رائدة صناعة العرائس الشعبية نادية حسن ورحلتها مع صناعة العرائس | صور

٢١ سبتمبر ٢٠٢٣
مي علام

صناعة العرائس الفولكلورية هي حرفة قديمة تُمارس منذ مئات السنين في جميع أنحاء العالم. هذه العرائس ليست مجرد لعب أطفال، بل تمثل كل عروسة قطعة من تاريخ وثقافة والفولكلور هذه البلاد. ونادية حسن، هي من رائدات صناعة العرائس الشعبية في مصر، تٌصنع عرائسها الشعبية بعناية فائقة، وتعيد من خلالها إلى الحياة قصص مبهجة من التراث المصري، وكل عروسة هي قطعة فنية فريدة من نوعها.

تخرجت نادية حسن من كلية الفنون الجميلة قسم ديكور سنه 1961 الثانية على دفعتها بتقدير امتياز.تتلمذت على يد كبار فناني مصر مثل العمالقة حسين بيكار وصلاح طاهر وصلاح عبد الكريم. 

وعن رحلتها مع صناعة العرائس تقول نادية حسن، ”والدتي وانا صغيرة كانت بتاخد العرايس بتاعتي وتخيط ليها هدوم علشان يكون عندها اكتر من لبس.. في وقت ما والدتي اديتني ماكينة خياطة.. ولما قررت ادخل فنون جميلة والدتي شجعتني..ووالدي كان في البداية معترض رغم حبه للفن والفنانين وكان عايزني ادخل كلية الطب.. ولما لقا اصراري علي كلية فنون جميلة شجعني عليها.“

صنعت اول متحف عرائس كمشروع تخرج من الجامعة عام 1961. المتحف كان بضم عرائس شعبية صنعتها بنفسها تمثل كل بلاد العالم وليس مصر فقط.

درست بعد الجامعة صناعة العرائس على يد خبراء من روسيا متخصصين في صناعة عرائس المسرح كانوا بيعملوا دورات تدريبية للفنانين المصريين في مسرح العرائس. بعدها بدأت مشوارها في مسرح العرائس المصري لتشارك كمصممة عرائس وديكور في اكثر من مسرحية.

وعن المؤثرين في حياتها قالت، ”أثر فيا ٣ أشخاص.. الجميل حسين بيكار كنت دايما اقراء له مقالة في آخر ساعة عن جولاته حول العالم.. كل مرة كان بيحكي عن دولة بتراثها ولبسها وتقاليدها..وده أثر فيا بالذات لما عملت مشروع التخرج بتاعي من فنون جميلة وكان عرائس من كل أنحاء العالم بزيهم التقليدي.. الشخص التاني الي أثر فيا كان ناجي شاكر مصمم ومخرج الليلة الكبيرة.. انا اشتغلت معاه مساعده تصميم عرايس مسرحية اسمها “حمار شهاب الدين” واكيد كان له تأثير كبير عليا لانه فنان كبير ومتميز.. الشخص التالت كان خبير روسي مش متذكرة اسمه كنت بشتغل معاه في مسرح العرايس وعرفت تكتيكات معينة لصناعة العرايس من خلاله.“

بدأت نادية حسن مشروعها الخاص بناء على مشورة صديقة لها كانت تملك معرض للحرف اليدوية المصرية رغبه في عمل عروسة تقليدية مصرية للزينة مثل العرائس التي نشتريها كتذكار في كل الدول . وحققت العرائس نجاحا تجاريا كبير. هي اللي تخيط اللبس يدويا لكل عروسة حسب محافظتها، وبعض الاكسسوارات مثل الشيشة او الكرسي هناك من يصنعها مخصوص للعرائس.

”العروسة بتاخد تقريبا يومين.. مش كل الناس بتفهم انها قطعة فنية يجب المحافظة عليها.. لأنها مصنوعة في البداية من سلك يُشكل لحد ما يكون هيكل العروسة ويُكسي بجرايد وقماش لحد ما اوصل للشكل الخارجي.. الأجانب للأسف بيفهموا الفن ده اكتر من المصريين.“

صنعت نادية حسن عرائس من النوبة والفلاح والفلاحة من المحافظات الزراعية والسيناوية و الصعيد و من محافظات البحر عملت بنت البلد والصياد و غيرها الكثير من العرائس الشعبية التى تمثل مناسبات مختلف. ”اتمني يكون فيه فهم حقيقي لفن العرايس.. وانه عمل فني زي اي لوحة فنية بيصنعها فنان له رؤية ودارس للفن ده.. مش لعبة.. زي ما هو له قيمة علي مستوي العالم وخصوصا في أوروبا الشرقية.“

نادية سعيدة بأن الاهتمام بصناعة العرائس الشعبية زاد في السنوات الأخيرة، وأصبح هناك الكثير من صانعي العرائس، ولكن أكثر ما يضيقها هو تقليد عرائسها نقلا بكل تفصيلاتها بدون أي ابداع فني، ”للأسف بيكون فيه تقليد للعرايس بتاعتي.. مافيش حاجة اسمها هنا ملكية فكرية.. وده من أكبر المشاكل الي بواجهها.. بضايق جدا لما الاقي حد مقلدني.. وفي الغالب بيكون تقليد سئ لا يمت لفن العرايس بصلة.“

نادية تفضل صنع العرائس بالزي الشعبي عن الفرعوني، لأنه حسبما تقول، بيمثل مصر الان وهو الأقرب الي الواقع.. وتم استهلاك موضوع الزي الفرعوني السنوات الأخيرة.“

وتضيف نادية أن شغل العرائس يعتمد علي المثابرة والصبر والتعلم الدائم وطبعا الموهبة.. ”وده اكيد موجود عند ستات كتيرة مصرية، علشان كده أنصح أي واحدة في كلية فنون جميلة او بدأت مشروعها الفني انها لازم يكون عندها مثابرة وصبر وحب للتعلم وشغف للفن الي بتتعلمه.. علشان فنها يطلع من جوه قلبها.“

إذا أعجبتك هذه المقالة، أشترك في المجلة لتصلك مقالاتنا في بريدك الالكتروني **

أضف تعليق