قهوة باردة مع أيتن زعربان!

الجمعة ٩ مارس ٢٠١٨                  أجرت الحوار –  جيلان الشاذلي

28576189_1883299438379118_2076651726314775421_nعندما كانت أيتن زعربان في الثانية عشر من عمرها، أخذت كل مدخراتها وأشترت لنفسها مسجل صوتي لتسجيل مقابلات مع الناس. ومن حينها، نحتت أيتن طريقها الي عالم الصحافة.

وبعد خبرة سنوات طويلة اكتسبتها من العمل في الصحافة التليفزيونية في مصر ولبنان والولايات المتحدة وإنجلترا، تقدم الان برنامج أسبوعي على الانترنت يسمي  قهوة باردة مع أيتن. و البرنامج عبارة عن سلسلة من الفديوهات القصيرة التي تناقش مشاكل الأمومة،  يتم اذاعته عبر الانترنت علي موقع المجلة الالكترونية العائلية   3a2ilati.com (عائلتي دوت كوم).

وقد لاقت الفيديوهات المسجلة للبرنامج نجاحا كبيرا علي فيس بوك و حصلت علي نسبة مشاهدة فاقت  الـ٣٠٠٠٠٠ (ثلاثمائة ألف)، وتنوعت المواضيع التي طرحتها ما بين مشاركة الإباء في تربية  الاولاد، وكيفية التعامل مع أسئلة الأطفال التي لا تنتهي وكيفية الاسترخاء والتحرر من التوتر العصبي.

وكان لسيدات من مصر هذا اللقاء مع آيتن زعربان:

نساء من مصر (ن.م.م): حدثينا عن برنامجك وكيف بدأت فكرته؟
أيتن زعربان (أ.ز): انتقلت الي دبي منذ أربعة أعوام وأخذت فترة راحة من عملي للتركيز على إنجاب ابنتي كلوي ورعايتها، وكان هذا تخطيطي، لأكرس نفسي للأمومة والاستمتاع بها. عندما بدأت كلوي في التحدث، تغيرت حياتي بأكملها. فلقد لاحظت مدى التأثير الكبير لمحادثاتنا سويا علي حياتها. عندما شاركت أحاديثنا مع العائلة و الأصدقاء، وجدوها لطيفة ومسلية. بعد ذلك، نشرت هذه الأحاديث علي مواقع التواصل الاجتماعي علي هاشتاج  #conversationswithchlo ثم تطور الهاشتاج الي عمود صحفي عن الامومة  في  marhababy مرحا بيبي، وهي مجلة الكترونية للأم و الطفل. أثار هذا العمود الصحفي إهتمام القائمين علي موقع 3 a2iliti.com    وإقترحوا علي أن أقدم برنامج عن الأمومة علي موقعهم.

ن.م.م: لماذا يسمي برنامجك قهوة باردة؟
أ.ز: عندما يصبح لديك طفلا، تصبح القهوة جزء أساسي من حياتك. ستعتمدين عليها للقيام بمهام يومك بعد ليال كثيرة بدون نوم. في معظم الأحيان، تلتقي الامهات لاحتساء القهوة بينما يلعب أطفالهم سويا، لذا أردت أن أختار اسما له صدي مع الأمهات. وهناك حكمة تقول ” قهوة الأم دائما باردة” و ذلك لأنها ليس لديها وقت كي تشربها ساخنة. في أول حلقة في البرنامج، ذكرت كيف استمتعت أخيرا بإحتساء القهوة ساخنة بعد أن أوصلت كلوي الي الحضانة في أول يوم دراسى لها.

ن.م.م: ما الذي حمسك كي تتحدثي عن الأمومة و الطفولة؟
أ. ز: عندما كنت أناقش المشروع مع 3a2ilati.com ، فكرت في كيفية تناول موضوع الأمومة والطفولة في البرنامج. كان هناك احتياج واضح الي وجود محتوي باللغة العربية يتناول مواضيع تخص الأمومة والعائلة عبر الانترنت، لوجود نقص كبير لهذا المحتوي. تجربتي كأم كان لديها تأثير كبير علي. ولاحظنا أن الحديث عن الأمومة ليس فقط موضوع أسعد بالكلام عنه، بل لدي خبرة به أيضا. كذلك أردت أيضا أن أناقش النقاط الايجابية  للامومة، و أن اوفر محتوي يريح الامهات نفسيا، خصوصا أن هناك العديد من الامهات اللآتي ينتقدن الاخريات بقسوة علي منتديات الانترنت. خصصت أولي حلقاتي لأقول للأمهات: ” أحسنت! انت تقومين بعمل رائع!”. كما أقوم أيضا بتشجيع ودعم الامهات وحثهم أن يأخذن المواضيع ببساطة.

28576737_1883656355010093_496478021620748096_n

ن.م.م: أخبرينا عن رحلتك مع الصحافة؟
أ.ز: بدأت رحلتي كصحفية تليفزيونية في سن الثامنة عشر من عمري، أثناء دراستي للصحافة. وكان ذلك في بداية عصر الديجيتال، حيث لم يعد إنتاج برنامج يحتاج لفريق كبير مكون من منتج ومخرج وغرفة للتحكم. استعاض الصحفيون عن كل هذا، بالقيام بأنفسهم بالتحرير والتسجيل وإجراء المقابلات وتجهيز البرامج للعرض. كان ذلك تحول غير مسبوق في مجال الاعلام، مما جعله أكثر اثارة. أول عمل لي كان في لبنان في قناة روتانا. وكنت أشارك في برنامج يومي مباشر مع شباب أخرين من البلدان العربية. ثم عدت مرة أخرى الي مصر لاستكمال رسالة الماجيستير في الجامعة الأمريكية، وقدمت النشرة الفنية لقناة روتانا سينما بين أعوام ٢٠٠٧ و٢٠١٠.

بعد أن حصلت على الماجيستير، سافرت للعمل في عدة مشاريع قبل انتقالي الي دبي. ومع ظهور مواقع الاتصال الاجتماعي، حدثت طفرة كبيرة مجددا في الصحافة، وأصبح التواجد عبر الانترنت مهم في حياة الصحفيين. لذا عندما قررت منذ عامين العودة الي مجال الصحافة، ركزت مجهودي على العالم الرقمي، وهذا ما أدى 3a2ilati.com

ن.م.م: كيف تختارين المواضيع المطروحة في برنامجك؟
أ.ز: أنا أحب كتابة قوائم! وأسجل مختلف المواضيع؛ تجاربي وخواطري اليومي، ثم أقوم باختيار المواضيع التي تستحق المناقشة وأطرحها في البرنامج. في بعض الأحيان، أتلقي مقترحات من الناس. وانا أحاول الابتعاد عن المواضيع المثيرة للجدل، وذلك لأنني لست طبيبة أو اخصائية ما. أركز فقط على تجربتي مع الأمومة، وليس على أي اختيارات شخصية أخري. أحاول أن أمزج بين حلقات مواضيعها خفيفة – مثل شرب القهوة – و حلقات تضم مواضيع جادة مثل السماح للأطفال الذكور بالبكاء.

ن.م.م: هل تواجهك أية مشاكل عند التحدث عن موضوع معين؟
أ.ز: التحدي الأكبر الذي يواجهنى هو كيفية توصيل رسائلي بدون مضايقة أو اساءه الي أي من المشاهدين. اختار كلماتي بعناية واستخدم الكلمات الملائمة حتى لا أضايق أحد. السيدات تتلقي نصائح كثيرة عن الأمومة، وفي كثير من الأحيان تكون نصائح بلا مبرر. أريد أن أكون مركزا للطاقة الإيجابية بدلا من أن أكون صوتا ناقدا، لذلك أحرص على ان لا أبدوا وكأني اقول لهم ماذا يجب عليهن أن يفعلنه.

27947127_10155103780436105_410754568_o

ن.م.م: كيف استقبل المشاهدين برنامجك حتي الان؟
أ.ز: عادة تتعدي مشاهدة حلقاتنا المائتي ألف! أتلقي العديد من التعليقات، ٩٥٪ منها ايجابي. وانا أستمتع بردود أفعال المشاهدين. أكثر الحلقات شعبية كانت تلك التي ناقشت فيها كيف للزوجة ان تجعل من زوجها أكثر فاعلية في تربية الأبناء. تلقيت العديد من ردود الأفعال عن هذه الحلقة، لأنه من الواضح أن العديد من الأمهات لا يحصلن على المساعدة المطلوبة او الكافية من أزواجهن.

ن.م.م: هل تتعرض الحلقات الي أي انتقادات او تعليقات سلبية؟ وإن كان هناك، كيف تتعاملين معها؟
أ.ز: في بعض الأحيان نتلقى تعليقات سلبية، خصوصا عندما تقتطع الكلمات خارج سياقها. مثال علي ذلك، عندما تحدثت مرة عن أنه لن يجري شيء أن تتأخر الام قليلا عن مواعيدها لو كان البديل هو تعرضها للتوتر، بعض الناس فهموا انني أشجع على عدم احترام المواعيد. في مثل هذه الحالات، أتجاهل تلك التعليقات لأنه من المستحيل إرضاء الجميع.

ن.م.م: ما هو أكثر شيء يشجعك في رحلتك مع فنجان قهوة باردة؟
أ.ز: أجد التعليقات الإيجابية من الناس هي أفضل مكافأة لما أقوم بعمله. شيء جميل عندما يقول لكِ الناس انكِ خففت عليهم إحدى المشاكلات التي يواجهونها، وهذا هو الهدف الأساسي من الفيديوهات. أفرح أيضا جدا عندما يشاهد ويستمتع ببرنامجي شريحة المشاهدين ممن ليس لهم أبناء صغار.

27938888_10155103779136105_1771510286_n

ن.م.م: ما الذي تأملين تحقيقه من خلال فيديوهاتك؟
أ.ز: أريد أن أستكمل مساهمتي في إنتاج محتوي عن الأمومة مع استمرار إيصال الرسائل و التجارب الايجابية لهم، حتي لا تشعر الأمهات أنهن وحيدات في رحلتهن. كما أتمنى أن تساعد الحلقات في بث الراحة النفسية للأمهات، ويتفاعلن مع محتواها.

ن.م.م: ما هي خططك المستقبلية؟
أ.ز: في مخططي أن أكتب كتابا للأطفال، وقد بدأته بالفعل. سيعطي الأمهات فرصة كبيرة للترابط مع اولادهن عندما يجلسن معهم لقراءته. القراءة لابنتي هي من أكثر الأشياء المحببة لي. كذلك أتمنى أن تصل فيديوهاتي الي المزيد من الامهات، وأن أتمكن من زيادة نسبة تواصلي مع مشاهديني الحاليين عبر الانترنت.

ن.م.م: ماهي نصيحتك للأمهات؟
أ.ز: نصيحتي للأمهات هي: تتبعي حدسك وثقي بإحساسك. في معظم الأحيان أنت على دراية بما تقومين بفعله، وما عليك أن تفعليه، لذا لا تعطي الفرصة لأحدا لأن يقلل من شأنك أو يضغط عليك كي تفعلين شيئا، وأنت تعلمين في داخلك انه لا يصلح لك او لعائلتك.

ترجمة احوار الي العربية : نورا جاد 

** إذا أعجبتك هذه المقالة، أشترك في المجلة لتصلك مقالاتنا في بريدك الالكتروني

أضف تعليق