ميرال أشرف ضمن أفضل 25 هدافة في كرة السلة الجامعية للسيدات في الولايات المتحدة

٣٠ مارس ٢٠٢٢
كتبت ساسو نادي
ترجمة ضحى التلالي

بدأت ميرال أشرف عبد الجواد بلعب كرة السلة في سن الخامسة ، دون أن تعرف ماذا أو كيف ستنتهي رحلتها. بدأت ميرال مسيرتها المهنية في نادي الشمس الرياضي بالقاهرة حيث تقيم عائلتها. على مر السنين ، شاركت في العديد من البطولات المحلية مع فريقها، والتي ساعدتها علي تطوير مهاراتها في كرة السلة ونمت بها إحساسًا قويًا بالقدرة التنافسية والاستعداد للفوز. وتقول ميرال،”في العديد من البطولات كنا نحصل علي المركز الثاني أو الثالث، وهو ما كان مخيبًا للآمال في بعض الأحيان، لكنه أزاد من رغبتي في التدريب يوميا بجدية أكثر.”

 على الرغم من أن العديد من الأشخاص رأوا إمكاناتها الرياضية، إلا أن أول تجاربها مع المنتخب القومي لم تكن ما كانت تتمناها. “انضممت إلى المنتخب المصري عندما كان عمري 16 عامًا ، لكنه تم استبعادي مباشرة في المرحلة الأولي من التصفيات. لم أدع ذلك يؤثر علي، بل واصلت التدريبات بعزيمة أكثر. بعد بضعة أشهر، طُلب مني الانضمام إلى المنتخب القومي مرة أخرى استعدادًا لبطولة إفريقيا تحت 16 سنة. وبالرغم من المستوي المتقدم الذي وصلت اليه، الا أنني إكتشفت قبل البطولة بأسبوع انني لم أنضم الي القائمة النهائية للفريق.”

كانت ميرال تحلم بتمثيل مصر ذات يوم، وكانت تعرف أن الفرصة ستأتي في النهاية. كان الديها والذين آمنوا بموهبتها هم أكبر الداعمين لها.  إنعكست ثقتهم بها وبقدراتها عليها، حتى عندما لم يكن يراها الآخرون. بعد ذلك بعامين، وبعد ساعات لا حصر لها من العمل الجاد والصبر، تبدلت قصة ميرال الي الإفضل عندما لعبت مع المنتخب القومي في بطولة إفريقيا تحت 18 عامًا في استاد القاهرة. بالإضافة إلى فوز الفريق بالمركز الثاني وسيطرة ميرال على البطولة وفوزها بجائزة أفضل لاعب، فقد صنعت أيضًا اسمًا لنفسها، حيث شاهد الجميع موهبتها. وتقول ميرال، “كان الأمر مميزًا للغاية، والشعور بأن كل عملي الجاد لم يضيع هباءً كان أمرًا ذا قيمة”. 

ومن هنا كانت بداية رحلة صعودها،  تركت بصمتها الدولية في كأس العالم تحت 19 سنة 2016 ، حيث كانت هدافة الفريق والثانية في تسجيل الأهداف في الترتيب العام. عندما عُرضت على ميرال منحة دراسية لكرة السلة لمواصلة مسيرتها الرياضية والأكاديمية في الولايات المتحدة ، كانت تعارض بشدة فكرة مغادرة بلدها. لم يكن حتى أن رأت لاعبة مصرية أخرى (رنيم الجداوي) تذهب إلى الولايات المتحدة وتنضم إلى فريق جامعة ويست كنتاكي في لويزفيل، حتي قررت أيضًا قبول عرض من نفس الجامعة للدراسة واللعب مع فريقها. كانت حينها قد أمضت بالفعل عامين في الدراسة في جامعة القاهرة.

بعد أن أنهت لتوها موسمها الأول في جامعة ويست كنتاكي، تقول ميرال، “بالنظر إلى الوراء الآن، أجد أنه كان أفضل قرار في حياتي، وأنا سعيدة للغاية لأنني أخذت هذه المخاطرة”. ستغادر ميرال جامعة ويست كنتاكي كواحدة من أفضل لاعبي فريق كرة السلة بها. وعندما سئلت عن تجربتها وكيف اجتازت الفترة الانتقالية ، قالت “لقد استمتعت بكل ثانية من اللعب مع هذا الفريق. كانت السنة الأولى هي الأصعب ، وشهدت الكثير من فترات الصعود والهبوط بالنسبة لي. لكن وجودي داخل ملعب كرة السلة كان يجعلني دائمًا أنسى كل شيء ، بما في ذلك المصاعب والتحديات والحنين إلى الوطن “.

 وكانت من بين تجاربها الإيجابية الأخرى أنها تمكنت من مقابلة أشخاص جدد وتكوين صداقات جديدة. خارج ملعب كرة السلة، تجربة ميرال في الخارج جعلتها مستقلة في العديد من جوانب حياتها ، وهو شيء هي ممتنة جدًا له.

تختتم ميرال مسيرتها الجامعية كأفضل 25 طالبة في الولايات المتحدة في ست فئات إحصائية مختلفة لكرة السلة؛ سجلت أكثر من 1000 نقطة، وحصلت على العديد من الجوائز. مما لا شك فيه أن ميرال تركت علامة فارقة كلاعبة كرة سلة في جامعتها. “أنا ممتنة جدًا لمدربي وزملائي في الفريق والجميع في جامعة ويست كنتاكي الذين شجعوني ورحبوا بي منذ اليوم الأول، ودعموني في الأيام الصعبة. إنهم عائلتي الثانية، أحب الجميع وأقدرهم ، وسأفتقد اللعب في الجامعة”. 

بعد التخرج بدرجة البكالوريوس في الإدارة الرياضية في مايو القادم، لم تقرر ميرال بعد ما إذا كانت ستعود للعب في جامعة ويست كنتاكي لمدة عام بعد التخرج، (وهوما تسمح به الجامعات في الولايات المتحدة لفترات قد تمتد لأربع سنوات بعد التخرج)، أو ستبدأ مسيرتها الاحترافية في مصر.

*إذا أعجبتك هذه المقالة أشترك في المجلة لتصلك مقالاتنا في بريدك الالكتروني

أضف تعليق