تجربة فتاة مصرية في البحث عن الحب وشريك الحياة على الإنترنت

٥ أكتوبر ٢٠٢١
كتبت تريزة خليل

تريزة خليل

تجربة طويلة من الإنتظار والبحث والتردد والتساؤل استمرت لأكثر من ثمان أعوام. كنت وقتها قد تخطيت الثانية والثلاثين ووجدتنى مستعدة للإرتباط ومواصلة رحلة الحياة مع شريك أستكين بقربه وأستمتع بتواصلي معه ومشاركة أفكاري وهمومي وأيضاً الإحتفال بلحظات فرحي ولكن لم يكن لهذا الشريك المرجو أى أثر في حياتي المليئة بالأنشطة على مختلف الأصعدة.

بمرور الوقت بدأت أفقد الكثيرين سواء بالوفاة أو بالإنشغال أو البعد، لم أعد أولوية أولي في حياة إخوتي أو أصدقائي، الجميع منشغلون بأولوياتهم هم، بأشخاص آخرين يعتبرونهم أولوية. كان لدى أيضاً فضول لتجربة ذلك الإحساس المسمى بالحب وكيف تكون الحياة بجوار رفيق درب. على الجانب الآخر أنا أعلم أن الحب لا يباع ولا يشترى وكما أقول لا يعبأ في زجاجات لنستقى منه عند الحاجة، وهذا جعلني لا أملك سوي الإنتظار والدعاء بين الحين والآخر.

قرأت في كتاب “هوجى” والذي يتحدث عن السعادة الدينماركية أن الأبحاث وجدت علاقة قوية بين الصحة الجيدة وطول العمر ووجود علاقة مرضية في حياة الشخص. هذه العلاقة لا تحتاج حتى لأن تكون سعيدة يكفي فقط أنك تعلم أن في حياتك شخص يمكنك الإعتماد عليه عند الحاجة. إنه ذلك الإحساس بالأمان. فجميعنا نعلم أن الحياة مليئة بالتحديات والصعوبات والأمر يهون عندما نواجهها في صحبة من نثق به ونستطيع أن نستند عليه عند الحاجة. ما قرأته كان له أثر في تغيير طريقة تقكيري. أيضاً تأملي لنفسي وكيف أنني لا أتحرج من البحث عن عمل بل وأعتبره أمر ضروري لو كنت أرغب في وظيفة ما، فأنا لا أكتفي بالدعاء والتمني وتوقع أن تأتي فرصة العمل لتطرق بابي، إذاً لماذا أتحرج من البحث عن الحب وشريك الحياة؟!

كانت تلك البداية والتي شجعتني على عمل بروفايلات على مواقع مواعدة متعددة وبدأت رحلة مليئة بالإكتشافات، استكشفت خلالها نفسي ومتطلباتي في شريك حياتي والتي كانت تتغير بمرور الزمن ثم عالم الرجال وعالم المواعدة عن طريق الإنترنت ما بين مصر وأوروبا. 

من البروفايل للصورة للحوار الإليكتروني والذي قد يطول أو يقصر أو ينتهي للاشئ أو ينتهي بمقابلة و قد تبدأ عندها قصة أو قد ينتهي الأمر عند المقابلة الأولي، الأكيد هو أن الإنترنت وسيلة كانت تعد جديدة للإرتباط  منذ عدة سنوات أما الآن فالأمر أصبح من سمات العصر والأجيال الجديده أكثر تقبلاً للأمر واعتياداً عليه عن الأجيال التي اختبرت الحياة بدون انترنت. 

الإشكالية تكمن في مفهوم أن على المرأة أن تدعي أنها لا ترغب في الإرتباط من باب “يتمنعن وهن الراغبات” فهي مرغوبة وتتمنع  وهي مطارده وتتدلل وتواجدها على مواقع المواعدة ينفي كل هذه الإدعاءات وهذا كان التحدي الذي واجهني أثناء بحثي عن الحب والإرتباط على مواقع المواعدة فالرجال يجدونني جريئة جداً أو يائسة جداً أو باحثة عن أي رجل والسلام، وكان على طوال الوقت أن أدافع عن نفسي فأنا لست يائسة ولا أقبل بأي رجل أو ظله كبديل لظل الحائط “على رأي المثل ضل راجل ولا ضل حيطة” ، أنا فقط أعرف ما أريد وأجد أن الإنترنت يمنحني فرصة أكبر لأن أجد ما أبحث عنه دون التقيد بمحدودية حياتي وروتيني اليومي أو محدودية المكان الذي أقيم به. 

الرحلة كانت صعبة ومليئة بالكثير من الإحباطات ولكني كنت ومازلت أؤمن بأن علي طرق كل الأبواب والإجتهاد وليحدث ما يحدث بعدها، المهم أننى لم أقصرفي الوصول لهدفي طالما أن هذا الهدف مشروع.

تأكد لي خلال رحلة بحثي أنك قد تقابل ألوف الأشخاص ولا تشعر بتقارب مع أي منهم ثم تقابل شخص واحد فتتغير حياتك للأبد وهذا ما حدث بعد أن أخيراً قابلت ذلك الشخص الذي بحثت عنه طويلاً والذي هو الأن زوجي وقد شجعني على مشاركة رحلتي وتجربتي، لعلها تعرض صورة غير نمطية لمواقع المواعدة والإرتباط عن طريق الإنترنت وقد تشجع أخرين علي مشاركة حكاياتهم دون خجل أو خوف وقد يجدها آخرين مصدر للإلهام يدفعهم لتجربة هذه الوسيلة التكنولوجية الحديثة.   

الحكايات التي نسجتها مع رواد مواقع المواعده وما تعلمته عن الحب وانتظاره وعالم الرجال هو ما يسجله كتابي “بحثاُ عن الحب على الإنترنت” والذي هو متوفر الآن ككتاب إليكتروني وصوتي.

** إذا أعجبتك هذه المقالة، أشترك في المجلة لتصلك مقالاتنا في بريدك الالكتروني 

1 comments

أضف تعليق