شيرين الهواري تدعو السيدات للتمسك بأحلامهن

الاثنين ٢٤ سبتمبر ٢٠١٨                     كتبت – قسمت مختار

41788490_293604884800419_6514113572845387776_nكان حلم شيرين الهواري هو الالتحاق بكلية السياحة والفنادق، الا ان تعنت والدها، والذي رفض انتقالها من مدينة الإسماعيلية – حيث تعيش العائلة – الي القاهرة للدراسة، حال دون تحقيقه. وبدلا من الكلية التي كانت تأملها، التحقت شيرين بكلية رياض الاطفال في الإسماعيلية، ولكن لفترة وجيزة، قبل ان تعلن لأهلها بعدم رغبتها في إتمام تعليمها، والاستعاضة عنه بالعمل، بدلا من اضاعة وقتها في دراسة لا ترغبها. وقبل أن يفيق والديها من صدمة خبر انقطاعها عن الدراسة، ألقت عليهم قرارها بالسفر للعمل بشرم الشيخ، والذي كان بمثابة “الصاعقة” والتي عرضتها للصدام مع والدها وأفراد عائلتها، ولكن ذلك لم يثنيها عن المضي في الطريق الذي خططته لنفسها، بالرغم من تعارضه مع عادات وتقاليد عائلتها المحافظة. وبالرغم من الصعاب والتحديات التي واجهت شيرين خلال الخمسة عشر عاما، عمر مشوارها المهني منذ أن وطأت قدماها شرم الشيخ، وصولا لمنصب مساعدة المدير العام بفندق أستيلا دى مارى، الا انها لم تندم يوما على قرارها هذا.  ولامتنانها بتمسكها بحلمها ونجاحها، أسست شيرين مبادرة “إتطوري أمسكي في حلمك” لمساعدة السيدات في شرم الشيخ وجنوب سيناء لتحقيق أحلامهم.

ومشوار كفاح شيرين حتى وصولها الى هذا النجاح لم يكن سهلا؛ مشوار كفاحها هذا بدأته قبل أعوام من سفرها الي شرم الشيخ، وهي لازالت طالبة في المرحلة الثانوية. بدأت شيرين بالعمل والاعتماد على نفسها في هذه السن الصغيرة لتوفر لنفسها مصاريفها وتزيح العبء من على والدها.

40158113_1995722260448328_3827493280157794304_nاول عمل التحقت به كان توزيع كروت صيانة الشركات، والذي كان يتحتم عليها العمل طوال اليوم سيرًا على قدميها و”اللف على البيوت طول النهار.” لم تجد شيرين في عملها هذا ما يشينها، “دايما عندي مبدأ الشغل مش حرام ولا عيب، اي شغل ما دام محترم.” ومع الخبرة التي اكتسبتها في مجال التسويق، انتقلت للعمل في قسم المبيعات في عدة شركات اجنبية، والذي استدعاها للسفر اليومي للمحافظات المختلفة والعودة اخر الْيَوْم لتحقيق نسب المبيعات المطلوبة منها. وكان هذا العمل بمثابة تحدى كبير لها، لان كان عليها ان توازن بين عملها ودراستها. “أول مرتب ليا كان من وظيفة المبيعات كان ٥٠٠ جنيه، وده كان مبلغ كبير وقتها، كان أكبر من مرتب بابا، واتعلمت كتير اوي من الشغل.”

لم تأبي شيرين بنظرة الناس لها بعد ان اتخدت قرار السفر الي شرم الشيخ، “أخدت شنطتي و سافرت، و بدأت المشوار “من أوله” فى مجال السياحة و الفنادق. بدأت بالعمل موظفة تليفونيست، تقوم بالرد على التليفونات، وعملت فى الريسيبشن، وفى المطعم تستقبل نزلاء الفندق على باب المطعم. ولم تستصغر شيرين، او تقلل من شأن، او ترفض القيام بأي عمل كان يطلب منها، “مكنتش بأقول عيب وازاى اشتغل انا كده.”

وبالرغم من عدم استكمالها لدراستها، الا انها بدأت تطوير نفسها، وتعلمت اللغة الإنجليزية والكمبيوتر، كذلك تمكنت من الالتحاق بكلية السياحة والفنادق، قسم التعليم المفتوح، والتي تخرجت منها هذا العام، وساعدها كل هذا مع العمل الجاد في ان تتقدم في عملها، وتتدرج في الوظائف لتصل الى منصب مساعدة المدير العام.

35229046_209630759848328_334436325811814400_n
وكان مشوارها هذا بكل ما فيه من صعاب وتحديات، حتى الوصول الي النجاح وتحقيق الحلم الذي راودها منذ أكثر من ١٥ عاما، هو الحافز الذي دفعها لتأسيس مبادرتها النسائية “إتطوري إمسكي في حلمك” في عام ٢٠١٦، مع تزايد عدد السيدات المقيمات في شرم الشيخ، سواء ممن يعملن او السيدات المرافقات لأزواجهم العاملين في مجال السياحة. وتعمل المبادرة في عدة محاور، منها، مساعدة السيدات في إيجاد فرص عمل لهن بعد تجهيزهم لسوق العمل، أو مساعدتهم في بدء مشاريع صغيرة من البيت. وتقدم المبادرة أيضا دورات تدريبية في مجال التسويق لصاحبات المشاريع الصغيرة القائمة، لمساعدتهن في تسويق منتجاتهن، وغيرها من النشاطات الاخرى. والمبادرة لها ايضا العديد من النشاطات المجتمعية والخيرية في جنوب سيناء.

ولجهودها في دعم وتطوير وتمكين المرأة اقتصاديا واجتماعيا، حصلت شيرين على العديد من التكريمات المحلية وعلى مستوى الجمهورية، على رأسها مهرجان المرأة العربية للأبداع لعام ٢٠١٧ بشرمالشيخ، ومؤتمر يوم المرأة العالمي لعام ٢٠١٨ بالقاهرة. وأكثر تكريم محبب اليها هو حصولها على لقب سفيرة السعادة من مؤسسة المنجزين العرب، بعد اجتيازها التدريب الذي نظم على هامش ملتقى سفراء السعادة في شرم الشيخ في شهر اغسطس ٢٠١٨، وتنهي شيرين الحوار قائلة، “الحمد لله ربنا كان دايما معايا وأكرمني بفضل دعوات بابا اللي بيفتخر بيا دلوقتى، واللي انا كمان بافتخر أنى بنت الراجل الطيب ده اللي كان دايما سندي، حتى بالرغم من إختلافنا أحيانا.”

لمتابعة المزيد عن مبادرة إمسكي في حلمك لتطوير ودعم المرأة بجنوب سيناء زوروا صفحتهم علس فيس بوك هنا

إذا أعجبتك هذه المقالة، أشترك في المجلة لتصلك مقالاتنا في بريدك الالكتروني**

One comment

  1. شكرا جدا علي دعمكم لكل السيدات و تسليط الضوء علي قصص نجاحهم و كفاحهم انتم النور لطريقنا شكرا علي تشجيعكم شكرا للاستاذة قسمت

اترك رداً على شرين الهوارى إلغاء الرد