الفنانة التشكيلية إكرام عمر تحتفل بعيد ميلادها الـ٨٢

٢٣ ديسمبر ٢٠٢٢
سلمي محمود

الفنانة التشكيلية المخضرمة إكرام عمر فنانة لها عالمها الخاص. ولدت بمنطقة حمامات القبة بمصر الجديدة في    23 ديسمبر 1940، وكانت الفتاة الصُغرى لأب شغوف بالعلم والذي كُلف بإنشاء مدارس الفنون والصنايع في عِدة محافظات مصر (طنطا، أسيوط، بورسعيد، دمياط)، ولأم  شغوفة بتربية أبنائها ودعم زوجها وأسرتها، ترعرت الفنانة وسط أسرة تعشق الحواديت، إذ كانت الأسرة تتجمع بمنزل العمة لأمها خديجة هانم عثمان لسماع الحواديت الشيقة.

درست (إكرام) في مدرسة مصر الجديدة الابتدائية -الإعدادية للبنات ومدرسة سرايا القبة الثانوية للبنات 1957، والتحقت بكلية الفنون الجميلة القاهرة عام 1958 بتشجيع من الفنان المصور رضا فخري (الأبن  البكر لأحمد باشا الجزار والي عكا) زوج أختها، درست في الكلية حتى عام 1960، ثم تزوجت من أستاذها الفنان التشكيلي الراحل ممدوح عمار وسافرا سويًا في بعثة إلى أوروبا، والتحقت بالمدرسة العليا للفنون الزخرفية بباريس عام 1961 لمدة عامين، ثم التحقت بأكاديمية الفنون الجميلة بروما 1966 لتتخرج منها بامتياز، 

“علينا أن نغذي أحاسيس الأطفال وعقولهم”

قررت (إكرام) بعد العودة من روما أن  تقوم بتدريس الأطفال هذا العلم الراقي لكي تغذي وجدانهم وتُصقل قدراتهم، إذ قامت بالتدريس في مدارس بورسعيد ومصر اللغات لأكثر من 15 عام وحرصت كل الحرص أن تفتتح معارض لتلاميذها ولا تزال تحتفظ بالعشرات من أعمال تلامذتها الأحباء، وكما درست للأطفال درست للكبار أيضًا إذ كانت الأم الفنانة زوزو نبيل من ضمن تلاميذها.

” كانت إلهاما للمرأة العربية والعالمية، حيث حولت واقعها  إلى إبداع”

ابتعدت عن الفن لفترة طويلة لأسباب عِدة وعانت من الاكتئاب الشديد وقررت التفرغ لتربية أطفالها وتلاميذها ومساعدة زوجها، لكنها قررت العودة بثوب جديد مًبدع ومختلف، دخلت عالم القصاقيص، والخيوط والألوان، كان كل ما لديها من أدوات هو إبرة هزيلة ومقص صغير، وبعض الخيوط الملونة لكنها كانت كافية لإنتاج فن مُبدع، رحلة جعلت الفنان حسين بيكار من المشجعين لإقامة أول معرض خاص عام 1979 لفن التصوير النسجي، وكتب عنها الفنان حسن سليمان بأن أعمالها أشبه بالحلم، أما صلاح بيطار فقال أنها تخلق بأعمالها عالمًا من روح الطبيعة مع مرح الطفولة..

في عام 2006 صدر عن الهيئة العامة للكتاب في مصر، كتاب (المرأة والفن في مصر) للكاتب محمد حمزة، والذي تناول قصص 30 فنانة تشكيلية، و يُعتبر محاولة جادة وناجحة للناقد محمد حمزة لإلقاء الأضواء للمرة الأولى على الفنانة إكرام عمر وغيرها من الفنانات التشكيليات بصورة ميسرة وواضحة و تعريف القارئ العربي بدور المرأة الفنانة في مصر عبر التاريخ الحديث والمعاصر.

“عالم أساطير منسوجة  من حب”

سحرتها رواية المبدع (نجيب محفوظ) وقضت ليال عِدة تسافر مع قصاقيصها وتروي لنا قصصًا من ليالي (ألف ليلة وليلة) بل وأصبحت على مدار ما يقارب من العشرين عامًا الإلهام السحري لباكورة أعمالها، حيث ظلت على مدار 20 سنة، ترسم اسكتشات مستوحاة من «ليالي ألف ليلة وليلة» وشخصياتها.

تجمع أعمال الفنانة بين الألوان والأحبار والصّبغات وكذلك النّسيج الذي تدمجه مع الرسم في توظيف تعتبر أنّه يمنحها آفاقاً للتعبير عن حالة الحكايات والخيال، إذ تستعين بخامات شديدة التنوع ما بين ملمس خشن وناعم، شفاف، مروراً بالشاش الطبي، والحرير الطبيعي لتوظفها مع خامات التلوين.

توارت الفنانة عن الحياة الاجتماعية منذ وفاة زوجها الفنان التشكيلى ممدوح عمار واليوم نحتفل بيوم مولدها الذي يتزامن مع ميلاد المبدع نجيب محفوظ..

إذا أعجبتك هذه المقالة، أشترك في المجلة لتصلك مقالاتنا في بريدك الالكتروني **

أضف تعليق