الأحد ٦ أغسطس ٢٠١٧
كتبت: نيرمين طارق
تواجه الفتاة المصرية العديد من العقبات حتى تتمكن من صعود سلم النجاح. ورغم كل المعوقات التى تمنع التميز إلا ان هناك اكثر من فتاة اثبتت ان الظروف الصعبة لا تقهر الإرادة القوية بل قد تكون الدافع لتحقيق حلم عظيم لا يستطيع تحقيقه العديد من الرجال مثل الوقوف على منصة التتويج فى دورة الألعاب الأوليمبية، مثل ما فعلت سارة سمير التى ضحت بعام دراسى كامل من اجل رسم البسمة على وجوه المصريين، إلا ان فى ظل احتفالها بالفوز بالميدالية البرونزية تواجدت بعض التعليقات على مواقع التواصل الإجتماعى للسخرية من الفتاة التى تركت كل الألعاب الرياضية البسيطة وإتجهت لرفع الاثقال.
وفى الوقت التى كتبت فيه الصحافة الأجنبية عن نور الشربينى بعد فوزها ببطولة العالم للإسكواش لتصبح اصغر لاعبة تفوز باللقب، فإذا بتعليقات ساخرو ناقدة لملابسها الرياضية لإنها تظهر جسدها وبأن على اللاعبة ان ترتدى الحجاب كما ردد عدد كبير من رواد مواقع التواصل الإجتماعى. و على الرغم من ان نور الشربينى نجحت فى رسم صورة مختلفة عن الفتاة المصرية فى اذهان الغرب، ولكن لم يهتم البعض بالإنجاز بقدر الإهتمام بالملابس التى يراها البعض لا تناسب العادات والتقاليد.
وقد إستطاع حجاب هداية ملاك تخفيف حدة الإنتقادات إلا إنها لم تسلم هي أيضا من الإستفسارعن سبب إختيارها لرياضة قتالية لا تناسب البنات، على الرغم من تحقيقها ميدالية برونزية لم يجلبها لمصر اى لاعب مارس رياضة التايكندو وعلى الرغم ان القوانين لا تمنع الفتيات من ممارسة المصارعة والملاكمة والتايكندو بل اصبحت امر مطلوب فى ظل إرتفاع معدلات التحرش والإغتصاب.
وفى الوقت الذى يجب ان ينحنى الجميع إحتراماً للإنجاز التى حققته فريدة عثمان او السمكة الفريدة إنتشرت على مواقع التواصل الإجتماعى المنشورات والتعليقات التى تسخر من عضلات البطلة التى إستطاعت ان تجلب لمصر اول ميدالية فى كأس العالم للسباحة، وهو ما لم يفعلها رجل على مر العصور، إلا ان عضلات فريدة التى نتجت عن التدريبات الشاقة وإحتراف الرياضة لم تعجب البعض لإن فريدة تمسكت بالعضلات حتى تحقق إنجاز ليس له مثيل، وحتى تقف على المنصة مع فتاة هولندية لتثبت ان الفتاة المصرية ليست رمز للجهل او الخضوع بل هى التى تسافر وتغامر حتى ترفع علم بلادها وحتى تحقق النجاح رغم كل الصعوبات. فالفريدة تعيش فى الولايات المتحدة الأمريكية بعيداً عن اصدقائها واسرتها حتى تتمكن من ممارسة السباحة بشكل إحترافى في الجامعة التى تدرس بها توفر لها كل الإمكانيات المطلوبة حتى تصبح بطلة عالم .
والسؤال الذى يطرح نفسه حالياً لماذا لا نترك الناجحات بحالهن؟ ولماذا لا نفتخر بالمتميزات؟ ولماذا نضع كل فتاة فى قالب فستان الزفاف و المطبخ وكأن لا حياة إلا بالزواج وللزواج، وكأن لا يجب ان نترك فرحة البطلات تكتمل بدون نغمة الإحباط و السخرية والإنتقادات.
وهل سأل من يسخر من عضلات السمكة الفريدة او من ملابس النور عن الصعوبات التى واجهت كل بطلة قبل تحقيق النجاح؟ فعندما حاورت البطلة هداية ملاك قالت انها لا تريد شيء سوى ان تقوم الدولة بمساعدة اللاعبين على التوفيق بين الدراسة والرياضة. ففى الوقت الذى يعانى فيه الطالب العادى بسبب حدة المناهج و تكثيف الحصص والمحاضرات، هناك من تمسك بكتابها فى اوقات الراحة بين التدريبات الشاقة والتى تستلزم نظام غذائى صارم حتى تحقق إنجاز رغم كل الضغوط الإجتماعية التى تحاوطها حتى تترك الرياضة لتجد العريس وتتزوج وتنجب مثل بنات عمها و بنات خالها. إلا ان نور الشربينى اخبرتنى انها لن تترك الرياضة من اجل الزواج لإنها حريصة على إستكمال دراستها ايضاً كما ان الملابس القصيرة هى من ضمن قانون اللعبة التى تخضع للإتحاد الدولى.
ممارسة الرياضة والتميز فى المحافل الدولية لا يلغى الرغبة فى الزواج والأمومة فالبطلة والطبيبة رانيا علوانى تزوجت وانجبت وتمارس مهامها داخل البرلمان، ولكن البطلة لا تبحث عن زوج ولكن يبحث عنها الرجل المتحضرالذى يفتخر بزواجه من فتاة رفعت إسم وطنها رغم ان لم يجبرها احد على الحياة الشاقة بين البطولات والمعسكرات، ولكن الحلم وحده كفيل لتحمل ما لا يستطيع تحمله الناقدين والساخرين الذين يفشلوا احياناً فى الإلتزام بالنظام الغذائى عندما تزداد اوزانهم ويفشلوا ايضاً فى المشى لمسافات طويلة، بينما هناك من تتدرب فى ظل إرتفاع درجات الحرارة حتى تظهر العضلات التى تجلب الميداليات.
اتركوا الناجحات فنحن بحاجة إلى كل فتاة متميزة لتغيير الصورة السيئة عن الفتاة المصرية التى يعتقد الغالبية فى المجتمع الأمريكى إنها لا تبحث عن شيء سوى الزواج والإنجاب، ولا تهتم بالتعليم والعمل. وإذا كنت تبحث عن عروسة فتأكد ان الفريدة لن تقبل بالزواج من شخص ينتقد الناجحات على مواقع التواصل الإجتماعى والملاك لن تعجب برجل لا يقدس حق المرأة فى ممارسة الرياضة والنور لن تتزوج برجل ينظر إلى الجسد قبل الشخصية والعقلية ، فهن عقليات نجاح. وابحث عن عروسة تجيد صناعة الكنافة والرقاق والهدف الوحيد من حياتها هوالبحث عن عريس.
نرمين طارق حاصلة على ليسانس آداب إنجليزى و تعمل كصحفية و مترجمة.
تهتم نرمين فى كتاباها بقضايا المجتمع، و تسليط الضوء على قصص كفاح و نجاح الفتيات و خاصة اللاتى يتعرضن لظروف مجتمعية صعبة.
إذا أعجبتك هذه المقالة، أشترك في المجلة لتصلك مقالاتنا في بريدك الالكتروني **
كثرة حسادك دليل على نجاحك، لذلك يجب على الناجح ألا يسمع لهم ولكلامهم السلبي .. عقلية مريضة للأسف.