لقاء مع د. فاطمة البودي بعد حصولها على جائزة الشيخ زايد للكتاب 2023 في مجال النشر والتكنولوجيا 

١ يونيو ٢٠٢٣
مي علام

أسست د. فاطمة البودي دار العين للنشر والتوزيع عام ٢٠٠٠، وهي تترآس مجلس ادارتها. وقد إختارتها مجلة فوربس آرابيا ضمن قائمة ١٠٠ امرأة في مجال الأعمال عام ٢٠١٤. هي عضوة لجنة الثقافة العلمية بالمجلس الأعلى للثقافة وعضوة اتحاد الناشرين المصريين والعرب والمستقلين و كذلك هى عضو لجنة الثقافة العلمية بالمجلس الأعلى للثقافة.

حصلت فاطمة البودي على بكالوريوس الكيمياء الحيوية من جامعة الإسكندرية ١٩٧٧ ثم حصلت علي الماجستير من جامعة عين شمس عام ١٩٨٤ ثم الدكتوراه عام ١٩٩٠ في علم الامراض الإكلينيكي. عملت كاستشاري علم الأمراض الإكلينيكية بكلية الطب، جامعة عين شمس، في الفترة من ١٩٩٠-٢٠٠٠، وعملت كذلك أخصائية معامل الكيمياء الحيوية بنفس الكلية .

سيدات مصر:  إلى أي مدى ساهمت دراساتك الأساسية في مجال الكيمياء الحيوية في حياتك المهنية اليوم؟

فاطمة البودي:  دراستي للكيمياء الحيوية و العلوم بشكل اساسي هي اللي خلقت عندي فكرة اني يكون عندي دار نشر تنشر ثقافة علمية، انما تفكيري و المنهج العلمي في البحث هو اللي خلي مخي مرتب و اخذ الاشياء خطوة وراء خطوة و اقف انتظر مثل ما بنعمل تجربة في المعمل و نقف ننتظر نشوف نتيجتها اية، او نعمل تجارب علي الاطفال خلال الماجستير و الدكتوراة، الان مهم جدا ان الواحد يحط رجلوا في المكان الصح.

س م: ما الذي اثار اهتمامك في مجال الأدب والنشر، بدلاً من ممارسة مهنة في مجال تعليمك؟

ف ب: الذي عمق شغفي بالادب و الثقافة هو دراستي، لان من حسن حظي اني تتلمذت علي يد د. سمير حنا صادق و هو من كبار مثقفي مصر، و يعرف في الموسيقي و الفن التشكيلي، و تعرفت عن طريقة علي مجموعة من العلماء، مثل د. احمد مستجير و د. مصطفي فهمي و د.احمد شوقي و المفكر شوقي جلال، فهم كانوا حجر اساسي لتشكيل ذهني الثقافي. انا نشات في بيت عائلتي و كان عندنا مكتبة، والدتي تقرا لنا فنمي عندي حب الثقافة و القراءة، و علمتني اهمية الشعر. 

و تعليم زمان كان فية حصة للمكتبة، و كانت امينة المكتبة ا/كاميليا سيدة راقية جدا و من اسرة عريقة جدا، و هي اللي حببتنا في القراءة، و كانت تتناقش معانا و توجهنا، فالثقافة و الادب ليس لهم علاقة بالثقافة لانها شيء في الوجدان، فالقراءة هواية، و هناك ناس تطور الموضوع عندهم الي الكتابة ايضا، فهذا التكوين تلاحم مع بعض، فالثقافة العلمية و الثقافة العامة و الاهتمام بالفنون عموما اعطوني حرية الاختيار علي ما استطيع نشرة. انا لم اكتفي بان اجالس كبار المثقفين والعلماء، و حضور معارض الكتاب و الندوات الشعرية و لكنني عمقت معرفتي بالدراسة في معهد التذوق الفني في اكاديمية الفنون و حصلت علي دبلوم في النقد و التذوق الفني. 

س م: اخبرينا كيف نمت دار العين من بدايتها كمشروع ناشئ إلى نجاحها اليوم؟

ف ب: دار العين في بدايته كان مشروع ثقافة علمية، و عندما دخلت الي المجال العملي في النشر اكتشفت انه لا يمكن ان تتخصص في مجال واحد فقط، فبدات انشر الادب، و لم اقتصر علي النشر لكتاب مصريين فقط، بالعكس فقد نشرت لطيب صالح و توالي نمو الدار في البلاد العربية. و هذا ايضا بفضل استخدامي للفيس بوك منذ عام ٢٠٠٧، وانا بعتبر نفسي اول من استخدم السوشال ميديا في مجال النشر، بجانب علاقاتي المتعددة مع اصدقائي الكتاب، حتي قبل ان انشئ دار النشر؛ فكانوا يحضرون الي معرض القاهرة الدولي للكتاب، وكنا نلتقي و تتجدد اللقاءات، و تنمو صداقة مع بعضهم او بعضهن.  

و ايضا فان عندي فريق عمل صغير، و كبر العدد بمرور الوقت، بعضهم معنا منذ بدايات الدار و اصبحوا زملاء و شركاء لي في الدار، و لا استطيع ان لا اعطيهم حقهم في الاشادة لانهم كانوا من اسباب نجاح الدار تجاريا، فهم عندهم ملكات التسويق و تعاقدات البيع و التوزيع، و انا عندي اختيار الكتاب و التعامل مع الكتاب، فـ بالتطور و الخبرة وصلنا الي ما نحن عليه الآن.

س م:  ما هو شعورك بالحصول على جائزة الشيخ زايد للكتاب ٢٠٢٣  المرموقة في مجال النشر والتكنولوجيا ، التي تمثل المرأة العربية في المنطقة؟

ف ب: احساسي بهذا الفوز خلي عندي مسؤولية كبيرة جدا لانني الان احمل جائزة علي اسم المغفور له الشيخ زايد، و هي اكبر جائزة علي مستوي الوطن العربي، معنويا و ماديا، و هذا يضع علي مسؤولية كبيرة. من اول اعلان انني في القائمة القصيرة، بدات اشتغل علي احتمال اني ممكن افوز بالجائزة بنسبة ٣٣%، فبدات اعمل خطط مستقبلية و تعاقدت علي شراء حقوق عدة كتب لكي اعمق شغل النشر المترجم في كتب علم الجتماع و التاريخ و الفلسفة، و هي فروع لم اكن انشر فيها سابقا، و هعمل عدة سلاسل منها سلاسل الادب العربي الكلاسيكي بحيث اختار اهم رواية للكاتب الذي ساتفق معه او مع ورثته،  و اتمني ان تنجح هذة السلسلة لتكون علامة تساعد الاجيال الجديدة في التعرف علي الابداعات السابقة، و ننقل للاجيال الجديدة الابداع القديم او الكلاسيكي. 

س م:  ما هي نصيحتك للسيدات الاتى بدأن العمل في مجال النشر؟

ف ب:  نصيحتى للسيدات الراغبات فى دخول مجال النشر اولا، ان يتحلوا بالصبر و بسياسه النفس الطويل لأن مجال النشر مجال تنافسى و اصبح الاقبال عليه حاليا اكثر بكثير من ذى قبل.  ثانيا: يجب ان يتميزوا عن باقى دور النشر بأن يجتهدوا فى اكتشاف المواهب الشابة محليا مع الإنفتاح على الثقافة العالمية و متابعة كل ماهو جديد فى مجال النشر و خصوصا فى الغرب، و ايضا الاستعانة بالتقنيات الحديثة فى مجال النشر.

س م: ما هي التحديات التي واجهتك في بدء هذا المشروع كصاحبة أعمال وكإمرأة؟

ف ب:  التحديات التى واجهتنى كناشره هى كانت عدم اهتمام الناس بالقراءة و خصوصا الاجيال الناشئة و الشباب، بالشكل الكافي، و لكن حاليا الوضع فى تحسن. ثانيا كامرأه كان التحدى ان هذا المجال كان مقتصرا على الرجال بإستثناء ناشرات معدودات على الأصابع. ايضا من التحديات التى واجهتنى هى عدم المامى و خبراتى بالجوانب التجارية لمجال النشر فى البداية و مازال هذا الجانب عندى متروك الى فريق العمل المتخصص فى كل ما يخص الجوانب المادية و اللوچستية للنشر.

س م:  هل تنصحىين النساء الأخريات الراغبات في بدء مشاريعهن في مجال النشر أن يفعلوا ذلك؟ لما و لما لا؟

ف ب: أنصح كل سيدة عموما باتباع احلامها و شغفها بغض النظر عن السن او الحاله الاجتماعية. و بالطبع انصح من تريد اقتحام مجال النشر ان تفعل ذلك و لكن بعد دراسة و تأنى و استشارة من هم فى المجال و محاولة تطوير و تجديد مجال النشر و الذى مازال تقليدى الى حد كبير. فالسوق يتسع للجميع و لكن التميز قليل.

س م: ما هي أحلامك لدار العين في المستقبل؟ هل تنوي توسيع عملياتها؟ كيف؟ 

ف ب: احلامى لدار العين مستقبلا هو التنوع فى نوعيه الكتب والتوسع لنشر العلوم الانسانية مثل علم النفس و الاجتماع و غيرها من المجالات التى لم ننشرها من قبل، بالإضافه الى اقتناء حقوق نشر من دور اوروبية و التعاون معهم مثل دارharmattan الفرنسيه العريقه. كما اننا بصدد فتح فرع لدار العين فى دبى و ابوظبى و مستقبلا فى الرياض ايضا.

س م:  ما هي أحلامك الشخصية والمهنية كامرأة في مصر؟

ف ب: احلامى الشخصية هى ان ينعم الله على دائما بالصحة و راحه البال، و أن أقضى مزيد من الوقت مع بناتى و احفادى.  و احلامى المهنية ان تستمر الدار فى التوسع و تظل على عهدها فى احياء الثقافة و التنوير، و نستمر فى اكتشاف المواهب الشابة مع اعاده نشر الكتب الكلاسيكية والادب العالمى والعربى القديم و المعاصر. كما اتمنى ان تواكب الدار متطلبات القارئ العربى و ان نترجم كتبنا العربية الى القارىء الأجنبى.

أضف تعليق