السبت ٤ نوفمبر ٢٠١٧
كتبت – قسمة كاتول
بين الشمال ….والجنوب كل الحكايات قابلة للسرد
الحكايات تصنع “موتيفاتها ” بالتراكم …الشفاهي ..البصري … أو أحيانا الاستسهال
علب نفرغها ..كلما جاءت “سيرة” الشمال / الجنوب
الجميع كل الجميع (تعميم راديكالي ..ربما ) ..لديه مخزون استراتيجي من هذه العلب ، وتحديدا حين يتم طرح إشكاليات النساء وقضاياهن.
وهنا أود ان احكي عن النساء فى الجنوب بسردية، أحاول الاجتهاد في ان تكون مغايرة وليست “موتيفا”….احاول
وهذا بالطبع ليس رغبة طفولية، لكن من باب ” اللي ربي خير من اللي اشترى “
لأني امرأة جنوبية ……وحين استمع …اقرأ…”اتفرج” السرديات التي شكلت عبر تراكم زمني وثقافي وبصري صورة نمطية ،علبت الخطابات السائدة والجاهزة للتصنيف ، مع ديمومة إعادة الإنتاج هذه الصور وتلك السرديات
جعلتنا أحيانا كجنوبيات نقدم الشروحات والتفاسير التي تنافي هذه الصورة ،ليس للتمرد المجاني ، بل لان هذه الصور أصبحت “اكلاشيهات” ..ولا تمثلنا
كصور وإعلانات الحملات الترويجية التي تظهر أسوان “مدينتي “
فى “مركب ..ونيل ..وغروب ووشوش سمرا “….. !
وأصبحت أسوان تلك المدينة ال”مضفرة ” تفاصيل وحكايات وتاريخ ..وجغرافيا … مجرد فقط موتيف “المركب والنيل”
بعيدا أنى كامرأة جنوبية قررت منذ زمن أن أتوقف عن تقديم تلك الشروحات والتفاسير لأنها تهدر الطاقة
ونحن فى زمن المعرفة الحرة ….كل الخيارات متاحة….هناك من سيكتفي بالموتيفات وإعادة الإنتاج … و”هنا” من يقرر ان يعرف
لكننا قررنا المضي …….فى مساحاتنا التي اخترنها ..عن وعي ومسئولية
“منى راجح ” المصورة الأسوانية ..قررت هي أن لا تقدم “موتيفات ” ،لأنها أدركت بعينها أن أسوان
وهذه المدينة كل شبر بها لديه العديد من الحكايات القابلة للقص عبر صورة
خطواتها التي تراوح بين التعب والبحث ، وهي تحمل كاميراتها ، بعد أن تنهي عملها “الحكومي”، لتتنفس شغفها ، كأنها تبحث عن حكايات غير المعدة سلفا
“حواديت ” فى الشوراع فى عيون البشر…وفي تفاصيل مدينتا المتدفقة
مثل روح “منوشة” كما تحب نسميها، التي أحيانا تبدو لنا كأنها في حالة زهد ،وكأنها مشبعة حد الامتلاء بشغفها
تنتظر لحظة تتوحد فيها روحها ..عينها ..عدسة كاميراتها ….”ضغطة” زر
لتؤرشف لنفسها ” أولا ” تفصيلة، لا يمكننا نراها الا عبر صورها
كأنها أدركت أن الفنون ،لا تقدم ما هو معروفا سلفا ،بل هي ذاتها الفنون ان تقدم لنا “زوايا شوف” مغايرة
ومختلفة …وطزاجة هذه الزوايا هي مزيج من أصلتها ..وحميميتها
“منى “قررت ان تقول شيئا ……ليس “موتيفا ” …..لكنه أصيل
” حين يكون الصوت الإنساني حقيقيا، حين يولد من الحاجة إلى الكلام، لا احد يستطيع أن يوقفه، حين يمنع عنه الفم يتحدث بالأيدي وبالأعين بالمسام او بأي شيء آخر، لان كل واحد منا لديه شيء يقوله للآخرين، شيء يستحق أن يحتفي به الآخرون أو يصفحوا عنه ” ………. أدواردو جاليانو
جميع حقوق الصور محفوظة للمصورة منى راجح
إذا أعجبتك هذه المقالة، أشترك في المجلة لتصلك مقالاتنا في بريدك الالكتروني **