السبت ٢٤ فبراير ٢٠١٨
كتبت – د. ياسمين عبد العزيز

 هل حقا أن النجاح العملي للمرأة لا يتعارض مع الزواج؟!!

 هل حقا أن مسيرة نجاح المرأة تتوقف أو على الأقل تتأخر حينما تقرر الزواج؟!!

هل حقا أن وراء كل عظيم امرأة أما وراء كل امرأة عظيمة نفسها ولا يمكن أن يكون إلا نفسها؟!

هل من النادر ان نقول وراء كل امرأة عظيمة رجل؟!!

أسـئلة قد تتوارد إلى ذهن الكثيرين. فما السبب الذي يجعل المرأة تتقلد مناصب أدني من الرجل أو تتقاضي راتب أقل، أو ربما لا يمكنها، في كثير من الأحيان، من تحقيق نفس نجاحات الرجال؟

هل حقاً تكافح المرأة بمفردها على جبهة الحياة؟!!

 في الحقيقة أري أن المرأة تبذل الكثير من الجهد وتعمل خارج المنزل وداخله، فهي بطبيعتها العين الحارسة للأسرة، فالمرأة هي التي تلد وتربي، وعلى كاهلها أعظم مسئولية، وهي تنشئة وتربية المستقبل، واظن ان سبب تأخر نجاحاتها العملية هي تقديم اولادها على قائمة أولوياتها. فحين تلد الأم فإن أولوياتها تصبح وليدها الصغير وتترك ورائها اي شيء اخر.

على صعيد اخر لا يمكننا ان نغفل ما تعانيه المرأة العاملة من تحديات اجتماعية واقتصادية ونفسية، تحول دون قيامها بدورها كاملا في المجتمع؛ فعلى الرغم من كون المرأة نصف المجتمع، ما زال الرجل يسيطر على الكثير من مجريات أمور حياتها. إلى جانب ذلك، هي أيضا تعاني من عدم مشاركة الزوج في مسئوليات المنزل، وترك الحمل على كاهلها وحدها، مما يزيد من صعوبة التوفيق بين الحياة العملية والاسرية، بسبب كثرة الضغوطات النفسية. هذا بالإضافة الي ما تحتويه ساحة العمل من مشكلات تصادف المرأة العاملة، فتواجدها في بيئة يغلب عليها التمييز يزيد من معاناتها.

الكثيرين من المديرين أكثر تحيزا للرجال في تخصيص المهام الوظيفية، على الرغم من مقدرة السيدات على القيام بها، ولكنهم يجدون أن   الأداء الوظيفي للرجال أفضل من النساء، فيتعمدون تهميش المرأة وإيلاء المهام البسيطة لها، والتي لا تتمكن من خلالها من إثبات قدراتها العملية.  وكذلك هناك الغيرة من النجاح الوظيفي للمرأة في محيط عملها، وتأثيرها السلبي عليها.

وقد تدفع كل هذه العوامل المرأة للهروب والتخلي عن مستقبلها العملي والمهني، والامثلة على ذلك كثيرة ونراها يوميا بلا شك.

ولكن يا سيدتي هل يمكن ان تتركي كل هذا يثنيك عن هدفك ويبعدك عن طريقك في الحياة؟ لما لا تجعلين الزواج بداية حياة مليئة بالنجاحات. اختاري من يساعدك ويجعلك كالنور البراق لا تنطفئي ابدا. طوري من نفسك ومن قدراتك. لا تستسلمي ابدا ولا تقبلي ان يضعك أحد دون قدرك. ولا تغضبي إن علمتِ أنك مصدر للغيرة ممن حولك، فهو أمر إيجابي يولد الحافز ويدفعك إلى العمل. وقد تصادفين غيرة سلبية للإيقاع بك في الفشل بما قد تواجهيه من مكائد، فلا تجعلي هذا يصيبك بالإحباط واليأس.

اجعلي تصرفك أرقى من أن تعامليهم بالمثل، استمري في طريقك وكوني الصامدة القوية المبتسمة دائماً، واجعليهم يخجلون من حسن تعاملك ومقابلتك الإساءة بالحسنة، كوني واثقة في نفسك ولا تطلعي احدا على أسرارك في العمل، واعلمِي انه لإثبات نفسك ومهاراتك عليكِ مواجهة الكثير من التحديات بكل إصرار وثبات، وذلك فقط بعملك الجاد.

واعلمي أنك لست المرأة الحديدية، وأنك ايضا تحتاجين لراحة ووقت لنفسك، فلا تقسي على نفسك ولا تضحى بساعاتك الخاصة وراحتك، فتدهسك عجلة الحياة العملية فلا تشعرين بالمتعة في شيء. لا تواجهي هذه   التحديات بمفردك؛ نعم تستطيعين ذلك، ولكن النجاح الحقيقي في الحب يكمن في الدعم الذي تتلقيه من الآخرين سواء زوج او اخ او ابن اوصديق او صديقة. وان لم تجدى هذا الدعم فاصنعيه لنفسك بنفسك، وأسعى في الحياة العملية والمهنية، وأسعى للسعادة في كل شيء تفعلينه، فالسعادة هي الغاية.

حققي التوازن في حياتك. تألقي. تعلمي. طوري من نفسك. تحدثي مع زوجك حول اهدافك وطموحاتك. اثبتِي للجميع انكِ قادرة على تحقيق ذاتك وجديرة بدعمهم. خططي لمستقبلك ولا تنسى سعادتك في عراك حياتك العملية، واعلمي ان الاتزان في كل شيء يجلب النجاح ويجلب السعادة.

مع خالص تمنياتي بالسعادة لك ايتها المرأة العاملة المجاهدة الجميلة.

** إذا أعجبتك هذه المقالة، أشترك في المجلة لتصلك مقالاتنا في بريدك الالكتروني