كيف يبحث الشباب عن الزواج في زمن الوباء؟

السبت ١٨ يوليو ٢٠٢٠                       كتبت : نرمين طارق

Young woman sending a text message on her cell phone.
Photo via Getty Images 

البحث عن شريك حياة فى المجتمعات الشرقية أمر ليس سهلاً، وخاصة للفتيات والسيدات، كما أن إيقاع الحياة السريع لم يعد يسمح بكثير من المناسبات العائلية التى تسمح بالتعارف بين الجنسين؛ لذلك ظهرت مؤخرًا تطبيقات الزواج مثل “هوايا” فى محاولة لمساعدة الشباب على إيجاد شريك حياة مناسب عبر الإنترنت دون مخالفة تقاليد المجتمع الشرقى، والذي تقبّل مؤخرًا فكرة الزواج عبر الإنترنت بسبب نجاح كثير من الزيجات التي تمت عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيس بوك وانستجرام.

85164888_127974145409964_2548482475022090240_oوالأمر اللافت للانتباه حاليًا أن عدد مستخدمي “هوايا” زاد بشكل كبير بعد تطبيق العزل المنزلي بسبب فيروس كورونا؛ في ظاهرة تستحق البحث عن تفسير لإقبال الشباب على البحث عن الزواج فى ظل تفشى وباء يهدد العالم. فقد زادت نسبة الرسائل المتبادلة بين المستخدمين على التطبيق بنسبة 40%، كما أن هناك زيادة ملحوظة فى الوقت الذي يقضيه المشتركون على التطبيق بنسبة تترواح بين 20 و25 % على الرغم من حالة الذعر المنتشرة بسبب فيروس كورونا. وقام التطبيق بتوعية الشباب عبر وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة به بأهمية البقاء في المنزل والتعارف عبر التطبيق عن بعد.

وحيث إن فصل الصيف فى البلاد العربية هو موسم البحث عن الزواج، فأصبح “هوايا” أفضل وسيلة متاحة نظرًا لتوقف التجمعات العائلية والحفلات الجماعية، والتى كانت وسيلة من وسائل التعارف فى مجتمعات تذهب فيها الأم أحيانًا إلى حفلات الزفاف للبحث عن زوجة لابنها من صديقات العروسة.

Screenshot-artboards-1920-x-10803 (3)وفرض تطبيق هوايا نفسه بقوة فى مصر والسعودية والإمارات وتركيا وبعض دول شرق آسيا مثل ماليزيا وإندونيسيا، حيث لجأ الباحثون عن العلاقات الجادة والزواج من الشباب إلى هوايا منذ بداية إصداره عام 2017  علي ايدي مؤسسيه من الشباب المصريين، وبالفعل لاقى التطبيق إعجاب الكثير من مستخدميه نظرًا لتوافر خواص تحافظ على الأمان والخصوصية لهم، مثل خيار “الصور الضبابية” الذي يسمح للمستخدمين من الإناث بعرض صورهن غير واضحة الملامح، مع إمكانية الكشف عنها وايضاحها عندما يشعرن بالارتياح مع الشاب الذين تعرفن عليه من خلال التطبيق.

أيضا عند التسجيل ، يوثق تطبيق هوايا جميع الأعضاء الجدد باستخدام نظام “التحقق من الصور الشخصية”  “selfie verification”   الذي يعمل مع البنية التحتية التكنولوجية المتطورة للغاية لمنع إنشاء ملفات تعريف مزيفة. وهناك أيضا “خاصية الدردشة الحصرية” “Exclusive Chat Mode”   الذي يعطل أي محادثات جارية أخرى لكل من المستخدمين ويسمح لهم بالتواصل المؤقت بشكل حصري مع بضعهما البعض، مما يتيح التعارف بشكل أفضل. علاوة على ذلك، يستخدم محرك بحث هوايا الذكاء الاصطناعي الذي يمكّن المستخدمين من اختيار شريك متوافق من خلال تقييم تفضيلاتهم وخياراتهم، لتتناسب مع أحلامهم واحتياجاتهم.

“هوايا” يتيح لكل مشترك أن يحدد الدرجة العلمية والمرحلة العمرية وغيرها من المواصفات التى يريدها فى شريك حياته؛ لذلك أصبح التطبيق وسيلة أسهل من تكليف الأم أو الأخت بالبحث عن زوجة كما جرت العادة فى المجتمعات العربية؛ حيث تبحث الأم – غالبًا – عن مواصفات وفقًا لوجهة نظرها! ولكن التطبيق يبحث لكل مُشترِك عن شريك وفقًا لاحتياجاته الشخصية، التي يختارها ويكتبها فى حسابه الشخصى عليه. يتيح “هوايا” كذلك للشباب اتخاذ قرار قبول أو رفض الطرف الآخر دون أى ضغط نفسى من الأسرة، فكثير من الزيجات التى انتهت بالفشل تمت تحت ضغط من أفراد العائلة.

Woman having breakfast and using phone
Photo via Getty Images 

الشباب فى مصر وأغلب البلدان العربية يعملون لساعات طويلة يوميًا تجعلهم غير قادرين أحيانًا على التفكير فى حياتهم الشخصية، ولكن ساعدهم الحظر إلى حد ما على إتاحة وقت كافٍ للتفكير في حياتهم وخططهم المستقبلية للزواج. الكثير من الشباب فى مصر والمنطقة العربية يعملون أو يدرسون بالخارج فى مجتمعات تختلف عن مجتمعاتهم، وجعل وباء كورونا الكثيرين منهم يعودون إلى أوطانهم في شهر مارس نظرًا لصعوبة الوضع فى أوروبا والولايات المتحدة، وعندما عادوا، استغلوا هذه الفترة في البحث عن شريك حياة، خاصة أنه أصبح لديهم مساحة كافية من الوقت فى ظل الحجر والعزل المنزلى، بعد أن كانت الإجازة السنوية لمدة شهر واحد تنقضي في لقاءات مع أصدقائهم وزيارة أقاربهم، وتنتهى العطلة السنوية ويعودون لعملهم أو إلى دراستهم فى الخارج وحيدين كما جاءوا. كذلك الفتاة التي كانت تعمل لساعات طويلة فى مركز تجميل، أو حضانة أطفال، أو مصنع لتصنيع ملابس السيدات، أو فى أى مكان عمل لا يسمح لها بالتعامل مع رجال، أصبح لديها الوقت الكافي بعد الحظر والفرصة المناسبة عبر “هوايا” لإيجاد شريك حياة.

86710121_130592628481449_6948187315948748800_oالشباب يعلمون جيدًا أن قصة حب الكاتبة الشهيرة مي زيادة والشاعر جبران خليل جبران امتدت لسنوات عبر المراسلات الكتابية، وكان كل منهما فى بلد مختلف، وقد درسوا هذه المعلومة فى الصغر لذلك فتوقف المقابلات بسبب الحظر ليس عائقًا أمام مشاعر قد تبدأ عبر الإنترنت وتكتمل بلقاء عندما تعود الحياة لطبيعتها.

للمزيد عن هوايا، زوروا موقعهم الاكتروني وصفحتهم علي فيس بوك
لتحميل التطبيق علي App Store
لتحميل التطبيق علي Google Play 

 

 

أضف تعليق