عندما لم تكن أصواتهن عورة | قارئات القرآن الكريم في بداية القرن العشرين

٩ أبريل ٢٠٢٢
كتبت رضوي حسني

صدحت أصوات قارئات القرآن الكريم في مصر منذ النصف الأول من القرن الـ20، وإمتلأت المدن والقري بمئات منهن ممن إحترفن تلاوة القرآن في المأتم والموالد الشعبية وغيرها من الإحتفالات. وذاع سيط الكثرات منهم بعد إطلاق الإذاعة المصرية في عام 1934، والتي إستعانت بالقارئآت المعتمدات من أمثال الشيخة منيرة عبده، وكريمة العدلية، الشيخة مبروكة، والشيخة نبوية النحاس، وسكينة حسن، وغيرهن.

إنطلقت أصواتهن العذبة عبر موجات الإذاعة  المصرية حتي نهاية الثلاثينات من القرن العشرين بعد صدور فتوي بتحريم تلاوة النساء للقرآن، كما أفاد الكاتب محمود السعدني في كتابه «ألحان السماء»، والذي ذكر فيه أنه «قبل الحرب العالمية بقليل، أفتى بعض المشايخ الكبار، بأن صوت المرأة عورة، لتختفي منيرة عبده من الإذاعة، وتتوقف إذاعتي لندن، وباريس، عن إذاعة أسطواناتها خوفا من غضب كبار المشايخ».

ومن أشهر قارئات القرأن الكريم في الإذاعة المصرية

الشيخة منيرة عبده

 الصورة مجلة الراديو، أكتوبر 1939

الشيخة منيرة عبده هي واحدة من أشهر مقرئات القرآن الكريم في النصف الأول من القرن العشرين. وكانت بدايتها كمقرئة في مآتم العزاء والذي كان يقام حينها في ستة أيام, ثلاثة أيام للرجال, وثلاثة أيام للنساء، وهي لم تتجاوز الثامنة عشر بعد, وقد كانت فتاة كفيفة ونحيفة القوام إلا أنها أحدثت ضجة كبيرة في الأوساط المصرية، لمَّا قرأت في الإذاعات الأهلية عام 1920 حتى أصبحت ندًا لكبار المقرئين كالشيخ محمد رفعت.

وأُعتمدت كأول قارئة رسمية للقرآن الكريم من قبل الإذاعة المصرية فور افتتاحها عام 1934, وسجلت لها الكثير من التلاوات بصوتها, كما سجلت بصوتها لإذاعتي باريس ولندن.

وظلت الشيخة منيرة عبده تقدم التلاوات المتميزة في الإذاعة بالإضافة إلى الابتهالات والتواشيح الدينية ما بين 1920م إلى1934 وفي الاذاعة المصرية حتى قبيل الحرب العالمية الثانية لسماع تسجيلات تلاوة الشيخة منيرة، إضغط هنا 

الشيخة كريمة العدلية 

هوية صاحبة الصورة  غير مؤكدة

الشيخة كريمة العدلية من مواليد ١٩١٤، وتوفي والدها وهي في الرابعة من عمرها، وكانت ضعيفة النظر في طفولتها وحفظت القرآن بأكمله وهي في سن الحادية عشرة، ، وفقدت البصر تماما وهي في السادسة عشر من عمرها. كذلك تعلمت الغناء والعزف علي آلة العود والغناء، وسجلت بعض الاغنيات علي الاسطوانات.

قرأت القرآن وغنت في الاذاعات الأهلية، ومع إنشاء الاذاعة المصرية عام ١٩٣٤، تم إعتمادها في الاذاعة كمطربة وقارئة للقرآن، ولكنها تركت الغناء وتفرغت لتلاوة القرآن، في الاذاعة ومآتم العزاء والاحتفالات الدينية 

ظهر شغفها في تلاوة القرآن الكريم منذ أن كانت تحرص على الذهاب إلى مسجد الحسين يوميًا – رغم كونها كفيفة-  لتأدية صلاة الفجر هناك بغرض الاستماع إلى صوت الشيخ على محمود  وهو يرفع الأذان ويتلو القرآن الكريم، وكان  الشيخ علي محمود حينها واحدًا من أشهر المقرئين والمنشدين المصريين على الإطلاق.

بدأت الشيخة كريمة العدلية بعد ذلك في تلاوة القرآن الكريم  للسيدات في المصلى المخصص لهن داخل مسجد الحسين, وكان الشيخ علي محمود يحب الاستماع الي تلاوتها،  وكان هو أيضا كفيفا، وتزوجا الشيخان. 

وظلت الشيخة كريمة العدلية تشدو بصوتها عبر مكبرات الإذاعة الأهلية والمصرية حتى اندلاع الحرب العالمية الثانية, لتتوقف بعدها عن تلاوة القرآن الكريم, ومن المؤسف أنها لم تترك خلفها أي تسجيلات صوتية لها.

الشيخة سكينة حسن

الشيخة سكينة حسن هي أول قارئة مصريّة تسجل القرآن الكريم بصوتها ومن من أشهر قارئات القرآن الكريم في النصف الأول من القرن العشرين. ولدت في محافظة أسيوط، تاريخ ميلادها غير محدد، ويعتقد بأنها ولدت في أحد العامين 1892 أو 1896.  

لم تتوفر عنها معلومات كثيرة، ولكنها كانت أول قارئة فى عصرها تُسجل القرآن بصوتها على أسطوانات.

وقد نالت الشيخة سكينة حسن الكثير من الشهرة لعذوبة صوتها في قراءة القرآن الكريم منذ أن كانت تشدو به في مآتم العزاء الخاصة بالنساء. 

ولمَّا أُصدرت فتوى بتحريم تلاوة المرأة للقرآن الكريم عبر الإذاعات بدعوى أن صوت المرأة عورة, اتجهت السيدة سكينة حسن إلى غناء الطقاطيق, والتي سجلت عدد منها كطقطوقة أحبٌ في فؤادي, وسهام عيونك, وحيرتني في جمالك, وغيرها.

وبهذا تكون قد تحولت الشيخة سكينة حسن إلى المطربة سكينة حسن التي عُرف عنها أداؤها الرصين في غناء الطقاطيق بخلاف غيرها من مطربات ذلك العصر كمنيرة المهدية وغيرها.

وظلت المطربة سكينة حسن تشدو بصوتها العذب, وتطرب الناس بطقاطيقها حتى توفيت في عام 1948. – لسماع قرائتها للقرآن إضغط هنا

*إذا أعجبتك هذه المقالة أشترك في المجلة لتصلك مقالاتنا في بريدك الالكتروني

أضف تعليق