حوار مع المحامية هبة عادل مؤسسة مبادرة المحاميات المصريات

الثلاثاء ١٠ ديسمبر، ٢٠١٩             ــ كتبت رضوي حسني

78993242_436258143949837_8409942940805234688_nبرز دور المحامية هبة عادل الاجتماعي كثيراً في الفترة الأخيرة لما تقدمه من نشاط حقوقي مَعني بتمكين المحاميات خاصةً، وتوعية المرأة عامةً في مجال القانون، وذلك من خلال مبادرة المحاميات المصريات والتي أسستها في عام 2004 .

تخرجت هبة عادل من كلية الحقوق بجامعة عين شمس في عام 2001، وحرصت منذ تخرجها على تعزيز دورها كمحامية مصرية في ظل مجتمع ذكوري لا يؤمن بكفاءة المرأة، وكان ذلك من خلال تكوينها لشبكة من العلاقات الجيدة، وتولي عدد من القضايا الكبيرة التي برهنت من خلالها على قدرتها كمحامية ناجحة. وهي تهدف من خلال مبادرتها إلى تمكين المحاميات المصريات، وإبراز أدوارهن داخل الهيئات القضائية ونقابة المحامين  بالاخص محاولة بذلك إستعادة وضعهن المهني بعد ما أصابه من تدهور نتيجة لتخلي الكثير منهن عن مهنتهن في المحاماة في سبيل الوصول لأغراض أخرى كالزواج او الالتحاق بوظيفة ثابتة ، وأيضاً لافتقاد البعض منهن الى الثقة في أنفسهن أمام مجتمع يقدم الثقة العمياء إلى المحامي الرجل مقارنةً بالمرأة المحامية ويضعها فى شريحة الرواتب الاقل والاعمال ذات الطابع الادارى وليس القانونى ، كما ساعدت المبادرة  في تعديل بعض النصوص القانونية المتعلقة بالمرأة المصرية كتعديل نصوص قانون الطفل وتجريم ختان الإناث وتجريم التحرش ومقترحات لتعديل قوانين الاسرة والاعاقة وغيرها من القوانين الاخرى.

وفي حوارنا معها حرصنا على التطرق إلى عدد من النقاط الهامة للتعرف عن قرب عن المحامية هبة عادل، وما تقوم به من أنشطة حقوقية واجتماعية في الفترة الراهنة.

س م: كيف ساعدت نشأتك في تشكيل ما أنتٍ عليه اليوم من وعي؟

هـ ع: ولدت لاسرة مصرية متوسطة الحال ولكنها تؤمن باهمية التعليم كسلاح للفتاة مثل الولد، وكابنة كبرى تحملت المسئولية مبكرا واحببت المحاماة من رغبة والدى فى الحاق شقيقه الاصغر بها، الا انه لم يلبى تلك الرغبة فكانت اولى محطات التحدى التى اخوضها كفتاة تنجح بمجموع جيد وتدخل الحقوق عن اختيار، ولكسر حاجز النمطية بذهن ابى واننى من استطيع تلبية رغبته فى ان يكون بعائلتنا افوكاتو، وفتاة لاول مرة.

س م: متى تولد داخلك الوعي والإيمان بقضية المحامية والمرأة المصرية؟ وهل كان هناك سبب أو موقف حياتي أثر في أفكارك لتتمردي بسببه على الواقع الذي تعيشه كل محامية مصرية؟

هـ ع: الحقيقة كثير جدا من الافكار والمواقف؛ اولها صعوبة اقناع الاسر والمجتمع بالعمل كمحامية وهذا الحديث يرجع الى ما يقارب عشرون عاما فترة عملى كمحامية فالوضع الان يختلف وفخورة بذلك.

كذلك لمست التمييز الواضح فى المهام الموكولة للمحاميات، عن المهام الموكولة لنظرائهم من المحامين، وكذلك التمييز فى الرواتب، فلا تزال رواتب المحاميات اقل بكثير عن المحامين، واحتكار القضاء الجنائى من قبل المحامين ايضا وخلو مقاعد مجلس النقابة العامة منذ 1992 من المحاميات نهائيا، بل وتولى احد الزملاء شئون لجنة المحاميات بالمجلس، والتميز الواضح فى الخدمات النقابية بين المحامين والمحاميات، وفى الترشيحات للتمثيل بالهيئات ولجان الاستماع، وتمثيل المحاماة محليا ودوليا.

كل ذلك كان يدور فى ذهنى فى ان واحد ماذا يمكن ان افعل لتحريك المياه الراكدة وتشجيع المحاميات على الخطو للامام من مبادرة مجموعة شكلتها فى 2004 اسميتها المحاميات المصريات وخطوات نحو الامام للتفكير سويا ودمج المحاميات بالعمل النقابى والحياة العامة بصفة عامة.

س م: كيف استقبلت زميلاتك فكرة المبادرة؟ ومن كان أول المشجعات والمنضمات لكِ منهن؟

هـ ع: اول المشجعات والمنضمات رفيقة العمل والمبادرة هي زميلتي ساميه نجم وهي تكبرنى عمرا، ولكن وثقت بى وامنت بقيادتى للامر وشجعتنى فبدأنا معآ رحلة تأسيس المبادرة رسميا كأول كيان معنى بالمحاميات وبناء قدراتهن وثقتهن بنفسهن من خلال ادوات كثيرة؛ الانشطة والتدريبات النقابية والمهنية ومسابقات المرافعات والمسرح التفاعلى لعرض مشاكل المحاميات.

وفى البداية التفت حولنا المحاميات التى تعرفنا بشكل مباشر وتثق بنا وكذلك القيادات النقابية التى تؤمن بمشاركة حقيقة وجادة للمحاميات على نحو من الكفاءة والمهنية، فكان نواة المبادرة بمجموعة المؤسسات 25 محامية، وكذلك مجلس استشارى ترأسه أمين عام النقابة الأستاذ الراحل خالد ابو كريشة، الذى دعم الفكرة لايمانه بحق المحاميات فى المشاركة النقابية والمهنية.

78609576_1021691628183221_7251785162394959872_nس م: كيف يمكن لمبادرة المحاميات المصريات أن تمكن المرأة في القانون؟ وعلى أرض الواقع؟

هـ ع: نعمل على تنقية القوانين من التمييز باقتراح نصوص بديلة، وتوعية النساء بحقوقهن، و تمثيل النساء بجلسات الاستماع التداخل مع المجلس القومى للمراة، بقيادته الشابة واعضائه الواعيين بالمطالبة بحقوق النساء وبتعديل القوانين غير المنصفة لهن – نرفع الدعاوى مجانا لغير القادرات ونتلقى شهريا ما يقارب المائتى استشارة قانونية عبر صفحة الفيسبوك، ونقبل الاحالة لدعاوى او شكاوى من منظمات اخرى ونقعد الملتقيات والمنتديات القانونية والثقافية للنساء ونستخدم المسرح التفاعلى والرسم والترافع كادوات لتمكين النساء من المطالبة بحقوقهن والتعبير عن مشاكلهن وطلباتهن وايصال اصواتهن لصناع القرار.

س م: كيف يمكن لمبادرة المحاميات المصريات أن تقدم الدعم والتمكين للمرأة عموماً في الأقاليم؟

هـ ع: نعمل فى اكثر من 18 محافظة من خلال المحاميات الآتى تلقين التدريبات وشاركن بالبرامج المختلفة بالمحافظات، وقبلن ان يقدمن الدعم القانونى المباشر للنساء كممثلات للمبادرة بالمحافظات، كما تمتد اغلب انشطتنا وبرامجنا بالمحافظات وبالاخص دعم المرشحات للمحليات والبرلمان والدعم القانونى وتمكين الشابات من المواقع القيادية.

س م: ما هو رد الفعل الذي تتلقاه المبادرة من المحامين الرجال حتى الآن؟ وهل يقتصر أعضاؤها على السيدات فقط؟

هـ ع: فى البداية كنا نساء فقط، ولا ننكر فضل من ساعدنا طبعا استاذنا خالد ابو كريشة، وكان ذلك بالمجلس الاستشاري، ولكن العضوات محاميات فقط، ولكن بعد ذلك عملنا على اشراك المحامين واستهدافهم بالاخص فى حملة المحاميات صانعات القرار وبعدها تم ادماجهم بهيكل العضوية المنضمة.

تباينت ردورد الافعال ما بين رافض ومستنكر للكوتة النسائية بنقابة المحامين وناقد للمحاميات ومستويات الكفاءة والالمام بالقضايا النقابية وبين مشجع ومرحب وداعم للفكرة ولتمثيل المحاميات

DbiO9M7XkAAmd3yس م: كم عدد أعضاء المبادرة في الوقت الراهن؟ وما هي المعايير المتبعة في اختيار الأعضاء؟

هـ ع: تجاوزنا 250 عضو وعضوة من محافظات مختلفة، والمعايير تتمثل فى استمارة تحتوى بعد الاسئلة والبيانات والتاكد من ان العضو مؤمن بحق النساء فى تولى المواقع القيادية والحصول على ذات الفرص والامكانيات الممنوحة للرجال، وكذلك الرغبة فى العمل فى انفاذ اهداف الالفية وبالاخص الهدف الخامس المساواة الجندرية والايمان بحق النساء فى الحرية والعدالة والاستقلال والحماية القانونية غير المشروطة.

س م: هل تسمح المبادرة بانضام الناشطات من غير المحاميات، وعقد الشراكات مع مبادرات حقوقية نسوية أخرى، خاصةً وأن الهدف واحد وهو تمكين المرأة؟

هـ ع: نعم لدينا أكثر من 35 بوتوكول تعاون مع جمعيات ومؤسسات ومبادرات وحركات اخرى ولدينا ناشطات من مجالات مختلفة، اعلام وطب نفسى واجتماعى وحزبيات ومستقلات وحركات فنية واجتماعية وطالبات وطلاب.

س م: هل هناك تعاون مباشر بين مبادرة المحاميات المصريات والمجلس القومي للمرأة، وكيف؟

هـ ع: نعم المبادرة عضو بمنتدى المنظمات الغير حكومية التابع للمجلس، وتمارس وتنظم انشطة مشتركة من خلال المنظمات والجمعيات اعضائه كمنصه للعمل الاهلى وتنسيق الجهود المشتركة للمجتمع المدنى وتبادل الخبرات. كما كان للمبادرة مع المجلس القومى بعض الانشطة المشتركة وبرتوكول تعاون، وبعض عضوات المبادرة يقدمن دعم قانونى من خلال خدمات مكتب الشكاوى التابع للمجلس القومى للمراة

س م: ما هي الأهداف القريبة والبعيدة للمحاميات المصريات فيما يخص شأن المحامية وكذلك المرأة المصرية؟

هـ ع: الاهداف البعيدة، محامية ذات شأن نقابى ومهنى وتتولى اعلى المواقع القضائية والنقابية وتتعلى كل المنصات والوظائف القضائية والقانونية بلا تمييز.

الاهداف القريبة، محاميات يمثلن قضايا المحاميات بمجالس النقابات الفرعية والنقابة العامة واللجان النقابية، واعيات بالمشاكل وقادرات على اثارة تلك القضايا وطرح حلول منطقية قابلة للتنفيذ فى مشاركات نقابية واعية ومنتديات قانونية يساهمن فيها بفاعلية وكفاءة ولهن اتصال مع صناع القرار وبالاخص من عضوات البرلمان والوزيرات لدعم المطالب العادلة للنساء.

79099808_1028604297476905_3020995745927921664_nس م: كيف يمكن تغيير نظرة المجتمع السلبية عن المحامية خصوصاً، والمرأة العاملة عموماً، خاصةً وأن البعض لا زال يرى مخاطرة في التعامل المهني مع السيدات حتى بعد أن أثبتن نجاحاتهن في مختلف المجالات؟

هـ ع: من خلال بناء ثقة المحاميات أولا، ثم الفرص المتساوية لهن مثل الرجال مع تبنى برامج قومية تراجع المناهج وتنقحها من الافكار الرجعية التى لا تدعم عمل ومشاركة المراة بكل مناحى الحياة، وتبنى الاعلام الوطنى صور محفزة لدعم النساء وتسليط الضوء على القيادات النسائية ونجاحاتهم وفتح قنوات الحوار المشترك على اساس من الكفاءة والتفهم لوضع المراة بالمجتمع وطرح معالجات واعية وتنفيذها بشفافية وحيادية.

س م: كيف ساعدت المبادرة في تعديل بعض النصوص القانونية؟ وما هي القوانين الموضوعة في خطة التعديل في الفترة القادمة لدى المحاميات المصريات؟

هـ ع: ساعدت من خلال عمل حوار مجتمعى وتبنى اقتراحات ومطالب النساء وترجمتها فى شكل نصوص قانونية مقترحة منها اقتراحات تعديل الدستور المصرى، وتعديلات نصوص التحرش بقانون العقوبات، والختان كجريمة، وقانون ذوي الاحتياجات الخاصة، والعمل الاهلى والمحاماة وغيرها من القوانين، وكذلك والتواصل مع اعضاء البرلمان وارسال المقترحات لهم والمشاركة بلجان الاستماع المجتمعى ونشر الوعى بالبيانات الصحفية والبرامج المرئية والمسموعة.

على راس الالولويات حاليا قانون عادل للاسرة المصرية – قانون المحاماة وكوتة التمثيل للمحاميات

س م: غالباً ما تجهل المرأة المصرية حقوقها في القانون المصري، ولا تستطيع التعامل من خلاله، هل هي خطة مبادرة المحاميات المصريات لرفع الوعي القانوني للمرأة المصرية؟

هـ ع: من خلال تقديم الاستشارات القانونية المباشرة ولقاءات التوعية القانونية المباشرة ورسائل الوعى القانونى بصفحات المبادرة بمواقع التواصل الاجتماعى

78682442_2617429898371452_4820068691938902016_nس م: متى ستُعقد انتخابات نقابة المحامين، وما الدور الذي ستلعبه المبادرة في فترة الانتخابات النقابية تجاه المحامية المصرية؟

هـ ع: الانتخابات عقب ستة اشهر وهى المهله القانونية للمجلس الحالى الذى تنتهى مدته الحالية هذا الشهر وبالفعل نستعد لحملة كبيرة تحت اسم (انتخبوا المحاميات) وبدأنا فيها من خلال ورشة عمل  كمعسكر لتدريب فريق من المدربين على مدار ثلاثة ايام كاملة بمحافظة بورسعيد سيقوموا خلال الست اشهر بتدريب المحاميات الراغبات فى الترشح لمجلس النقابة ببرامج متخصصة فى ادارة الحملات الانتخابية واهم القضايا النقابية على الساحة والية الانتخابات ونظامى الانتخاب الجديد بالقانون الحالي.

س م: وكيف تستعد المبادرة لخوض هذه المرحلة سواء كان من تحضيرات أو عقد ورش تأهيلية؟

هـ ع: من المتوقع تنفيذ الورش بست محافظات مختلفة على امل ان تنجح بعض المحاميات فى الوصول لبعض المقاعد سواء بالنقابة العامة او النقابات الفرعية او اللجان النقابية

س م: ما النسبة التي تهدف لها المبادرة في حصول المحاميات على عضوية النقابة؟

هـ ع: لا يمكننى الحديث عن نسبة معينة، لازال الامر فى بدايته بالنسبة للمحاميات واى نسبة هى مكسب حقيقى وفتح الباب لمحاميات اخريات.

س م: ما هي طموحاتك الخاصة في الفترة القادمة كمحامية مصرية؟

هـ ع: ان تعود المحاماة لسابق مجدها وان تحظى المحاميات بشأن كريم وكبير على المستوى المهنى والنقابى والسياسى أيضا.

س م: وأخيراً، ما هي الكلمة التي دائماً ما تودين توجيهها إلى المحامية والمرأة المصرية؟

هـ ع: خدعوكى فقالوا النساء لا تدعم النساء فاعلمى انها اكذوبة والنساء هى اكبر داعم للنساء، اذا ما آمن بذلك وسعين لتحقيقه، فالرجال اشد غلظه وعنفا فى التنافس ولكن لم نسمع عنهم تلك المقولة، اذن لابد من وقفة ولننظر لكل امراة ناجحة لنجد ان اغلب فريق عملها من النساء الاخريات فلنؤمن بذلك وندعم بعضنا البعض ليكون النصر حليفنا باذن الله.

فالمصريات حكمن وتقلدن ارفع المناصب واعلاها شأنا منذ فجر التاريخ فلنا فى اسلافنا قدوة ومثال حسن.

إذا أعجبتك هذه المقالة، أشترك في المجلة لتصلك مقالاتنا في بريدك الالكتروني **

أضف تعليق