم في مهرجانات دولية ومحلية، منها المهرجان القومي للسينما ومهرجانات دولية في الهند والعراق وتونس.

للمزيد عن مبادرة عين السمكة زوروا صفحة المبادة علي فيس بوك هنا 


**إذا أعجبتك هذه المقالة، أشترك في المجلة لتصلك مقالاتنا في بريدك الالكتروني

 

أضف تعليق