“أتمني أن تغير كلمات أغنياتي نظرة الناس للحياة الي الأفضل” : لقاء حصري مع نسمة الشاذلي

الثلاثاء ٢ يونيو ٢٠٢٠                        أجرت اللقاء : دينا المهدي

97776468_10163365528810237_8598911520325238784_nاكتشفت نسمة الشاذلي شغفها بالكتابة عندما كانت لا تزال طالبة جامعية، فإلى جانب كونها كاتبة تؤمن بالمحتوى الصادق والحقيقي، كان لديها شغف للفن والموسيقى. كتبت لبعض المجلات المرموقة والمطبوعة والمتاحة عبر الإنترنت في مصر إلى أن بدأت مشوارها المهني في تأليف الأغاني.

فقد اكتشفت نسمة موهبة تأليف الأغاني عن طريق الصدفة، إلى أن اكتسبت شهرة في هذا مجال بعد إصدار أول أغنية من تأليفها بعنوان “سهلة وبسيطة” وهي أغنية مبهجة وإيجابية تدعو إلى الامتنان والسعادة تمت بالتعاون مع المايسترو هشام خرما ومجموعة من المطربين الموهوبين مثل هاني عادل ونسمه هركي. وعقب ذلك، كتبت أغنية أخرى حققت نجاحًا ساحقًا لمؤسسة أهل مصر بعنوان “شوف بقلبك”، بالتعاون مع هشام خرما مرة أخرى، وغنتها بشرى وهاني الدقاق ونسمه هركي وزجزاج. ثم أطلقت أغنية في السكة دي” وهي الأغنية الرئيسية لبرنامج الدكتور عمرو خالد على الإنترنت يحمل نفس العنوان.

وألفت آخر أغنية بعنوان “شمس يوم جديد”، وهي الأغنية الرسمية لفيلم قصير أنتجته هيئة الأمم المتحدة للمرأة “مريم والشمس” بهدف رفع الوعي بشأن أهمية تعليم الفتيات في مصر. يتمثل هدف نسمة الرئيسي في كتابة كلمات أغاني بسيطة وهادفة، والكتابة الأغاني لقضايا إنسانية والمساعدة في إلقاء الضوء على الموضوعات الهامة للمجتمع.

تعمل نسمة أيضًا كمنتج تنفيذي لعروض هشام خرما الحية، وهي وظيفة تقدرها وتتحمس لها جدًا، كما تساعدها على تطوير مهاراته الفنية والموسيقية، وتنمية المهارات اللازمة لأداء المهام المتعددة، ومواصلة مشاركتها في مجال الموسيقى الذي تحبه، والمواظبة على كتابة الأغاني بالتوازي. وتعد ستاردست هي أحدث إنجازاتها؛ وهي وكالة للعلاقات عامة تسعى إلى تمثيل الشخصيات المؤثرة التي تقدم محتوى موثوق به، وتشجيع الأفراد والشركات الناجحة التي لها تأثير ملحوظ واستثنائي على المجتمع.

97776468_10163365528810237_8598911520325238784_nكل كلمة تكتبها في أغانيك وراءها قصة؛ هل يمكن أن تحدثينا عن قصتك؟ وكيف بدأتِ مشوارك المهني في مجال كتابة الأغاني؟

إنها بسيطة. كتابة الأغاني هي لغة تعبر عن احساسي مشاعري. أنا ممتنة لأنني الله أعطاني موهبة  للتعبير عن نفسي بالكتابة وأن أكون جزءًا من صناعة الأغاني. وصلت إلى ما حققته الآن لأنني شغوفة بكل شيء أحبه وأنا أحب حقًا ما أقوم به. كان هذا دائمًا دافعي للتطور والتقدم. قصتي بسيطة، عندما يشاء الله أن الوقت قد حان، فلن يوقفك شيء.

 

ستاردست هي آخر إنجازاتك.. أخبرينا عن بداية مشوارك المهني حتى تأسيس وكالة ستاردست؟

منذ تخرجي، عملت في العديد من المجالات الاستثمار العقاري والتسويق، وكذلك إدارة الأعمال الخاصة بالعائلة، لم أحقق طموحي أبدًا. وفقط منذ أربعة سنوات مضت أتيحت لي الفرصة للعمل في المجال الذي أحبه وحصلت على فرصة عادلة لإثبات نفسي، بدأ كل شيء يتطور من هناك، من الكتابة إلى العمل في صناعة الموسيقى حتى دخلت مجال العلاقات العامة. أردت أن أفعل شيئًا يمثل حقًا ما أؤمن به، القيم وأخلاقيات العمل، هدفي هو مساعدة الآخرين ولكن بطريقة احترافية ومؤثرة. ومن هنا بدأت أن أحلم بوكالة Stardust الذي لاحقًا أصبح واقعًا.

متى اكتشفتِ موهبتك في تأليف الأغاني؟ كيف استطعتِ أن تطوري من موهبتك لتكتبي بشكل احترافي؟

اعتدت على كتابة الأغاني باللغة الإنجليزية منذ أن كنت مراهقًة لأن الموسيقى كانت دائمًا شغفي الأكبر، ولكن لم يخطر ببالي أبدًا أن هذه الهواية التي أوثقها في مذكراتي ستتطور وستصبح حقيقةً ذات يوم. ما طور كتابة الأغاني هو الموسيقى التي أستمع إليها في الغالب، وليس الدورات والقراءة. أنا مكتبة موسيقية تمشي على الأرض منذ أن كنت طفلة كنت أحفظ آلاف الأغاني وكلماتها هي التي أعطتني المعرفة التي أحتاجها حول كيفية كتابة أغنية جيدة وكتابة كلمات معبرة ومتوازنة. تطورت موهبتي الخام عندما حصلت على الفرص المناسبة لحسن استخدامها. لقد قمت ببعض القراءة لمعرفة المزيد عن عملية كتابة الأغاني ولكن هذا ليس السبب الرئيسي الذي أدى إلى تطوير كتاباتي، فقد ساعدني حبي للموسيقى على تحقيق ذلك.

من كان سببًا من الأسباب التي دفعتك للكتابة؟ ومن الكُتاب الذين تأثرت بهم في مسيرتك؟

شريكي الملحن الموسيقي العظيم هشام خرما، فقد رأى شيئًا بداخلي منذ وقت طويل قبل أي شخص آخر وقد خاطر وطلب مني أن أكتب أول إصدار لأغنيته “سهلة وبسيطة”. لقد كان تحديًا كبيرًا ومسؤولية كبيرة وبإرادة الله نجحت في التغلب عليه وحققت الأغنية نجاحا ساحقًا. ومن هنا بدأ مشواري في كتابة الأغاني. هناك كاتب أغاني يلهمني حقًا اسمه رايان تيدر، وهو أيضًا المغني الرئيسي في الفرقة الشهيرة One Republic. فقد كتب أغاني رائعة لأشهر الفنانين، وواحدة من أغنياتي المفضلة هي الأغنية الشهيرة Halo للمغنية الأمريكية Beyonce.

ما الموضوعات التي تستوحين منها كتاباتك؟

يأتي الإلهام دائمًا من تجاربي الشخصية، شيئًا ما يمس روحي؛ وهذا هو دائمًا مصدر الإلهام وراء أي أغنية أكتبها.

كيف استطعتِ أن تستمري في كتابة الأغاني أثناء ممارستك وظيفتك كمؤسِّسة وكالة ستاردست للعلاقات العامة؟ وكيف أثرت مهنتك على مسيرتك في مجال الكتابة؟

التوازن ليس سهلاً على الإطلاق، فإدارة مؤسسة تعتبر وظيفة تحتاج شخص يسير بخطى سريعة ويرافقها ضغط أثناء فترات الإنجازات والتحديات، لذلك أحاول أن أفصل تمامًا عندما أحتاج إلى الكتابة. أكتب في الغالب في الليل بعد أن يكون الجميع نائمًا، وهذا هو أكثر وقت أركز فيه. لا يمكنني العمل على أغنية جديدة خلال ساعات العمل في Stardust.

01البعض يعتقد أن سن الثلاثين بداية متأخرة لتحقيق الأحلام. من واقع تجربتك، ما الرسالة التي تودين أن ترسليها لكل امرأة في هذا السن لديها حلم ولكن تخشى أن تسعى وراءه خوفًا من الفشل؟

بدأت أعيش حلمي عندما كان عمري 30 عامًا ، وقد كانت رحلة رائعة حتى الآن ، أود أن أخبر جميع النساء في الثلاثينات من العمر أنه لم يفت الأوان أبدًا لتحقيق أحلامك والبدء في السعي إلبها، عليك فقط التحلي بثلاثة صفات تبدأ بحرف P: العشق passion والصبر patience والمثابرة perseverance . حتى إذا تحقق حلمك في الأربعينيات أو الخمسينيات ، فلا يوجد سن محدد لتحقيق أحلامك وعمل ما تحب.

ككاتبة متخصصة في كتابة أغانٍ مؤثرة وتدعم قضايا إنسانية ومجتمعية، ما التحديات التي تواجهكِ في هذا المجال؟

يكمن التحدي في تحمل المسؤولية؛ لأن التحدث بالنيابة عن الأشخاص الأقل حظًا والذين يعانون من ظروف قاسية يمثل تحديًا كبيرًا. لأنني دائمًا حريصة جدًا على توصيل الرسالة الصحيحة باستخدام الكلمات الصحيحة التي تخدم القضية وتترك أثرًا كبيرًا، وهذا في حد ذاته مسؤولية كبيرة.

حدثينا عن بداية التعاون بينك وبين المايسترو المصري هشام خرما؟ وما مشروعاتك المستقبلية معه؟

بدأت التعاون بيننا عندما أجريت مقابلة معه عام 2015 فقد كنت أعمل كاتبة في مجلة سكوب إمباير في ذلك الوقت. وكان هناك الكثير من التفاهم المتبادل بيننا تجاه الموسيقى والفنون.

مَن أهم الأشخاص التي تحبين سماع رأيهم في عملك؟

عائلتي، رأيهم هو الأهم بالنسبة لي ثم رأي أصدقائي المقربين.

أغنية “سهلة وبسيطة”؛ كانت أول تجاربك ككاتبة أغانٍ مؤثرة والتي صرحتِ أنها جاءت بعد تجربة صعبة مررتِ بها… حدثينا أكثر عن تلك التجربة؟ وهل ساعدتك الكتابة في التعافي وتخطي تلك التجربة الأليمة؟

“سهلة وبسيطة” هي أغنية إيجابية ومبهجة للغاية، وهي وليدة الامتنان وقبول لتجربة فقداني لأخي الأصغر في حادث سيارة في عام 2013. لم أكن أعتقد أبدًا أن الألم يمكن أن يولد مثل هذه الرسالة المبهجة والكلمات المرحة. لقد كان علاجًا رائعًا بالنسبة لي للتعبير عن شعوري في سياق الأغنية ومنذ ذلك الحين أصبحت كتابة الأغاني علاجًا لروحي وتساعدني على تنفيس أيه مشاعر أكتمها بداخلي سواء كانت مشاعر إيجابية أو سلبية. كما تساعدني الكتابة على التنفس بشكل أسهل.

أغنياتك موضوعاتها مميزة. فأغنية “شوف بقلبك” تتحدث عن مصابي الحروق و”نقطة بيضاء” للقضاء على وصم المصابين بمرض الإيدز، لماذا اخترت التخصص في هذا النوع من الأغاني رغم أنها لا تحقق عائدًا ماديًّا بخلاف الأغاني التجارية؟

لم أكن أعلم أن هذا هو الأثر الذي  أريد أن أتركه في العالم إلى أن كتبت كلمات أغنية”شوف بقلبك”، وقتها فقط علمت أن هذا هو مساري. أريد أن يكون لي تأثير إيجابي على كل من يحيط بي، وأود أن أمنح الناس الذين يعانون صوتًا وليحصلوا على الاهتمام والرعاية التي يستحقونها. كتابة الأغاني هي رسالة وليست وظيفة.

ما مشروعك الجديد الذي يسعى لدعم المؤثرين من أجل قضايا إنسانية ومجتمعية؟

لقد أسست وكالة ستاردست للاستشارات والعلاقات العامة الخاصة بي منذ عامين تقريبًا تسعى إلى تسليط الضوء على الشخصيات المؤثرة الحقيقية والشركات رواد ورجال الأعمال المهتمين بقضايا مجتمعية. تهدف ستاردست بشكل أساسي إلى تمثيل الشهصيات الذين يقدمون محتوى موثوق به ومفيد وتعزيز الأفراد والشركات الناجحة والتي لها تأثير ملحوظ على المجتمع.

من خلال أغانيكِ، يتجسد شعارك “Giving Voice to the Voiceless” أي منح صوت لمن لا صوت لهم، ما الرسالة التي تسعين إلى تقديمها، وما المبادئ والقيم التي تحرصين على تسليط الضوء عليها؟

الحقيقة ، أنا دائمًا حريصة جدًا على كتابة أغاني صادقة وبسيطة تصل إلى قلوب الناس بسهولة. أحب أن أنظر إلى تأليف الأغاني على أنها طريقة لرد الجميل للأشخاص الأقل حظًا في الظروف الأقل حظًا. آمل أن تساعد كلماتي في تغيير نظرتهم للحياة إلى الأفضل.

بدأتِ التركيز على قضايا المرأة في أعمالك مثل الختان والعنوسة وحرمان الفتيات من التعليم… ما سبب تركيزك على المرأة في معظم كتاباتك؟

أنا لا أركز فقط على قضايا المرأة في كتاباتي، أحب التركيز على أي قضية تدعم قضايا إنسانية، وكنت محظوظًة جدًا أن أكتب عن العديد من قضايا المرأة طوال رحلتي ككاتبة أغاني منذ بيتها حتى الآن، ولكن تلك القضايا ليست محور تركيزي في كتاباتي، فأنا أحب أن أكتب عن جميع القضايا التي تهم المجتمع.

98338104_10163365529005237_6180157570406154240_nإلى جانب الكتابة، ما الدور الذي تلعبينه كإحدى المؤثرات في الفترة الحالية للتوعية بقضايا المرأة ومشكلاتها؟

أركز على قضايا المرأة لأنني أشعر أن المرأة لا تحظى بتقدير كاف في مجتمعنا ويتم التحيز ضدها بشتى الطرق، لذلك أشعر بالمسئولية وأشارك في أي عمل يخدمها بأي شكل لمنحها التقدير والمكانة المناسبة الذي تستحقها.

كونكِ أمًّا عاملة، ما العقبات والتحديات التي واجهتكِ كامرأة في حياتك الشخصية وحياتك المهنية؟ وكيف استطعتِ أن تحققي التوازن بين الاثنين؟

الموازنة والإدارة بين أن تكوني أماً وزوجة وتأدية 3 وظائف هو تحدٍ يومي، فأنا أعيشه يومًا بعد يوم، وأبذل قصارى جهدي كل يوم لأقوم بدوري كأم وزوجة بأفضل شكل وكذلك كمديرة وكاتبة ومنتجة، إنه ليس سهلاً على الإطلاق، فبعض الأيام تستنزف مني كثيرًا والبعض الآخر محبط وأحيانًا أشعر بأنني سأنهار ولكن عندما أتذكر لماذا بدأت هذا من البداية، هذا ما يجعلني اقضي يومي حتى لو لم يكن مثاليًا أحاول أن والحصول على أفضل ما فيه وتحقيق أفضل النتائج.

ما مدى تأثير الموسيقى والكلمات على مشاعر الناس؟

الموسيقى لغة يفهمها الجميع. وعند إضفاء الكلمات المناسبة لها تصل مباشرة إلى قلوب الناس وأرواحهم. ويمكن لمقطوعة موسيقية رائعة أو أغنية مرحة أن ترفع معنويات الناس. فالموسيقى تحفزنا ؛ وهي الموسيقى التصويرية لحياتنا. بالنسبة لي، الموسيقى تسري في دمي وتلعب دورًا كبيرًا جدًا في الحفاظ على سلامتي العقلية والعاطفية.

نسمة الشاذلي، ما جديدك في الفترة القادمة على المستويين الشخصي والمهني؟

أحلامي هي نفسها دائمًا، أن أظل متواضعة وحقيقية، وأعمل المزيد من الخير في العالم وأكتب المزيد من الأغاني التي يمكن أن تؤثر بشكل إيجابي على حياة الناس. أحلم أيضًا بأن تصبح Stardust منصة كبيرة لجميع المواهب الرائعة التي تحتاج إلى تسليط الضوء عليها وتمنحهم الفرصة للتألق كما هو من المفترض أن يكون.

هل من نصيحة توجهينها للفتيات والسيدات في مصر في نهاية هذا الحوار؟

لم يفت الأوان بعد للسعي وراء أحلامك وتحقيقها. بدأت أعيش أحلامي في سن الثلاثين: وأود أن أقول أنت كافية، لا تدعي أي شخص يجعلك تشكين في نفسك أو في قدراتك. وأخيرًا ، التواضع هو مفتاح النجاح؛ لا تدع الأنا والنرجسية تصل إلى قلبك لأنها ستسلب كل ما وصلت إليه. وأخيرًا ، إذا كانت هناك إرادة، فإن الله دائمًا سيمهد لك الطريق للوصول

** إذا أعجبتك هذه المقالة، أشترك في المجلة لتصلك مقالاتنا في بريدك الالكتروني

أضف تعليق