مها هشام تصمم طوابع بريدية لإحياء ذكرى ٩ رائدات مصريات

الاثنين ٤ فبراير ٢٠١٩                      ــ ترجمة : أمل محمود

53055758_2246603538711661_2076718066024054784_n

منذ ظهور صورة الملكة فيكتوريا على أول طابع بريدي لاصق في عام ١٨٤٠، تصدرت صور الحكام والملوك طوابع البلاد المختلفة. وفي الأزمنة المعاصرة، تستمر الدول في تكريم المتميزين في مجتمعاتها بتخليد صورهم على طوابع البريد التذكارية، والتي يتم إصدارها بكميات محدودة، وغالبا وما تصبح مقتنيات لهواة جمع الطوابع.

صدرت أول طوابع مصرية في١ يناير ١٨٦٦.وكان الملك فؤادالأول، ملك مصر، هو أول حاكم تظهر صورته عليها، وذلك في عام١٩٢٠، وتبعه ابنه الملك فاروق الذي ظهرت اول صور له على الطوابع المصرية وهو في عمر التاسعة. ولم تظهر صور شخصيات مصرية أخري على الطوابع المصرية إلا بعد تنازل الملك فاروق عن الحكم عام ١٩٥٢.

48274987_1886553538128390_3093465145725157376_oفي يناير ٢٠١٩، حصلت مها هشام على درجة البكالوريوس في تصميم الجرافيك من الجامعة الأمريكية في القاهرة، وكان مشروع تخرجها عن الطوابع المصرية. عند تجميعها للمواد البحثية الخاصة لمشروع تخرجها، لاحظت مها أن تمثيل الرجال في الطوابع البريدية المصرية يفوق عدد النساء. وقد أثار ذلك فضولها ودفعها للتحقيق في الأسباب الكامنة وراء ذلك، مما قادها في النهاية إلى إدراك أنها مجرد مسألة عدم مساواة.

وقد حفزها اكتشافها ذلك على استخدام مشروع تخرجها لتسليط الضوء على تسع نساء من الرائدات المصريات الآتي صنعن التاريخ. وللإشادة بهم ولتخليد إنجازاتهم، صممت مجموعة من تسعة طوابع بريدية، واحدة لكل منهن. كما قامت أيضا بتصميم كتيبات باللغتين العربية والإنجليزية، وتضمن كل كتيب مجموعة الطوابع الخاصة لكل رائدة، إلى جانب سيرتها الذاتية القصيرة.

في هذه المقابلة، تشرح لنا مها هشام المزيد عن مشروعها.

1

س م: ما الذي دفعك لاختيار هذا المشروع؟
م هـ: كان مشروع تخرجنا مقسم إلى جزأين: الجزء النظري والجزء العملي. ولقد بدأت هذا المشروع ببساطة بهدف بحث ودراسة الطوابع البريدية المصرية، والتي اخترتها لمشروعي استناداً إلى أن تصميم الطوابع البريدية هي رسومات وأشكال توضيحية. ولأنني أردت أن أجمع مهاراتي في الرسومات والتصميمات التوضيحية في مشروع التخرج الخاص بي، شعرت أن تصميم الطوابع هو الموضوع المناسب لي – هذا بخلاف أنها غنية بالتاريخ وأثارت اهتمامي للغاية.

2

س م: لماذا اخترت الرائدات المصرية كموضوع لمشروعك؟

م هـ: توصلت من خلال بحثي أن في هذا العصر الرقمي، أصبح جمع الطوابع البريدية الأكثر شعبية لاستخدامها، ومن هنا، قررت تصميم طوابع تذكارية مبهجة الشكل. وعند الرجوع إلى الوثائق  لأستلهم منها بعض الأفكار، أدركت أن الطوابع كانت تستخدم في كثير من الأحيان للإشادة بـ ولإحياء ذكري القادة والرواد.  وبما أن تمثيل الرجال على الطوابع فاق بكثير تمثيل السيدات. قررت استخدام الطوابع كوسيلة لتسليط الضوء على هؤلاء السيدات، وتثقيف الناس عنهم وخاصة أن بعضهن لم يتلق مثل هذا التكريم.

3

س م: أخبرينا المزيد عن الطوابع وعن النساءالتي وقع عليهم اختيارك.
م هـ: حتى الآن، صممت تسعة طوابع. يبلغ عرض كل منها ٣،٥ سم وارتفاعها ٤،٢ سم (حتىأطراف الاسنان المثقبة). شعرت أن تسعة طوابع رقم مناسب، من حيث العرض (حيث أنه رقم مربع)،ويكفي للتنويع بين مختلف السيدات المختلفات، من حيث إنجازات، ومكانة وكفاح كل منهن. النساء التسع اللاتي قمت بتصميم طوابع لهن هن: مفيدة عبد الرحمن، أمينة السعيد، سميرة موسى، سهير القلماوي، أم كلثوم، لطفية النادي، صفية زغلول، درية شفيق، وهدى شعراوي.

4

س م: ما هي التقنيات التي تستخدمينها؟
م هـ: لرسم الطوابع، بدأت تقليديًا باستخدام الورقة والقلم. في النهاية، عندما توصلت إلى تصميم شعرت بالارتياح في اعتماده لبقية المشروع، بدأت في تحويل الطوابع رقميا (رقمنة –   digitalize) باستخدام برامج  Adob Photoshopو Adobe Illustratorبالإضافة إلى استخدام الجرافيك تابلتWacom  الخاص بي. وبمجرد اكتمال التصاميم، أطبع الطوابع على ورق خاص به درجة من اللون الأصفر وذو وزن معين، وأخيرا يتم ثقب الحواف بواسطة الليزر.

5

س م: هل هذا المشروع شيء تريدين متابعته بعد التخرج؟
م هـ: بالنظر إلى الكم الهائل من التعليقات الإيجابية التي تلقاها المشروع، أعتقد أنه من الجدير بالتأكيد التفكير في الاستمرار فيه، سواء كان ذلك بجعل الطوابع متاحًة للشراء أو لمواصلة تصميم المزيد من مجموعات الطوابع، لتسليط الضوء على عدد أكبر من النساء.

6

س م: ما الذي تريدين انجازه من خلال هذا المشروع؟ ما هي الرسالة التي ترسلينها ولمن؟
م هـ: تصميم الجرافيك هو بعث رسالة من خلال الصور، والأمر متروك للمصمم لاختيار العناصر الصحيحة لنقل تلك الرسالة بنجاح. أنا شخصياً أُقدّر المشاريع التي تثير النقاش أو تنير المشاهدين بمجرد أن يدركوا المعنى الكامن وراءها، خاصة إذا كانت هذه المشاريع ترفع مستوى الوعي أيضاً. أعتقد أن هذا هو ما حققه المشروع.

8

في البداية، أردت تصميم طوابع جميلة الشكل ومبهجة، تشجع الأجيال الشابة على البدء في هواية جمع الطوابع. وكان هدفي الثاني هو إثبات أن لدينا العديد من النساء في تاريخ بلدنا يجب أن نفخر بهن – وكان هذا الاثبات بشكل رئيسي للأشخاص مثلي ممن تلقوا تعليمهم في مدارس دولية محليًا وخارجيًا، وبالكاد لديهم أي معرفة عن الرائدات الآتي ساهمن في تشكيل بلادهم. وأردت أيضا القاء الضوء على استمرار عدم المساواة، والتي واجهتها المرأة آنذاك، وما زالت تواجهها الآن، فقط بسبب نوع جنسها. ولكن رغم ذلك، تخطت هؤلاء السيدات العديد من العقبات من أجل الوصول إلى طموحاتهن وكسر أعراف المجتمع، وفي النهاية سجلن أسمائهم في التاريخ.

9

ولكن ظهور صورهم على الطوابع فقط لم يكن كافيا، لأن ذلك وحده لم ينقل الصراعات والتحديات التي واجهوها. لذلك أردت أيضا أن أتمكن من رواية قصصهم، ومن هنا جاءت الكتيبات التي تضمنت السير الذاتية لهن، بحيث يمكن للمشاهدين أن يتعاطفوا معهن حقًا، ويقدرونهن ويتذكرونهن.

7

إذا أعجبتك هذه المقالة، أشترك في المجلة لتصلك مقالاتنا في بريدك الالكتروني **

أضف تعليق