كَوْني سمراء

الثلاثاء ٢٧ مارس ٢٠١٨         كتبت – منيرفا حماد

d1a19a_feadb71b3c4f44fe9584f7d72e2c5f39~mv2

نحن المصريات، بغض النظر عن المكان الذي نشأنا فيه، سوف يملي علينا أن المرأة ذات البشرة الفاتحة جميلة والمرأة ذات البشرة السمراء ليست كذلك. سوف نتعلم، أن شعرنا الكيرلي يحتاج إلى فرد وتنعيم، لأن الشعر الكيرلي غير مرتب وهائش، والفتيات اللواتي شعرهن هائش لسن جميلات. سيقنعوننا بأن عيوننا السوداء أقل جاذبية، لأن العيون الزرقاء والخضراء هي التي تفتن الناس، لكن العيون السوداء ببساطة لا تفعل ذلك.

وسوف نصدق كل ذلك

سنصدق كل ذلك لأنه كلام نسمعه من الأقارب والأصدقاء والمجتمع بأكمله، الذي يريدنا أن نشبه شقراوات الغرب، بالرغم من أن العديد من الأغنيات كتبت خصيصا لتتغزل في جمال السمراوات وعيونهن السوداء وشعرهن الغجري المجنون الذي يسافر في كل الدنيا. كيف لنا أن نعرف هذه الأغاني عن ظهر قلب، ولكننا لا نفكر في المعنى والرسالة وراءهم؟

نحن نصبغ شعرنا بألوان فاتحة ونفرده بالكيماويات والمكواة الساخنة ونشم رائحته وهو يحترق. نضع عدسات لاصقة ملونة، والتي تبدو مزيفة لكل من يرانا بالرغم من ألوانها الجذابة. نحن نشتري الكريمات لتفتيح لون بشرتنا، بينما يقضي السائحون ذوي البشرة الفاتحة عطلاتهم على شواطئ البحار للحصول على لون بشرتنا الأسمر. ولكن إذا قررنا أن نفعل مثلهم، نصبح مصدرا لسخرية أقربائنا، خاصة إذا كنا نستعد لحضور إحدى المناسبات العائلية، كحفل زفاف مثلا، كيف نجرؤ على الظهور في الأماكن العامة أمام كل العائلة والأصدقاء ولون بشرتنا لفحته أشعته الشمس، كما لو كان هذا اللون هو مصدر للعار؟

منذ أن حفرت في أذهاننا منذ الصغر باننا لسنا جميلات، لأننا لسن بيضاويات البشرة بالقدر الكافي، ونحن نحاول تغيير هذه الصورة. ولأننا نسعى إلى الحب والقبول من المجتمع عامة ومن أقربائنا وأحبائنا خاصة، فإننا نغير جمالنا الطبيعي ليتناسب مع القالب الذي حددوه لنا.

على مدي سنوات طويلة، تعودت النساء والفتيات المصريات على تغيير شكلهن ليبدون أشبه بالنساء الغربيات، لأن شكل النساء الغربيات كان مقياس الجمال الوحيد في أعين المجتمع. لكن هناك تغيير في الفكر مع الجيل الجديد، والذي أعاد تقييم معايير الجمال هذه، وكسر نمطها. نحن لسنا بحاجة إلى تغيير لون بشرتنا او عيوننا او شعرنا لنشبه نساء الغرب. نحن أصبحنا نتباهى بشعرنا الكيرلي ولون بشرتنا مهما كانت درجة لونها.

وعندما نتعلم كيف نتقبل أنفسنا كما نحن، سنكتشف أن مصطلح القبح هو من اختراع الناس، واستخدموه للتقليل من شأننا وليشعرونا بأننا أقل قدرا من الأخرين، بالرغم من أن هذا غير صحيح بالمرة. نحن لسنا أقل شأنا من أحد.

  26909946_2262033100489642_1763765435_oمنيرفا حماد صحافية ومدونة مصرية نمساوية. وهي تكتب عن حقوق المرأة والمسلمين في أوروبا. لديها مدونة  تدعى “فندق ماما” ، حيث تكتب فيها عن الأمومة والنسوية و المرأة.

زوروا مدونتها فندق ماما و صفحتها علي فيس بوك

حقوق الصور لهيبات أو كليفي

** إذا أعجبتك هذه المقالة، أشترك في المجلة لتصلك مقالاتنا في بريدك الالكتروني

One comment

  1. شيقة جدا جدا احنا محتاجين وقت كتيير علشان نقدر نصلح افكارنا الخاطئة احنا اتعلمنا ان العيون السوداء اقوى فى النظر بس عقدة الخواجة مسيطرة علينا الاسف و البركة فيكم انتم الجيل الجديد و دم جديد وفكر جديد و ربنا يوفقك يا مينرفا الى الامام ان شاء الله الى النجاح ربنا معاكى

أضف تعليق