نيللي كريم تسلط الضوء علي معاناة المرأة الصعيدية في مسلسل عُملة نادرة | رضوي حسني

٣١ مارس ٢٠٢٣
رضوي حسني

اعتادنا من نيللي كريم على تميزها وتألقها في أداء أدوارها المتنوعة، وحسن اختيارها لأعمالها الفنية، وفي شهر رمضان من هذا العام تطل على الشاشة الصغيرة بشكل جديد عليها وعلينا نحن المشاهدين حيث تجسد دور مرأة صعيدية في مسلسل عملة نادرة.

وما يميز المسلسل عن غيره من الأعمال الأخرى التي تناولت اللون الصعيدي هو أنه عمل درامي يحاكي الواقع المأساوي الذي تعيشه المرأة الصعيدية تحت رحمة العادات والتقاليد التي بالرغم من مرور الوقت تبقى جامدة لا تتغير، فكيف لا وبعض منها يحتفي بها الرجال وكأنها علامات الرجولة، والنخوة.

وخلال أحداث المسلسل المشوقة ذات الوتيرة السريعة تُفتح ملفات عدة قضايا منها شائكة منها حرمان المرأة الصعيدية من ميراثها في الأصول الثابتة، فبدلا من ذلك تجبر على أخذ مبلغ من المال يعرف بالرضوى، فالنساء لا ترث أرضا ولا عقارا كالرجال. وكذلك المرأة الأرملة لا تملك حق الوصاية الكاملة على أبنائها، وتؤول الوصاية كلها إلى الجد أو العم، وفي كثير من الأحوال تجبر المرأة على الزواج من عم أبنائها لحفظ النسب والمال، وهنا تظهر قضية تعدد الزوجات.

كذلك يسلط المسلسل الضوء على التسلط الأبوي، والتعامل الذكوري مع المرأة القروية البسيطة في صعيد مصر. فلا تمتلك هي حق الاختيار في حياتها، ودائما ما تُجبر على تقبل الأوضاع المفروضة عليها، ولو حاولت أن تتمرد على الوضع تصبح تلك المرأة قليلة الحياء، عديمة الأخلاق، فالرجال صوروا لها أنهم الوحيدون أصحاب القرار، والحكمة، ومصدر الحماية ودونهم سيكون التخبط، والضعف، والخوف مصير كل النساء.

ومن القضايا الأخرى التي يستعرضها المسلسل هو حرمان الفتاة من التعليم، وإجبارها على الزواج قاصرا، ليس فقط لأنها العادات؛ ولكن أيضا لخوف الرجال من فهم النساء. فبالتعليم يتفتح عقل المرأة وتكون أكثر قابلية لفهم، وتحليل ما يدور حولها؛ بل ورفض كل ما يخالف إنسانيتها، ويسلبها حقوقها. فتنوير النساء يخيف مثل هؤلاء الرجال مدعين القوة، والحكمة؛ لأن حيلتهم في التحكم في مصائر النساء ستنكشف بسهولة.

وكذلك يناقش المسلسل أيضا العنف المنزلي ضد المرأة، ويصور مدى تهاونها في حقوقها عند تعرضها لمثل هذا النوع من العنف، فيظهر الأمر وكأنه طبيعي، وأن المرأة هي المخطئة لأنها من أوصلت زوجها إلى هذه الدرجة من الغضب حتى يعنفها، وكذلك من حقه عليها أن تحتويه عند غضبه منها حتى يهدأ ويرضى عنها من جديد، وكأنه السيد الذي يعامل جاريته بمنتهى القسوة وبمنتهى اللين، وهي عليها فقط أن تتحمله بكل تقلباته حتى لو كان منها ما يهدد حياتها.

وبخلاف الأداء الممتاز لأبطال العمل، فمعظمهم في وهجهم الفني، القصة نفسها تستحق المتابعة للاستمتاع بأحداث سريعة تخاطب العقل والضمير في نفس كل مشاهد يهوى متابعة الأعمال الدرامية التي تناقش قضايا تهم المجتمع لا سيما السيدات فيه.

إذا أعجبتك هذه المقالة، أشترك في المجلة لتصلك مقالاتنا في بريدك الالكتروني **

أضف تعليق