هذا ربما ليس موتيفا: أسوان بعدسة الفنانة منى راجح

السبت ٤ نوفمبر ٢٠١٧
كتبت – قسمة كاتول

10661629_852093848164281_6574309814204530746_o

بين الشمال ….والجنوب  كل الحكايات قابلة للسرد

الحكايات تصنع “موتيفاتها ”  بالتراكم  …الشفاهي ..البصري … أو أحيانا  الاستسهال

علب نفرغها  ..كلما  جاءت “سيرة”  الشمال / الجنوب

الجميع  كل الجميع (تعميم راديكالي ..ربما ) ..لديه مخزون استراتيجي من هذه العلب ، وتحديدا حين يتم طرح  إشكاليات النساء  وقضاياهن.

10712380_850971448276521_5209379624835435597_o

وهنا أود ان احكي  عن النساء  فى الجنوب  بسردية،  أحاول الاجتهاد  في ان تكون مغايرة وليست “موتيفا”….احاول

وهذا بالطبع ليس رغبة طفولية، لكن من باب ” اللي ربي خير من اللي اشترى “

لأني  امرأة جنوبية ……وحين  استمع …اقرأ…”اتفرج”   السرديات التي شكلت  عبر تراكم زمني وثقافي وبصري  صورة نمطية ،علبت الخطابات السائدة والجاهزة للتصنيف ، مع ديمومة إعادة الإنتاج هذه الصور وتلك السرديات

1415533_739574056082928_7872246260503218708_o

جعلتنا أحيانا كجنوبيات نقدم الشروحات والتفاسير التي تنافي هذه  الصورة ،ليس للتمرد المجاني  ، بل لان هذه الصور أصبحت “اكلاشيهات”  ..ولا تمثلنا

كصور وإعلانات الحملات الترويجية التي تظهر أسوان “مدينتي “

فى “مركب ..ونيل ..وغروب ووشوش سمرا “….. !

10355699_821395947900738_1822324716905022628_o

وأصبحت أسوان تلك المدينة ال”مضفرة ” تفاصيل وحكايات  وتاريخ ..وجغرافيا  … مجرد فقط  موتيف “المركب والنيل”

بعيدا أنى كامرأة جنوبية  قررت منذ زمن أن أتوقف عن  تقديم  تلك الشروحات والتفاسير لأنها تهدر الطاقة

ونحن فى زمن المعرفة الحرة  ….كل الخيارات متاحة….هناك  من سيكتفي  بالموتيفات  وإعادة الإنتاج  … و”هنا”  من يقرر ان  يعرف

لكننا قررنا المضي …….فى مساحاتنا  التي اخترنها ..عن  وعي  ومسئولية

17855366_1359646200767919_8243090739471614131_o

“منى راجح ” المصورة  الأسوانية  ..قررت  هي  أن لا تقدم “موتيفات  ” ،لأنها أدركت  بعينها أن أسوان

وهذه المدينة  كل شبر بها  لديه العديد من الحكايات القابلة للقص عبر  صورة

خطواتها التي تراوح بين التعب  والبحث  ، وهي تحمل كاميراتها  ، بعد أن تنهي عملها “الحكومي”، لتتنفس  شغفها ، كأنها  تبحث عن حكايات غير المعدة سلفا

13178513_1189669977739998_1675054641552731127_n

“حواديت ” فى الشوراع فى عيون البشر…وفي تفاصيل مدينتا المتدفقة

مثل  روح “منوشة” كما تحب نسميها،  التي أحيانا  تبدو  لنا كأنها في حالة زهد ،وكأنها مشبعة حد الامتلاء  بشغفها

تنتظر لحظة تتوحد فيها روحها ..عينها ..عدسة  كاميراتها  ….”ضغطة”  زر

لتؤرشف لنفسها ” أولا ” تفصيلة، لا يمكننا نراها الا عبر صورها

10246658_907166012657064_5564907484602599819_n

كأنها أدركت أن الفنون ،لا تقدم ما هو معروفا سلفا ،بل هي ذاتها الفنون ان تقدم لنا “زوايا شوف”  مغايرة

ومختلفة …وطزاجة  هذه الزوايا  هي مزيج من أصلتها  ..وحميميتها

“منى “قررت ان تقول  شيئا  ……ليس  “موتيفا  ” …..لكنه أصيل

 

تتطلب عرض الشرائح هذه للجافا سكريبت.

” حين يكون الصوت الإنساني حقيقيا، حين يولد من الحاجة إلى الكلام، لا احد يستطيع أن يوقفه، حين يمنع عنه الفم يتحدث بالأيدي وبالأعين بالمسام او بأي شيء آخر، لان كل واحد منا لديه شيء يقوله للآخرين، شيء يستحق أن يحتفي به الآخرون أو يصفحوا عنه  ”  ………. أدواردو جاليانو

جميع حقوق الصور محفوظة للمصورة منى راجح

إذا أعجبتك هذه المقالة، أشترك في المجلة لتصلك مقالاتنا في بريدك الالكتروني **

 

أضف تعليق