الأحد ٢٧ مايو ٢٠١٨ كتبت – رضوي حسني
تخطو بخطوات ثابتة نحو العالمية، تحصد الميداليات المحلية والدولية، وتطمح ببطولة العالم وباحراز ذهبية الدورة الاوليمبية، انها هنا جودة؛ بطلة تنس الطاولة ذات العشر سنوات، والحاصلة علي ذهبية بطولة الجزائر الدولية عام ٢٠١٦، وذهبية كلامن بطولة تونس و بطولة افريقيا ٢٠١٨، وكذلك هي صاحبة الميدالية الفضية في بطولة السويد ٢٠١٧ والمصنفة الاولي في مصر تحت ١٢ سنة..
بدأت هنَا مشوارها الرياضي منذ ان كانت في الرابعة من عمرها، وكانت البداية مع لعبة الجمباز والتي لم تستمر فيها طويلا، لتتجه بعدها الي مزاولة السباحة ثم كرة اليد، والتي اتنظمت في تدريباتها لمدة عام، قبل أن يقع اختيارها وعائلتها على لعبة تنس الطاولة. الحقها والداها بمدرسة تنس الطاولة بالنادي الأهلي،وبدأت التدريبات في البداية بغرض التجربة. وتتذكر د. رضوي عزب، والدة هنا، بدايات ابنتها مع رياضة تنس الطاولة قائلة، “عندما بدأت تدريباتها كانت لازالت صغيرة جدا وبالطبع كانت قصيرة القامة.كانت أقصر من طول الطاولة،وتم تقصير أرجل الطاولة لتتناسب مع طولها”. وأحبت هنا تنس الطاولة وبعد فترة تدريبات قصيرة، ظهرت موهبتها باللعبة، واستثمر والداها هذه الموهبة، ليضعاها علي اول الطريق في مشوارها الرياضي.
آباء وأمهات الابطال الرياضيين هم الجنود المجهولون في حياة أبناءهم، يدعمونهم ويشجعونهم بعيدا عن الأضواء بدون صخب، وهم أولا وأخيرا القوة الدافعة لنجاح ابنائهم. وحياة أهالي هؤلاء الابطال ليست تقليدية، وعادة ما تمتلئ بالتضحيات، لأنهم يعيشون كما تملي عليهم جداول تمارين الأبناء ومعسكراتهم الرياضية وبطولاتهم. والدي هنا، د. رضوى عزب، ود. أيمن جودة، أستاذ مساعد مساعد جراحة العظام، يبذلان كل جهدهم ويسخران كل ما في وسعهم لتوفير الدعم المادي والمعنوي للبطلة الصغيرة لتواصل سفرياتها ومعسكراتها الخارجية، وكذلك لتيسير احتياجات تمارينها الخاصة داخل مصر.
والدة هنا ترافق ابنتها في كل رحلاتها الخارجية، كما أنها تصاحبها أيضا إلى تمارينها الرياضية اليومية. وتقول د. رضوي، والتي تركت مجال الطب من اجل التفرغ الي بيتها وأولادها، “حياة اهالي الابطال الرياضين تسير وفق جدول البطل ومواعيد تمريناته و بطولاته، مثلا اختيار توقيت الاجازة العائلية، والمناسبات الاجتماعية كلها متوقفة على جدول هنا الرياضي، وملاءمة المواعيد لجدولها ، ولو عندها معسكر او بطولة، فطبعا كل حاجة بتتأجل لغاية لما تخلص.”
د. رضوى تعمل جاهدة علي تنظيم وقتها بين مسؤليات البيت والاسرة، ورعاية اطفالها الثلاثة، محمد، ١٣ عاما، سباح في النادي الأهلي، وهنا والابنة الصغري همسة والتي تبلغ خمسة سنوات. “ولأني ارافق هنا في سفرياتها الخارجية للمعسكرات او البطولات، فأنا أرتب واجهز قبل السفر كل شيئ قد يحتاجه الاولاد أوالمنزل أثناء سفري.”
وبعيدا عن البطولات الرياضية ومسئولياتها، تعيش هنا حياتها، قدر المستطاع، كأي طفلة اخري في عمرها، وقدر ما تسمح لها ظروف تدريباتها ومعسكراتها وبطولاتها. تمارس تدريباتها اليومية بعد انقضاء يومها الدراسي، وتستذكر دروسها وتلعب مع أختها الصغري همسة بالعرائس والعابهما الخاصة. كذلك هي تحرص علي لقاء أصدقاءها خارج اسوار المدرسة كلما سنحت لها الفرصة لذلك، لتعوض الوقت الذي تقضيه بعيدا عنهم لسفرها المستمر بحكم اشتراكها في المعسكرات والبطولات الخارجية. وتحب هنا القراءة جدا، وهي الهواية المفضلة لها بين أوقات التمارين.
وهنا، بالرغم من صغر سنها، إلا أنها بطلة صاحبة حلم كبير.الي جانب احلامها بالبطولات العالمية، في أيضا تطمح في أن تمد يد العون للآخرين من الأطفال الذين يريدون أن يحترفوا اللعبة. فطموحها المستقبلي والأكاديمي هو دراسة أصول اللعبة و تقنياتها، لتصبح مدربة تنس طاولة، إلى جانب كونها لاعبة محترفة. لذا فهي تطور من مستواها الفني بحرص تام و بشكل مستمر من خلال التخطيط الدائم للمعسكرات و البطولات الداخلية و الخارجية،لتتأهل لبلوغ حلمها الرياضي العالمي و الأوليمبي.
وعن دور الرياضة في تكوين شخصية هنا تقول والدتها، “لقد صقلت المسئوليات الرياضية التي تتحملها هنا في هذه السن الصغيرة من شخصيتها، وهي ذكية جدا، وأصبحت تتقن فن التعامل مع الاخرين من مختلف البلاد والثقافات نتيجة سفرها الدائم وتعاملها مع أناس من جنسيات مختلفة.” و بالرغم من الحمل و المسؤولية الواقعة على عاتق البطلة الصغيرة، إلا أن والديها يحرصان على تخفيف هذه المسؤلية عنها قدر استطاعتهما حرصاً منهم على أن تمارس ابنتهما للعبة تنس الطاولة حباً لها و ليس كمسئولية ملقاة عليها.
والي جانب والداي هنا اللذان يحرصان على بث الأخلاق والروح الرياضية بها لتكون هي السمات الغالبة لشخصيتها، فان هناك العديدن ممن أثروا حياة هنا رياضيا؛ هنا تعتبر دينا مشرف بطلة مصر وافريقيا في تنس الطاولة هي قدوتها علي المستوي المحلي، وعالميا فان مثلها الاعلي هي اللاعبة الصينية دينج نينج. وكذلك فإن المدرب الصيني زانج شاولينج، وهو أيضا المدير الفني للمنتخب المصري – هو من أكثر المدربين تأثيراً في تفوقها الرياضي كونه أصقلها بفنيات اللاعبين الصينيين.
تستعد هنا للدخول في معسكر مغلق في الصين استعدادا لبطولة الصين للناشئين في شهر يوليو، ويتبعها معسكر وبطولة العالم تحت ١٢ سنة والتي ستقام في شهر أغسطس في اسبانيا.
لمتابعة أخبار وبطولات هنا جودة، زوروا صفحتها علي الفيس بوك هنا
** إذا أعجبتك هذه المقالة، أشترك في المجلة لتصلك مقالاتنا في بريدك الالكتروني