السبت ٢ يونيو ٢٠١٨

هل بإمكان حملة إعلانية من تغيير موقف الناس تجاه التحرش الجنسي في مصر؟ 

تم اختيار الفيلم المصري القصير «الحملة» للمخرجة المصرية الامريكية جيني منتصر للعرض يوم الاربعاء ٦ يونيو، ضمن فعاليات مهرجان الفيلم العربي الذي ينظمه المتحف العربي-الامريكي القومي في مدينة ديربورن بولاية مشيجان الأمريكية. يُعرض فيلم «الحملة» بصحبة الفيلم التونسي “علي كف عفريت”، وسيعقب عرضه مناقشة مفتوحة مع مخرجة الفيلم جيني منتصر حول التحرش الجنسي في مصر وكيفية دعم الحملات المناهضة للتحرش مثل حملة  Me Too

فيلم «الحملة» والذي مدته ١٧ دقيقة يدور حول التحرش الجنسي في مصر ويلقي الضوء حول الجهود المبذولة من مبادرة خريطة التحرش HarassMap  لمناهضته من خلال حملة إعلانية ضخمة. انطلقت «خريطة التحرش» في عام ٢٠١٠ كمبادرة لمحاربة وباء التحرش الجنسي المتزايد في مصر عن طريق عمل برامج تدريبية اون لاين وعلي ارض الواقع في الشارع المصري، وتم تسجيل المبادرة فيما بعد كمؤسسة غير حكومية غير هادفة للربح. وبعدما صدرت تقارير للأمم المتحدة أن ٩٩٪ من النساء في مصر تعرضن للتحرش، أدرك القائمين على «خريطة التحرش» أن محاربة هذا الوباء يتطلب “المزيد من الجهود الغير تقليدية”. وقد أدى ذلك بهم إلى قيامهم بحملة لمحاربته.

لمدة عامين، تابعت المخرجة جيني منتصر خلالهما منظمي حملة خريطة التحرش عن قرب، وسجلت بكاميرا فيديو محمولة رحلة انتاج الحملة الاعلانية التليفزيونية. وعن خريطة التحرش تقول جيني منتصر، “تتكون المبادرة من مجموعة صغيرة منالافراد الذين يعملون جاهدين لمناهضة التحرش، وبالرغم من مواردهم المحدودة للغاية الا انهم يمتلكون إرادة قوية. وقد أثارت هذه الحملة فضولي لرؤية ما سيفعلونه عندما تُمنح فرصة نادرة للوصول إلى جمهور أكبر من خلال حملة تلفزيونية، وكيف سيكون رد فعل الجمهور لرسالة الحملة.”

عانى فريق الإنتاج منذ البداية من اختلافات وجهات النظر في طريقة عرض الإعلانات، وتغيير افراد فريق العمل، وازمات في التمويل، الي جانب التحديات الغير تقليدية التي تعقب قيام الثورات السياسية. وقد قامت جيني منتصر بالإضافة إلى تسجيل كل هذه التحديات، الي توثيق أيضا جلسات تبادل الأفكار، وتعاون الحملة مع وكالة الإعلان، وتأمين بث الحملة الاعلانية على شبكات التلفزيون المؤثرة.

ولدت ونشأت مخرجة الأفلام الوثائقية وصحفية الفيديو جيني منتصر في الولايات المتحدة، جاءت إلى مصر للمرة الأولى في عام ٢٠١٠ لزيارة عائلة والدها. في ذلك الوقت، كانت تخرج أفلام وثائقية في الولايات المتحدة، وكانت تفكر في القيام بعمل أفلام وثائقية في مصر. وبعد قيام ثورة ٢٠١١، عادت الي مصر واستقرت بها لمدة أربع سنوات تقريبا، عملت خلالها على تغطية وإنتاج قصص وقضايا تتعلق بحقوق المرأة والعدالة الاجتماعية، وقد ظهرت أعمالها في هيئة الإذاعة البريطانية، النيويورك تايمز، ام اس ان بي سي، هفنجتون بوست، صوت أمريكا، جريدة التايم والجارديان. كذلك تم عرض فيلمها القصير «تكلمي بدون خوف: العنف العائلي في مصر»، في المنتدى العالمي للنساء في عام٢٠١٢.

في عام ٢٠١٣ قرأت جيني منتصر أن خريطة التحرش تستعد لإنتاج حملة إعلانية، أضخم من أي حملة قامت بها قبل ذلك. وشملت خطة الحملة إطلاق إعلانات تلفزيونية. جيني منتصر أدركها الفضول لمعرفة ما سيحدث وراء كواليس إنتاج هذه الحملة، وعما سيكون الإعلان. وافق المعنين بـ «خريطة التحرش» على متابعتها لهم وللحملة، وتصوير كواليسها، وهذا ما فعلته المخرجة لمدة عامين، إلى أن أطلقت حملة «المتحرش مجرم» في عام ٢٠١٥.

توافق تاريخ العرض الاول للفيلم الوثائقي «الحملة» الذي أنتجته وقامت بتصويره واخرجته المخرجة جيني منتصر مع إطلاق هاشتاج#MeToo العالمي، الذي أثار ضجة كبيرة عالميا حول التحرش الجنسي الذي تواجهه النساء في مكان العمل وفي الأماكن العامة.

وعن أسباب صنعها لهذا الفيلم تقول جيني منتصر، “السبب الذي حفزني لانتاج وتصوير وإخراج هذا الفيلم هوأنه في حين أن التحرش الجنسي قضية كبيرة في مصر، الا اننا نادراً ما نسمع عن الأشخاص الذين يحاولون وضع حد لها. ويعد فيلم الحملة ذو أهمية خاصة لأنه يلقي الضوء على الجهود المبذولة من أجل القضاء على التحرش الجنسي.”

بعد إطلاق الحملة الإعلانية، اضطرت «خريطة التحرش» الي سحب فرق التدريب من الشارع بسبب الوضع الأمني، لكنها لازالت تواصل العمل مع الشركات والجامعات لتقديم دورات تدريبية ولدعمهم لاتخاذ الإجراءات اللازمة ضد التحرش الجنسي.

للمزيد عن فيلم الحملة زوروا موقعه الالكتروني هنا و صفحته علي الفيس بوك هنا

** إذا أعجبتك هذه المقالة، أشترك في المجلة لتصلك مقالاتنا في بريدك الالكتروني 

​