فتاتان تطلقان حملة Be Yourself لحث السيدات علي تقدير جمالهن الطبيعي

الأربعاء ٢٦ يونيو ٢٠١٩                  كتبت ــ ساندرا مجدي

 جمالي لا يكفي – في زمن ما قبل عمليات التجميل كان كل جمال متفرد
Cover Photo-R2
تصميم جرافيك ساندرا استيفان

مثل الكثير من الفتيات، اريد أن أعيش في الزمن الماضي عندما كانت الاناقة والذوق العام والشوارع النظيفة هي مشهد الحياة اليومية، ولكن ليس هذا هو فقط السبب الذي بسببه ارغب العودة بالزمن الي الوراء، ولكن أيضا لان في هذه الحقبة كانت مقاييس الجمال ببساطة هي تمييُز كل فرد بما وهبه الله من جمال طبيعي.

وبينما كنت اطالع صفحتي على فيس بوك، وجدت صورا لفنانات العصر الذهبي للسينما، سعاد حسني ونادية لطفي وأخريات، كم تعجبت لاختلاف طلاتهن عن بعضهن البعض. كل منهن كان لها شكلها المميز، أجسامهن مختلفة، ستايل كل منهن مختلف، لون بشرتهن مختلفة، لون شعرهن مختلف، وحتى شكل حواجبهن كان مختلفا. صورهن لا تشعرك بأنهن نسخة مكررة من بعضهن كحال فنانات هذه الأيام. “وهذا يجعلني أتساءل، “لماذا أعيش في عصر عمليات التجميل، واطارد سراب الجمال المثالي وأحاول أن أكون شخص أخر غيري؟

03
تصميم جرافيك ساندرا استيفان

بالفرجة على قنواتنا التليفزيونية المحلية ومشاهدة المسلسلات المختلفة التي تعرض هذه الأيام، أري وجوها متشابهة؛ ملامح هذه الممثلة تشبه ملامح تلك الأخرى، وتلك المطربة وتلك. عندما ظهرت فنانة مشهورة صغيرة السن علي شاشة التليفزيون سألتني والدتي، “مين دي؟ مال وشها؟” وكنت في حيرة أنا أيضا، فقد كانت تشبه العديد من الفنانات الأخريات. كلهن لهن نفس شكل الحواجب، ونفس الانف الصغير ونفس شكل الجسم وحتي نفس الشفاه.

ولقد أصبح من الصعب لي التنافس مع مقاييس الجمال هذه التي أراها علي السوشيال ميديا وعلي شاشات التليفزيون. الفتيات التي اراهم كلهن فائقات الجمال، خاليات من العيوب. بشرتهن رائعة، أجسامهم رائعة، شعرهن رائع، وملابسهن مختارة بعناية لتناسب كل ذلك. وقد قادني ذلك الي اني أصبحت أكره نفسي يوما بعد يوم، لم اعد اتقبل شكلي، وجمالي لم يعد كافيا، ومهما حاولت ان أجُمل من نفسي ومهما صرفت من أموال للحصول علي هذا “الشكل الرائع”. لم يعد شيء يكفي.

02
تصميم جرافيك ساندرا استيفان

لم يسعني إلا أن أتساءل عما إذا كان الجمال المثالي موجودًا بالفعل. انظروا إلى شادية وشويكار، هن لم يكنا نحيفتات، وكذلك مارلين مونرو؛ فاتن حمامة كان شعرها قصيرا، ولم تستخدم وصلات شعر، حواجب سعاد حسني لم تكن مثالية، ولكنهن ببساطة كن نساء ذات جمال طبيعي. وهذا ما أريده لنفسي: أن أكون انسانة طبيعية، حقيقة، بها عيوب كسائر البشر ولست دمية مثالية.

هل تعرفون، اذا ما اتيحت لي فرصة لتتحقق لي أمنية ما، فانا اتمني أن أتقبل نفسي و شكلي كما انا، بدون ان أغير شيء من نفسي. انا لست ضد مستحضرات التجميل او استخدام مستحضرات العناية بالبشرة، اولا احلم بشعر صحي وبشرة نقية وجسم مثالي، ولكنه أصبح يضايقني جدا ان يترجم كل هذا الي كره للنفس بسبب معايير الجمال المزيفة التي أصبحت تحيط بنا من كل جانب.

01-1
تصميم جرافيك ساندرا استيفان

أتمني ان تدرك كل فتاة كم هي جميلة وكم ملامحها مميزة. وآمل أن نتمكن في يوم من الأيام من أن نتقبل شكلنا كما هو، ونتقبل ان اجسامنا مختلفة، وان نقدر جمالنا ونحبه ونحتويه ونسعد به حقا. وعندما نصل الي هذه المرحلة من السعادة، سننظر الي المرآة وسنري فقط حينها كم نحن جميلات بحق…

يا بنات، دعونا نقدم المجاملات لبعضنا البعض، كل يوم، جاملي صديقتك وابعثي لها برسالة لتعرفيها كم كانت جميلة بالأمس. دعونا ندعم بعضنا البعض، ونبني ثقتنا مرة أخرى ونتأكد من أننا نعرف قيمة جمالنا، لأنه في عالم ما قبل الجراحة التجميلية، كان كل جمال فريدا ومميزا. وقد حان الوقت لنستعيد هذا التفرد والتميز في ثقافتنا وقناعتنا بجمالنا.

فكرة حملة Be Yourself ساندرا مجدي
تصميم الجرافيك ساندرا مجدي

إذا أعجبتك هذه المقالة، أشترك في المجلة لتصلك مقالاتنا في بريدك الالكتروني **

أضف تعليق