لقاء مع الفنانة السورية آنا عكاش، مؤسسة مشروع  «مراية» المسرحي 

١١ فبراير ٢٠٢٣
رضوي حسني

آنا عكاش كاتبة ومخرجة مسرحية سورية؛ وهي مؤسسة مشروع “مراية” المسرحي 2017 ومديرتها الفنية. آنا خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق، وحاصلة علي ماجستير في العلوم الثقافية وفنون العرض من المعهد العالي للفن المسرحي بتونس. 

عملت آنا عكاش كمدرسة في المعهد العالي للفنون المسرحية، وعملت في المسرح القومي في دمشق كدراماتورج ومعدة ومؤلفة نصوص مسرحية وكمخرج مساعد، ومنذ العام 2013 تعمل كمخرجة مسرحية. آنا حائزة على عدة جوائز في التأليف المسرحي. آنا عكاش هي أيضا إحدي الفائزات بزمالة برنامج بسيطة لدعم الفنانين والفنانات في المنطقة العربية

سيدات مصر: متى بدأت علاقتك بالفن؟

آنا عكاش: منذ الطفولة على ما أظن. فوالدتي روسية، منزلها وهي طفلة كان يقع أمام مسرح البولشوي في موسكو، عمها كان راقص باليه في المسرح وجدتها تعمل خيّاطة للأزياء المسرحية، أنا طبعاً لم أتعرف بعمها ولا بجدتها ولا حتى على ذلك البيت الذي تطل نوافذه على البولشوي، لكن أمي ظلت تحدثني عن طفولتها وهي تصطحبني إلى المسرح، وكل من هذه المساحات والعروض كان لديها معها ذاكرة.. وأعتقد أنني ورثت ذاكرة أمي فيما يتعلق بالفن.. فامتهنته.

س م: كيف جئت بفكرة مشروعك الحالي؟

آ ع: أعمل على عدة مشاريع معظمها تتعلق بالكتابة المسرحية، أما ما أقوم به في الوقت الحالي فهو أعمال إدارية تتعلق بـ “مشروع مراية المسرحي” الفرقة التي أسستها في دمشق عام 2017 نعمل فيها باتجاهين: أحدهما المسرح الوثائقي وتدوين التراث الشفوي والآخر المسرح التفاعلي والعلاج بالدراما.

س م: ما هي آخر أعمالك الفنية؟

آ ع: آخر عمل متكامل لي كتأليف وإخراج كان عام 2017 وهو بعنوان “هن” عرضناه في دمشق ومن ثم في مهرجان المسرح العربي في دورته المقامة في تونس، ثم كان مخططاً له أن يقوم بجولة على عدة مهرجانات أخرى لكن لم تسر الأمور كما كان مخططاً لها. 

 س م: ماذا يمثل الفن في حياتك؟

آ ع: كثيراً ما أفكر بتغيير المهنة، أو بمدى صحة قراري باختيار دراستي، ماذا لو درست الهندسة مثلاً أو أي فرع آخر؟ ثم أتذكر أنني لم أحفظ جدول الضرب حتى الآن ولا أنوي ذلك، فأعود إلى الواقع وابدأ بمشروع فني جديد.

 س م: كيف للمرأة العربية أن تتحرر من قيودها بالفن؟

آ ع: الفن يعطي المساحة الكافية للتعبير عن الذات والتعبير عن الذات يتطلب الجرأة، ومع وجود الكثير من النساء الجريئات فمن المؤكد أن يحصل التغيير، ولو ببطء، والتغيير هو نوع من الحرية.  

س م: ما أهم الصعاب التي مرت عليك خلال مشوارك في الفن، وما الدروس التي خرجت بها منها؟

آ ع: عدم الاستقرار المادي، خاصة حين تكون فناناً مستقلاً غير تابعاً لجهة ما وبالتالي لست موظفاً يعرف أنه سيحصل على مرتبه مع نهاية كل شهر فيخطط حياته بناء على ذلك. ليس لدي أدنى تصور عن الغد، أعرف فقط أن لدي مشروع وأنا أعيش كل يوم بيومه لإنجازه ولدفعه للأمام.

س م: برأيك ما العقبات التي تواجه الفنانين العرب عموما، والفنانات منهم خصوصا؟

آ ع: مفهوم الفن ونظرة المجتمع له بالعموم، خاصة بعد أن بات مهنة من لا مهنة له. فالفنان الموهوب الذي لا يمتلك علاقات اجتماعية جيدة في الوسط الفني يتم ركنه جانباً على حساب عدم الموهوب لكن البارع في العلاقات الاجتماعية والقدرة على المناورة في التيار.

س م: هل الموهبة وحدها كانت كافية، أم الدراسة لعبت دورًا أكبر في تطور مشوارك كفنانة؟

آ ع: اختصاصي الدراسات المسرحية وهذا القسم لا يتطلب الموهبة كقسم التمثيل مثلا، بل يتطلب أن تكون قارئاً جيداً ومتابعاً جيداً ليتم قبولك، والدراسة وحدها لا تدفع المرء ليتطور إنها فقط وسيلة لمحو الأمية في المجال الذي قررت أن تتخصص به، التطور يأتي لاحقاً بعد انتهاء الدراسة والانخراط في المجال العملي والمتابعة الدائمة والاطلاع على كل جديد وتجريبه أيضاً.

س م: ما هي خطواتك القادمة في مشوارك الفني؟

آ ع: لدينا كفرقة عدة مشاريع نعمل عليها في الوقت الحالي. أما على الصعيد الشخصي فانا على وشك إنجاز نص مسرحي جديد، ولم أضع له الخطط بعد.

س م: وجهي كلمة لفنانة عربية لا تزال في بداية الرحلة؟

آ ع: أحبَّ ما تفعل، جرّب، وجرّب وجرّب ولا تنسى أن التعلم لن ينتهي، وأن جملة “أنا أعرف” اليقينية لا وجود لها في المجال الفن.

إذا أعجبتك هذه المقالة، أشترك في المجلة لتصلك مقالاتنا في بريدك الالكتروني **

أضف تعليق