لقاء مع الاديبة نور عبد المجيد؛ عن أعمالها، والمرأة وقضاياها

الخميس ٢٧ فبراير ٢٠١٩                 – أجرت الحوار: دينا المهدي

52861906_2240567115981970_74888703335464960_nنور عبد المجيد، هي إحدى أكثر الكاتبات شعبية في الاوساط الأدبية وتتصدر كتبها قوائم الكتب الأكثر مبيعا. تهتم نور بأدب المرأة وقضاياها، وصدر لها إحدى عشر رواية، ناقشت في كل منهم قضية اجتماعية.

ونالت أعمالها «أحلام ممنوعة»، و«نساء ولكن»، و«أنا شهيرة»، و«أنا الخائن»، وكلها صادرة عن الدار المصرية اللبنانية، شهرة عريضة وحققت رواجا كبيرا.أثارت روايتها «أريد رجلاً» ضجة كبيرة؛ حيث سلطت الضوء على الظلم الواقع على المرأة لإنجاب الإناث وتم تحويل هذا العمل إلى مسلسل تلفزيوني. في ثنائيتها «أنا شهيرة» و«أنا الخائن» حيث حكت نفس القصة من وجهتي نظر مختلفتين، وتحولت الثنائية أيضًا إلى مسلسل كتبت عبد المجيد السيناريو والحوار له.

ومن رواياتها أيضًا «صولو»؛ و«لاسكالا»؛ و«الحرمان الكبير»؛ و«نساء ولكن»؛ و«رغم الفراق»، والجاري تحويله إلى عمل درامي؛ و«أحلام ممنوعة»؛ و «وذكريات محرمة». وأخيرًا أصدرت أحدث رواياتها «أنتِ مني»

وقامت دينا المهدي من سيدات من مصر بإجراء هذا الحديث معها …

12794601_1115517585172596_4172134550943990728_nس م: كيف تحبين أن تقدمي نفسك للقراء؟
ن ع: امرأة تكتب لتتنفس وتتنفس لتكتب عن كل امرأة تعاني وتصمد وتنجح على الأغلب دوما في النهاية.

س م: ما سبب تركيزك على المرأة في معظم كتاباتك؟ وهل فكرت في كتابة رواية تدور حول قضايا الرجال الإنسانية؟
ن ع: لأني امرأة.. لأني ارى ان هناك ألف قصة وألف قضية مازالت لم تناقش.. قصص وقضايا مازالت حبيسة الصدور خوفا من ألف اعتبار وابتعادا عن ألف شبهة..
لان النساء مازالت تحمل على أكتافها اعباء لا حصر لها وتصدق احيانا انها هي العبء!!
انا لست ضد الرجل على الإطلاق.. هناك قصص لآباء رائعين في رواياتي.. ونماذج لرجال ناجحة تتحلى بالمثالية والبصيرة..
الانسان في نهاية المطاف قضيتي الكبرى..

س م: متى اكتشفت موهبتك في الكتابة؟ كيف كانت بداية مسيرة نور عبد المجيد في مجال الكتابة؟
ن ع: ان جاز إطلاق الموهبة على كتابتي فأنا بدأت اشعر بها من الصف السادس الابتدائي.. في درجات مواضيع الإنشاء وعبارات ثناء المعلمين.. شعرت ان شيئا ما في الكلمات يشجع على القراءة وكعادة اَي إنسان ان تم الثناء عليه ينطلق ويستمر..

س م: كيف استطعت أن تطوري من موهبتك لتكتبي بشكل احترافي؟
ن ع: اقرأ.. أفكر.. أتأمل.. كل هذه الطقوس وبعدها أكتب كثيرا.. لكن لا أظنني احترف أو اكتب بشكل احترافي.. ما زلت وأظنني أبقى عاشقة للورقة وفية للحروف والكلمات..لا احترافية ابدا أراها في هذه العلاقة ولا اظنها تحدث او ربما لا أريدها ان تحدث..تماما كمن يحتفظ بعلاقة العشق ويخشى عليها من قيود الروتين والرسميات!

52861815_2176809029076726_1896955194852245504_nس م: ما أقرب شخصيات أنثوية أو ذكورية – كتبتِ عنها في رواياتك – إلى قلبك؟ ولماذا؟
ن ع: شخصيات كثيرة ولا ابالغ ان قلت ان جميع الشخصيات الثانوية والصغيرة في رواياتي لها مكانة الشخصيات الرئيسية وأكثر..

محمد في «صولو» احبه كثيرا رغم كونه دور صغير، وُلد ليموت لكنه يرمز عندي لمواهب كثيرة كبيرة لا نعلم عنها شيء!!

«حمار» بائع الخضر في «احلام ممنوعة» احبه كثيرا لأنه يجسد القهر الذي تشعر به “نجية ” احدى البطلات حتى تتمنى لو كانت مكانه فهو يحظى باحترام واهتمام أكبر منها!!

أحب «زينب» بطلة «انتِ مني» لأنها تعشق فنها وتتنفس نجاحها حتى تدرك انها قد تحيا بلا رجل لكن تموت ان انحسر عنها الضوء!!

س م: من خلال أعمالك، تتجسد قضايا المرأة في العالم العربي.. ما الرسالة التي تسعين إلى تقديمها من خلال كتاباتك، وما المبادئ والقيم الأخلاقية التي تحرصين على تسليط الضوء عليها؟
ن ع: اسعى واحاول وسأبقى ارصد هذه الصراعات التي تدور حول وبداخل وضد دور المرأة.. في الارض متسع للجميع ولن تزهر الارض ان لم تتضافر الجهود ويسود السلام..سلام النفس في نقائها.. في ترفعها.. في إدراكها لمدى بساطة الامر ومدى تعقيدنا نحن له..

الحياة تستحق ان نحياها ان عرفنا المعنى الحقيقي لوجودنا على الارض والهدف من ذلك!!

س م: ومن الكُتاب الذين تأثرت بهم في مسيرتك الأدبية؟
ن ع: اعشق كل من يكتب كلمة تجعل رئة قلبي تتنفس.. لا يهمني الاسماء التي تكتب قدر ما يهمني الحروف التي تقدمها ليبيت شعر.. جملة صغيرة.. قصاصة ورق عليها جملة او قصة قصير.. أحب نزار ودرويش.. أغوص مع احسان واحلق مع غادة السمان.. باولو كويلو.. شيلدون.. كافكا.. جبران.. اسماء لا حصر لها وكنوز من كلمات!!

f18180624

س م: في الثنائية المثيرة للجدل «أنا شهيرة» و«أنا الخائن» – والتي تتخذ من الخيانة والانتقام بطلين رئيسيين – لماذا لم تطلقي على الرواية الأولى «أنا الخائنة» رغم اقتراف البطلة لنفس خطيئة الخيانة؟ وهل يعد سر نجاحها كونها مستوحاه من أحداث حقيقية؟
ن ع: في الحقيقة لم اكن اشجع إطلاق عنوان “انا الخائن”على الجزء الثاني لكن كان هذا العنوان من اختيار دارا النشر، بالإضافة الى ان وصول القارئ الى نهاية الجزء الاول يجعله يعرف فعل الخيانة مما يجعله مهيئ لاعتراف كهذا على غلاف الجزء الثاني..و ايضا للأسف نحن جميعا بما فينا النساء نتقبل الخيانة من الرجل و نجد لها الف عذر و مسمى، لكننا ننصب المشانق للمرأة ان فعلت  رغم ان رب العباد و الشرائع ساوت بين الطرفين في المسمى و العقاب لكلا الطرفين..

و أبينا نحن الا أن نزيد النساء ظلما و اجحافا!!كونها مأخوذة عن قصة واقعية جعل الالم أعمق والدهشة أكبر وايضا للأسف لوم شهيرة كان أكثر حدة وقسوة.. واؤكد لا ادعو الى تعاطف معها فهو خطأ لا نقبله، لكن فقط أردت عدلا ومساواة لها كما ارادها رب الطرفين!!

س م: الأعمال الأدبية المميزة تخلد بتحويلها الي اعمال درامية، مع أم ضد هذه المقولة؟ في نظرك ما مزايا وعيوب تحويل رواياتك «أريد رجلاً» والثنائية «أنا شهيرة» و«أنا الخائن» إلى مسلسلات تليفزيونية؟ وهل أثر ذلك في إقبال الجماهير من القراء على رواياتك أو العكس؟
ن ع: ليس خلودا لكن هو بالقطع انتشارا..تدخل الرواية الى  شريحة اخرى غير جمهور القراءة..جمهور الدراما شريحة كبيرة واسعة و ايضا مختلفة..تخرجين من الدراما بقراء و هو امر عظيم قد ندعو اليه أعوام ولا يتحقق لكنه يتحقق بسهولة ان أُعجب المشاهد بعمل يراه فيسعى لشراء الكتاب و يولد القارئ، وهو النصر الكبير!!

نعم زاد عدد القّراء ليس للعمل وحده بل لجميع أعمالي..هو شيء لا أنكره و لكن هناك ايضا على الجهة الأخرى من جمهور القراء من يستاء من الأعمال الدرامية لأنها تعبث بصورة رسمها في خياله و يشعر انه اعتداء على خياله و عشقه للسطور و الشخصيات!!

أريد-رجلا-1
مسلسل أريد رجلا

س م: كيف تصفين أول تجاربك في كتابة سيناريو مسلسل «أنا شهيرة» و«أنا الخائن»؟ ما هي التحديات التي واجهتك عند تحويل الروايتين إلى سيناريو؟
ن ع: تجربة رائعة..أضفت أشياء لم اكتبها في الرواية و جاءتني الفرصة لأحيا معهم من جديد..علمت ان القارئ و المشاهد عشاق للكلمة..كنت استيقظ كل يوم لأجد الجمل التي كتبتها في الحوار على صفحات الميديا، تتناقلها الصفحات و يناقشها الجميع فأدرك و اؤمن ان الفن كما الكتابة رسالة فقط ان اخترنا من نسلمه زمامها..

كان هناك من التحديات الكثير منها اختلاف وجهات النظر بين أطراف العمل المختلفة “انتاج و اخراج و ممثلين” لكن هي ضرورات كل عمل و في اَي مجال.

52993920_2416207485116883_5503855772116713472_n
الكاتبة نور عبد المجيد في ندوة ن قضايا المرأة نظمهما مكتب الامم المتحدة بالقاهرة

س م: إلى جانب الكتابة، ما الدور الذي تلعبينه كواحدة من المثقفين العرب في الفترة الحالية للتوعية الثقافية بقضايا المرأة ومشكلاتها؟
ن ع: احاول قبل وكل شيء ان أصلح من شأن نفسي.. لن يصدق كلماتك أحد ان لم تكن اول من يعمل بها.. أشارك في الندوات.. اسافر واصطحب كلماتي.. اجتمع بطلبة المدارس والجامعات وأناقش معهم ما قد يحاولون إخفاءه من مشاكل خصوصا في مجال عمل المرأة..

وقبل وبعد أن اكتب.. أرسل الكلمات رسائل في كتب الى نساء العرب جميعا واراهم يجيدون قراءة سطورها وما بين السطور!

س م: كونكِ أم عاملة، ما العقبات والتحديات التي واجهتك كامرأة في حياتك الشخصية وحياتك المهنية؟
ن ع: التمزق بين الأدوار.. لوم المجتمع ان شكوت!! او حتى شعرت بالإجهاد!!

كونك امرأة.. تلعبين دور الام والطاهية والسائق والممول أحيانا، مما يجعل الكثير من أفراد المجتمع ينظر إليك في دهشة وينعتك بالجنون ان تمسكت بمهنة او أصررت على استكمال مسيرة.. فهو يرى ان لا مهنة لك سوى البيت ولا مسيرة سوى أعماله..رغم ان المرأة تصدأ ان حُجزت في دائرة واحدة..

المرأة ان شعرت بدورها الإيجابي ونجاحها تصبح ام أفضل وطاهية أمهر وسائق أكثر صبرا وممول أكثر كرما وكرامة وكسبا..

هي حقوق يجب ان تؤخذ فمازالت للنساء لا تُمنح!!

س م: الكاتبة نور عبد المجيد، ما جديدك في الفترة القادمة على المستوى الشخصي والمهني؟
ن ع: اتابع مشروع تحول رواية  «رغم الفراق» الى عمل درامي بعد انتهاء رمضان الكريم ان شاء الله وربما ايضا «انتِ مني»!!

ابدأ في الاستعداد لكتابة رواية جديدة وادعو الله ان يلهمني فكرة تضيف الى النساء والى رسائلي لنفسي ولهم اضافة تستحق الرصد والقراءة..

س م: في النهاية.. ما كلمتك الأخيرة للقراء بوجه عام وللسيدات في مصر والوطن العربي بوجه خاص؟
ن ع: القراءة رحلة نتحرر فيها من كل القيود والأحمال التي قبلنا حملها على كواهلنا.. اقرأي سيدتي واختاري ما تقرأين، لان ما تقرأين دون وعي قد ينير مصباحا او يزرع عتمة..

أيا كانت المسؤوليات والاحزان والمشاكل جميعنا نستحق تنسم رياح حرية وقوة ونسائم حنان وعبرة من تجارب الآخرين وصمودهم ونجاحهم وتحدياتهم.

القراءة خبرات نكتسبها ونحن في مقاعدنا.. خبرات وتجارب نحتاج معرفتها والانفعال بها، ومعها نتكأ عليها عند الإحباط ونستنير بها حين تُظلم الدروب، لنكمل مسيرتنا ونترك أثر يحسب لنا لا علينا!!

 لمتابعة أعمال الروائية نور عبد المجيد، زوروا صفحتها علي فيس بوك هنا

مزيد من الصور مع فريق عمل مسلسلات  نور عبد المجيد

53341332_354351535172061_6897420201214607360_n.jpg

53098674_602240320198863_3334493676675006464_n.jpg

53389182_2538656542817731_4970036898236989440_n.jpg

**إذا أعجبتك هذه المقالة، أشترك في المجلة لتصلك مقالاتنا في بريدك الالكتروني  

1 comments

اترك رداً على Dina Al-Mahdy إلغاء الرد